التغاضي والتغافل من أخلاق الأكابر والعظماء,وهو مما يعين على استبقاء

المودة واستجلابها,وعلى وأد العداوة وإخلاد المباغضة.
ثم انه دليل على سمو النفس, وشفافيتها, وهو مما يرفع المنزلة, ويعلي المكانة.
قال ابن الأثير متحدثا عن صلاح الدين الأيوبي:"وكان ـرحمه الله _ حليمًا
حسن الأخلاق,متواضعا,صبوراًعلىما يكره,
كثير التغافل عن ذنوب أصحابه يسمع من أحدهم ما يكره ولا يعلمه بذلك, ولا يتغير عليه.
وبلغني انه كان جالسا وعنده جماعة,فرمى بعض المماليك بعضا بسرموز فأخطأته,ووصلت إلى صلاح الدين فأخطأته, ووقعت بالقرب منه,فالتفت
إلىالجهةالأخرىيكلم جليسه؛ليتغافل عنها"
وكان الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ كثير التغاضي
عن كثير من الأمور في حق نفسه , وحينما يسأل عن ذلك كان يقول :
ليس الغبي بسيد في قومــــــه لكن سيد قومه المتغابي
قال ابن حبــان ـ رحمه الله ـ :
(( من لم يعاشر الناس على لزوم الإغضاء عما يأتون من المكروه , وترك التوقع لما يأ تون من المحبوب ـ كان إلى تكدير عيشه أقرب منه إلى صفائه , وإلى أن يدفعه الوقت إلى العداوة , والبغضاء أقرب منه أن ينال منهم الوداد وترك الشحناء ))
قال ابن المقفع : (( إن من إرب الأ ريب دفن إ ربه ما استطاع حتى يعرف بالمسامحة في الخليفة , والاستقامة على الطريقة 0


سرموز: يُقال مُصَحَّفة وقد تكون كلمة أعجمية وأصلها بقشر موز


الأرب : العقل والدهاء




من كتاب سوء الخلق
مظاهره ـــ أسبابه ـــ علاجــــــــــه

تأليف / محمد إبراهيم الحمد