ما بين الثقة بالنفس والغرور شعره
يجب علينا ان نفرّق بين الثقة والغرور ، أنا أرى أن كثيراً من الناس عندما لا تعجبهم تصرفاتنا يرمُوا بـ [ الغرور ] كتجسيد لحالنا ، مع العلم بأننا نسيرُ في طريقـٍ واحد وعلى مركب واحد ولكن يجهلوا ذاتنا ، وأننا أبعدُ ما نكون عنه ، عندما يثقُ المرء في قدراته و في طريقة تفكيره هذا لا يعني على كل حال أنه على صواب في كل مسألة وأن الخطأ معصومٌ عنه . لا يا أخوان الثقة تمنحُ المرء قدرة على الاعتراف بأخطائه حتى لو كان ذلكَ أمام الناسِ لأن ذلك لا يزيده إلا إحتراماً منهم ، الثقة شيء جميل لا يُرى إلا بعد أن تنزع هذه الصفة ويستبدلها الغير بالغرور ، عندها تجدنا نتصارعُ في اثبات المنزع ونزع الملبوس ليرانا الاخرين بالصفة المحمودة : الثقة .
عندما تثقُ في ذاتك وقدراتك ، يصبحُ الصعبُ سهلاً ، ولكن ليس في متناولك ، فكلّ شيء لابد لهُ من تعب لأجل الحصول عليه وإلا ما حسيت بسعادة بحياتك .
الثقة بالنفس ، او ما يسمى أحيانا بالاعتداد بالنفس تتأتى من عوامل عدة ، اهمها : تكرار النجاح ، والقدرة على تجاوز الصعوبات والمواقف المحرجة ، والحكمة في التعامل ، وتوطين النفس على تقبل النتائج مهما كانت ، وهذا شيء إيجابي . اما الغرور فشعور بالعظمة وتوهم الكمال ، اي ان الفرق بين الثقة بالنفس وبين الغرور هو أن الأولى تقدير للامكانيات المتوافره ، اما الغرور ففقدان أو إساءة لهذا التقدير ، وقد تزداد الثقة بالنفس لدرجة يرى صاحبها ـ في نفسه “القدره على كل شيء” فتنقلب إلى غرور . يقال بأن : مابين الثقة بالنفس والغرور، شعره . وكلما ازدادت ثقة الإنسان بنفسه كلما اشتدت تلك الشعرة واقتربت من الانقطاع . ولا شك أن الثقة بالنفس تعتبر من العوامل الهامة التي تساعد على استقرار ورقي حياة الإنسان وتطورها وكلما ازدادت ثقة الإنسان بنفسه ، كلما أصبح أكثر قدره على مواجهة مصاعب الحياة ومتطلباتها وهمومها ، ولكن إذا ما تجاوزت الثقة بالنفس الحد المطلوب والمعقول فإنها بذلك تصبح وبالا وخطرا على صاحبها . لأنها في هذه الحالة ستتحول إلى غرور .. ولا يخفى عليكم مدى خطورة الغرور على الإنسان والمساوئ التي قد تنجم عنه . فهل من طريقة ياترى .. يمكننا التعرف من خلالها على مقياس ومقدار الثقة بالنفس لدينا ؟ وهل من طريقة نستطيع من خلالها أن نتجنب الوصول إلى مرحلة الغرور والوقوع في مهالكه ومداركه
(رحم الله من كتب هذه السطور رحمة واسعه)