الخميس والجمعة والسبت أيام استيقظنا فيها وفي كل صباح من هذه الأيام الثلاث يسجل التأريخ حدثاً عربياً
وعالمياً هاماً رغم أختلاف وتفاوت نظرة العالم لتلك الأحداث إلا انها تبقى في غاية الأهمية الخميس كان
بياضاً ناصعاً في سماء ليبيا أعلاناً لمقتل الرئيس السابق معمر القذافي وانتهاء حقبة تأريخية مستبدة أبيضاً
اعلاناً للنصر وفرحاً بأكتمال تحرير كل اجزاء ليبيا من سطوة الزعيم المنزع والمقتول بعد معاناة دامت أكثر
من ثمانية أشهر من الصراع والقتال وفي يوم الجمعة استيقظنا على صفحات أخبار العالم لوفاة الكاتب
المصري المرموق والقدير الأستاذ أنيس منصور .. اذاً لن يكون هناك أنيس منصور بعد اليوم ولن يعتلي
أسمه اعمدة مقالات طالما انتظرناها في جريدتي الأهرام المصرية والشرق الأوسط السعودية والعالمية لا
متعة بعد اليوم مع حكايات واحداث ومعالجة وقراءة لأحداث يومية معاصرة لا قراءة بعد اليوم لمقال أنيس
منصور لأنه وبكل بساطة دُفن بعد موته فدُفن معه قلمه ومحبرته وكل أوراقه ، أما يوم السبت المختلف يوم
السبت الحزين يوم السبت فجراً أنتهى عصراً وانتهت مرحلة من مراحل الأزدهار توقف قلب سلطان الخير
نبضاته حكاية امتدت لأكثر من ثمانين عاماً من الحب والأبتسامة والرضا دقات قلبه النابضة بالمحبة
وعطاءات يديه المتدفقة بالخير الكبير فرغم ايماني بالقضاء والقدر إلا أن خيام الحزن قد نُصبت وغيوم الكآبة
اعتلت سماء الوطن فلن اسأل الأرملة والفقير والمريض والمسكين واليتيم عن حالهم الآن بعد أعلان وفاة
ولي العهد الأمير سلطان ابن عبدالعزيز لأن أعماله ومآثره بهذه الفئة قد طغت وتجلت ولكنني سأسأل الوطن
من مشرقه إلى مغربه ومن جنوبه إلى شماله سأسال كل شبر فيه كيف ستكون بعد سلطان الخير وكيف هو
ثغرك بعد فقد ابتسامة طالما ارتسمت على محياه فأنعكست علينا ، سأترك من عاش ومن مات في يوم
الخميس والجمعة وسأتوقف عند من فقدناه في يوم السبت وسأحاول ان اكون الأبن البار الذي تذكر والده
فدعا له بالرحمة والمغفرة وأن يجعل مثواه الجنة ويجزيه عن الأمة خير الجزاء بما قدم وساهم وبنى ومسح
من دموع ثكلى ويتامى وأرامل ومساكين اللهم آمين ....