جريدة شمس
بقلم محمد اليوسف:
1لا يزال الهلال وبرغم مرور الجولة الثامنة لا يشعر جماهيره العريضة وفي أكثر من نزال بضمان أي نتيجة، ولا أقصد بالضمان على النتيجة فقط بل وعلى المستوى فالمشاهد يرى في مباراة القادسية في الجولة السادسة كل ما يمكن مشاهدته من تقلبات فرأينا الهلال يلعب كرة راقية من منطلق «السهل الممتنع» ثم رأيناه وكأنه فريق بدائي ثم رأيناه وهو لا يستطيع المحافظة على نتيجة كبيرة قوامها خمسة أهداف، وكأن الصدفة لعبت دورا كبيرا فيها، لا شك أن هذا يجعل لدى المتلقي الهلالي صورة مهزوزة لا يمكن ثباتها، فهذا يشكل قلقا كبيرا ليس على الجماهير وحسب، بل وحتى على اللاعبين وعلى الجهاز الإداري والفني، وهو ما شاهدناه على محيا دول في المؤتمر الصحفي الذي تجرد فيه من نتيجة المباراة بقوله: «إنها ليست مشكلة تكتيك المشكلة عقلية الانتصار لدى اللاعبين».
الحقيقة أنها إجابة لا تستشف منها سوى أن اللاعبين هم سبب هذه النتيجة التي أتت بمثابة الخسارة للفريق الهلالي، لا شك أن الهلال فريق كبير، لكن إجابة كهذه تجعلنا نتوقف كثيرا عند هذا المدرب، فالعقلية التي لدى اللاعبين والإساءة المهنية المباشرة لهم هي نتاج تدريبه، فأين دوره من هذا الجانب، فالمدرب ليس «خطة وتكتيك وتكنيك» وحسب «فالعامل النفسي» ودعم اللاعبين واستكشاف «نقاط القوة والضعف» لدى اللاعبين والوقوف على «ظروفهم» هي جزء لا يتجرأ من دور المدرب «المحترف» فالهلال عندما تعاقد معه لم يكن ليطمح في تقليل شأن اللاعبين، وإنما في تطوير مستوى الفريق وتوظيف العناصر بشكل إيجابي يتناسب مع الطموح الهلالي.
فحتى الآن لا نزال نرى ضعفا كبيرا على مستوى الحراسة الهلالية وخللا فادحا في متوسطي الدفاع وظهيري الجنب والمحور المتأخر دون حراك من دول، أو حتى محاولات إيجاد البديل أو صناعته وصقله، كما أن تراخي اللاعبين لم يكن فجأة فكان من الممكن تدارك الحدث، كما أن شعور دول بالغضب في مؤتمره الصحفي لا يعفيه من تحمل جزء كبير من المسؤولية، فالقادسية قدم مباراة كبيرة يستحق النجومية من خلالها.
أما المتابع لمباراة الهلال والرائد فإنه يلمس التذبذب المقصود، فالفريق أصبح حملا وديعا بعدما كان مرعبا، المستوى الذي ظهر به الهلال يوم أمس ليس هذا ما تعود عليه الجمهور الهلالي، فقد عانى كثيرا ليحقق الهدف الأول الذي جاء من ركلة جزاء ليأتي بعدها الهدف الثاني بخطأ فادح من قلب الدفاع الرائدي.
آخرا:
ومضت أصداؤه نحو كهوفِ الذكريات