أحسِن إلى مَن أساء إليك
مسئلة تخفى على كثيرٍ من الناس . بعض الناس يذمون الإحسانَ إلى من يسيء إلى الشخص ، وهو عند الله حسنٌ ، الإحسانُ إلى مَن أساء إليك . فمن ذمّ الإحسانَ إلى مَن أساء إليه يكفر .
عند الله تعالى هذا أعظم ثواباً ، الذي يحسن إلى مَن يسيء إليه أعظم ثواباً من الإحسان إلى مَن أحسن إليه .
كذلك الذي يحسن إلى رحِمِه ، يصلُ رحِمَهُ وهم يقطعونه ، هذا عند الله أفضل من الذي يصل رحمه على وجه المجازاة .
كذلك الذي يسبه شخص ظلماً وهو لا يرد بالمثل فهو عند الله أفضل من الذي يرد بالمثل ، مع أن الرد بالمثل يجوز .
إذا قال لك شخص ( يا ظالم ) يجوز أن تقول له ( يا ظالم ) . مع ذلك الذي يسكت ويصفح أفضل لأن فيه كسر النفس لله تعالى .
والدليل على ذلك قوله تعالى ( فمن عفا وأصلح فأجرُه على الله ) وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابيٍ يُسمّى أبا جُرَيّ ، قال له ( إنِ امرؤٌ عيّرَك بما يعلم فيك فلا تعَيّرْه بما تعلمُ فيه ) . ومعناه شخص عيّرك بما فيك من العيب فلا تعيّره بما تعلم فيه .
أنت تعلم فيه عاراً فإذا لم ترد عليه مع أنك تعلم أن فيه عاراً ، إذا تركت الرد عليه وسكتّ تكون وافقت هذا الحديث .
هذا الصحابي بعد ذلك قال : " فما سببتُ بعد ذلك إنساناً ولا دابة " .
هكذا كان أصحاب الرسول يأخذون بحديث الرسول على الوجه الكامل