لم يتوقع معاذ محمود الطالب في مدرسة أبو بكر الابتدائية في الرياض التي تقع على امتداد شارع المعذر القديم، والتي أيضا لا تبعد 1500 متر من مقر الاتحاد السعودي لكرة القدم، أن يتعادل الأخضر مع نظيره التايلاندي سلبيا في المباراة التي جمعتهما في العاصمة التايلاندية بانكوك أمس الأول، ضمن تصفيات المجموعة الآسيوية الثالثة المؤهلة إلى كأس العالم التي ستجرى في البرازيل عام 2014. وتشير الإحصائيات إلى أنه عبر أعوام طويلة لم تفز تايلاند إلا مرة واحدة مقابل 12 انتصاراً. معاذ فاجأ أسرته بقراره بعدم الذهاب إلى المدرسة أمس محتجا على هذه النتيجة، التي قد لا تساعد المنتخب الأخضر في مشواره المونديالي في اتجاه البرازيل.
في ظل التنافس العنيف بين منتخبات المجموعة الثالثة حيث يمتلك نقطتين مقابل أربع نقاط لتايلاند المنافس الحقيقي له في خطف البطاقة الثالثة بعد أن تأكد بالفعل اقتراب الأسترالي من التأهل للمرحلة الرابعة من التصفيات بحصوله على تسع نقاط من ثلاث مباريات خاضها أمام تايلاند (2/1) في سيدني والسعودية (3/1) في الدمام وعمان في سيدني (3/0)، وبهذه النتائج يعد المنتخب الأقوى بتصدره المجموعة. الطالب معاذ (ستة أعوام) قد تمثل باحتجاجه رأي الشارع السعودي للنتيجة المخيبة لآمال الجماهير، لأنها لا تخدم الأخضر كثيرا في ضمان التأهل للمرحلة المقبلة، فقد نقلت مواقع إلكترونية رياضية جماهيرية آراءها مشددة على صعوبة المرحلة المقبلة، مبينة أن التعادل السلبي مع تايلاند جعل من مهمته المونديالية أكثر صعوبة من أي وقت مضى. وأشارت إلى أن الأخضر سيدخل في نفق معادلات معقدة يصعب التعامل معها في ظل وجود منتخبات في مجموعته طامحة للتأهل إلى المرحلة المقبلة من المنافسة. من جانبه، أرجع الهولندي فرانك ريكارد مدرب المنتخب في حديثه لصحيفة bangkok post (بانكوك بوست) الواسعة الانتشار في تايلاند عدم الفوز إلى فشل خط هجوم منتخبه في استثمار الفرص التي سنحت في المباراة، مشيرا إلى أن الحظ لم يقف بجانب منتخبه.
تصريح ريكارد يحمل في طياته انتقادا واضحا إلى لاعبي خط الهجوم وإن لم يقل الحديث بطريقة مباشرة، ولربما يكون للمدرب الهولندي توجهات وتغييرات جديدة في خط هجومه في المباريات الثلاث المقبلة الحاسمة التي يجب على الأخضر كسبها إذا رغب في التأهل للمرحلة القادمة. حاول والد معاذ مع ابنه الصغير كثيرا للذهاب إلى المدرسة وعدم الغياب، وأقنعه بأن الأخضر سيحقق الفوز في المباراة المقبلة أمام تايلاند التي تجرى في الرياض في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وجاء رد الطفل البريء بالموافقة، إلا أنه كشف له أن لديه في مدرسته حصة رياضة بدنية ولن يشارك زملاءه في الفصل هذه الفترة ليؤكد له أن النتيجة بالنسبة له شخصيا لم تكن مرضية، ولكن حبا وطاعة لوالديه فقد استجاب لرغبته وطلبه.