دروبي وإن طالت على مركبِ الهجرِ
...............فليس لأني لست بالحب لا أدري
أحِسُّ بأحبابي وإن صمتوا ولو
...............أنهم أتوني بفجرٍ كاذبٍ لم ينم فجري
فقولوا لها إنّ اختبار براءتي
...............لَعَارٌ عليها حَلَّ من حيثُ لاتدري
رَأتْني رفيقاً بالقلوبِ فَفَكّرَتْ
...............بأنّي بحرفي لبني جنسها أُغْري
وماعلِمَتْ أنّ النفوس تفاوتت
...............ومابلغ التفكيرُ في عقلها قدري
ولو رُمْتُ بالأشعارِ مجداً وشهرةً
...............لكان جديراً بمنازلها شِعري
تساميتُ عن درب المذلّة والخنا
...............وأزمعتُ توشيح المحابر بالصّبرِ
وقلت لنفسي أحسني فلربّما
...............يكون بإحساني مقابلةُ الوِزرِ
وماطلبت نفسي من الخلقِ أجرها
...............ولن يملكوا حتى وإن حاولوا أجري
أنا فارسٌ ما حقّر الظّن قدره
...............وليس بشعري يامُحَدِّثتي فَخري
فأكبر آمالي إذا ظمني الثرى
...............يكون مع الأطهار في موعدي حشري
وأكبر أهدافي هنا نصرُ مِلّتي
...............وإسعادُ نفسٍ ضيقها قِيسَ بالشّبرِ
فلي بابتسامات الشفاه مقاصدٌ
...............مآثرها تربو على الشّفعِ والوترِ
ولكنّ عصري عصرُ كلِّ بليّةٍ
...............وعصر النوايا السودِ بانت من الجُحرِ
فلا عجبٌ إن ساء بي ظنُّ من يرى
...............بِأنّي على انقاضهم يبتني عمري
أتمنى أن تصل