الموضوع وما فيه
عن قصة القرن وناديه
نادي القرن
حسنا، إنني أهلاوي.
أقولها في البداية حتى أوفر عليك عزيزي القارئ محاولات الاستنتاج والاستنباط والتخمين.
إنني أهلاوي، لكنك ستقرأ هنا كلاما منطقيا، أعدك بهذا. وتحليلا موضوعيا، أعدك بمحاولة هذا ما استطعت إليه سبيلا، ويلا بينا.
أولا: فض اشتباك
تخيل سيادتك أن أحدهم خرج عليك بهذا المانشيت: "المجلس الأعلى للصحافة: قناة "أو تي في" أحسن قناة مصرية". وتخيل أنك تعجبت من هذا المانشيت الغريب، ورحت تستوثق من هذا الكلام العجيب فوجدت الأمر كالتالي:
أن كاتبا، وليكن محمد سلماوي، تحمس في مقاله بجريدة المصري اليوم للقناة المذكورة، فجاء هذا الـ "أحدهم" ليقول إن سلماوي كتب هذا الكلام في جريدة حاصلة على ترخيص من المجلس الأعلى للصحافة، ثم تنسب رأي سلماوي للمجلس. أليس هذا نوعا من "الهبل"؟.
إذا وافقتني فدعني أشرح لك لماذا يثور الكلام حول نادي القرن في أفريقيا كل عام تقريبا؟، ولماذا يتلقفه البعض وتتداوله ما يفترض أنها وسائل إعلام؟ وذلك حتى يهدأ، قبل أن يعود ليثور في العام التالي.
1. عن معاهد الإحصاء
يقولون إن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد أصدر بيانا يقول فيه إن الزمالك هو نادي القرن الحقيقي، وهذا كلام عار من الصحة ومن كل شيء آخر، لأن من أصدر هذا البيان هو المعهد الدولي للإحصاء (Ihffs)، وقد تتساءل: وهل هناك فارق؟ وهنا أذكرك بمثال سلماوي والمصري اليوم والمجلس الأعلى للصحافة، ودعنا نشرح ذلك بهدوء:
معهد الإحصاء المذكور :هو مجرد غرفتين وصالة في ألمانيا قام أحدهم بتأجيرها للقيام بعمل إحصائيات عن كرة القدم في العالم، وقد حصل المعهد على ترخيص من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لكن هذا لا يعني أن ما يقوم به من نشاط منسوب للفيفا، كما أنه ليس جهة مانحة لجوائز أو ألقاب أو غيرها، ثم إنه، وهذا هو الأهم ليس المعهد الوحيد في العالم، فهناك عشرات المعاهد المتخصصة في هذا الشأن، ويمكن لكاتب هذاه السطور أن يفتح معهدا كهذا، ويضع معيارا خاصا به للفوز لقب نادي القرن وليكن أن يحتفظ الفريق بمديره الفني لأطول فترة ممكنة، وساعتها سيكون نادي القرن هو نادي الكروم.
إن الفيفا لا تمانع في منح التراخيص لتلك المعاهد، لكنها لا تعتد بما توصلت إليه في مجال (التقييم) ولكي نفهم أكثر طبيعة عمل هذه المعاهد نذكر بما يلي:
1. منح المعهد المذكور الكابتن الراحل ثابت البطل لقب ثاني أعظم حارس مرمى في العالم، تاليا للحارس الأول وهو حارس برازيلي مغمور جدا، ومتفوقا على حراس أساطير مثل ياشين وداساييف وزوف وبيتر شمايكل وشيلافيرت وكاسياس وبوفون و..... . ما هي حيثيات المعهد المذكور لهذا اللقب؟ اسمع يا سيدي:
لقد احتفظ البطل عليه رحمة الله تعالى بشباكه نظيفة لمدة تزيد على خمسمائة دقيقة متواصلة. ومن هنا نفهم أنه عندما يلعب الأهلي أمام جمهورية شبين الكوم أو سرس الليان فيفوز 1/0 ، وفي نفس الوقت يلعب ريال مدريد أمام برشلونة فيفوز 4/1، يصبح ثابت البطل أفضل من كاسياس حارس مرمى ريال مدريد، لأن الأخير دخل مرماه هدف، بينما احتفظ الأول بشباكه نظيفة!!
كما أن معهدا آخر قد يمنح اللقب المذكور لعرابي حارس مرمى الاتحاد السكندري لأنه صد خمس ضربات جزاء في مباراة واحدة.
2. منح المعهد المذكور نادي الزمالك لقب أفضل ناد في العالم عن شهر فبراير 2003، نعم في العالم، يعني أفضل من كل أندية الدوري الإنجليزي والأسباني والإيطالي والهندي كمان. لماذا يا سيدي؟ قال لك لأن الزمالك خاض خلال الشهر المذكور خمسة مباريات متنوعة بين محلية وأفريقية وفاز بها جميعا دون خسارة أو تعادل!! ومن هنا نفهم أن دكرنس إذا خاض عشر مباريات في الدورة الرمضانية القادمة، سيصبح أفضل ناد في العالم لشهر رمضان.
تطول الأمثلة وكلها تؤدي إلى نفس المنهج، وهو الاعتماد على الأرقام الصماء دون أن تمييز لأهمية البطولة أو المباراة أو السياق الذي تحقق فيه هذا الرقم.
وهنا علينا أن نشير إلى ما يلي:
1. الفيفا تمنح الترخيصات لهذه المعاهد، لكنها لا تلتزم بهذه الألقاب لأنها مجرد كلام فارغ، أما الإحصاءات التي تقوم بها تلك المعاهد فهي مفيدة للفهم والشرح والتحليل من خلالها، يعني مثلا في موضوع ثابت البطل قد نخرج بنتيجة مفادها أن الكرة في السبعينات كانت أقل تكافؤا من كرة الألفية الجديدة حتى إن حراس الأندية الكبرى كانوا يقضون مئات الدقائق دون أن يدخل مرماهم أهداف.
2. الفيفا تعتمد في تصنيفاتها دائما على معايير معقدة، كما تقر نظام النقاط بشكل أكبر، وهو الاتجاه الذي أخذ به الاتحاد الأوربي والاتحادات التابعة له، حتى إن الاتحاد الأسباني لا يمنح لقب الهداف للاعب الأكثر إحرازا للأهداف، بل يمنح 3 نقاط لمحرز لهدف ونقطة لصانعه، أي أنك قد تصبح هدافا للدوري الأسباني دون أن تحرز هدفا واحدا (على الأقل نظريا).
ومن "أولا" نفهم أن هناك خلطا كبيرا حدث لأن معهدا من عدة معاهد للإحصاء قام بوضع تصنيف خاص به للقارة الأفريقية، ولم يفرق أحد بين الاتحاد الدولي والمعهد الدولي وجمال الدولي المشجع السكندري الشهير، وأحيييه