لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: مـايـكــل أنـجـــلــــو

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبوإسماعيل
    المشرف العام
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    الدولة
    صامطة
    المشاركات
    28,321

    مـايـكــل أنـجـــلــــو



    فنان عالمي

    عاش قبل 500 سنة تقريبا

    تأسرني أعماله وسيرته الفنية المذهلة ، وإعجابي بقدراته كبير جدا

    أحببت أن أكتب موضوعا عنه هنا . إنه الفنان النحات والرسام والمصور والشاعر

    مايكل أنجلو
    Michelangelo


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لا يقف مايكل انجلو عند حدود إطار حياته بين مولده على مشارف فلورنسه في 6 مارس سنة 1475 وموته بروما في 18 فبراير 1564 كما أنه يظل عند نطاق مكانه وعصره عصر النهضة الإيطالية وانما يتخطى حدود العصر والمكان محلقا في أفق الإنسانية كلها كرمز لعبقرية أبدعت في أربعة فنون كبرى النحت والتصوير والعمارة والشعر وكمصورة من صراع الإنسان ضد قدرة ونزاعه الدائم معه وعذاب الروح الاسيرة وهي تتخبط في ظلام الدنيا كان ميكل انجلو في حياته التي أوشكت أن تكتمل قرنا من الزمان رمزا للصراع المتصل بين عبقرية بطولية وإدارة صريعة الأسى والقلق والعذاب لقد ذاق غيره من أبطال الإنسانية مرارة هذا الصراع ولكنه انتصروا عليه أما هو فظل أسيرا له يستعذبه ويطوق نفسه بخناقة وكأنه لا يريد الخلاص منه كان دانتي مثله يعاني مأساة هذا الصراع ولكنه كان على بيتهوفن كان في قرارة نفسه ابن المرح المسرة وإن لم يجد من حياته وظروفه صفوا يستبقى هذا المرح أما ميكل أنجلو فكان ابن الأسى والصراع كلماته تنطق به " إن راحتي في الأحزان وآلاف المسرات لا تساوي عاصفة من عواصف الروح ".

    ولئن كان في نفسه تجذاب إلى الحزن والصراع والقلق محيط حياته كان أرضا خصبة لهذه النفس المعذبة العليلة صاغ هذا المحيط من الأحداث وأوجد من الأشخاص ما جعل هذه الصورة الحزينة المتكسرة تلقي كل أبعادها وعمقها فهو لم يكد يولد حتى فقد أمه في طفولته وعاش في رعاية مرضعته زوجة قطاع أحجار كان ينتسب غليها أنها أرضعته مع لبنها موهبة النحت ووجد هواه من صباه مع الفن فالتحق بمرسم دومينكو جيرلاندايو أكبر أساتذة الرسم في فلورنسه ولكنه كره الرسم وتطلع إلى النحت لأنه يحقق أحلامه البطولية والتحق بمدرسة لورنزو دي مديتشي بحدائق سان ماركو ولقي من الامير رجال الفكر والفن في ايطاليا تقديرا واهتماما فعاش في قلب النهضة الإيطالية وتتلمذ على برتولدو الذي تلقى تعاليمه دوناتللو في فن النحت وارتبط عن طريقة بالاقدمين .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وفي جو آل مديتشي بين تعاليم أفلاطون ومثل الحياة الفكرية في عصر النهضة كان العالم الوثني والديني المسيحية يتصارعان في نفسه ولكنه كن في هذه الفترة إغريقيا ينحت الساتير وابولون ومعركة القنطورس . ولا تلبث روحه المولعة بالعذاب أن تتطلع خلف أسوار حديقة سان ماركو بجوها الأفلاطوني إلى لهيب الصراع الديني والاجتماعي الذي يشعله سافونارولا ويمضي ميكل انجلو تابعا له متأثرا به وإن لم يبد هذا الأثر في فنه خلال هذه الفترة ويشارك الفنان الشاب في هذه الأحداث وتلظى نفسه باللهيب الذي احرق جثمان سافونارولا في ثورة عارمة .... ويصوغ في هذه الفترة من أساه وحزنه وهو شاب في الثالثة والعشرين ، تمثاله الشهير – الرحمة – القائم في كنسية القديس بطرس ممثلا حوار هذه النفس الدائم مع الأسى وينحت بعد تمثال الرحمة تمثاله العملاق – داود - فتلفت عبقريته البابا يوليوس الثاني الذي كان يحلم باستعادة روما مكانتها كمركز لاشعاع ثقافي للعالم ، ويدعو البابا النحات الفلورنسي إلى روما ليقيم مقبرة له تكون صرحا مشيدا من الفن العظيم . وتتوافد على نفس الفنان أحلامه العملاقة التي ضاقت عنها أعمال شبابه فلا تمثاله هرقل بقوته الخارقة ولا تمثاله باكوس النشوان بالحياة ولا تماثيل المذابح الكنائسية قد أرضت طموحه العارم وتطلعه وإنما هو يحلم بصرح كبير يحيط به أربعون تمثالا ملحمة من المرمر يسجل في مقاطعتها أعماقا من تأملاته وفكره ... وكان ميكل انجلو قد انتهى في هذه الأيام من مشروع وضع فيه قدراته كرسام حين عهد إليه مع ليوناردو دافنشي .بتزيين إحدى قاعات فلورنسه . وانقسمت المدينة إلى معسكرين متحمسين لأكبر عبقريتين في عصر النهضة ، وخرجت رسوم مايكل انجلو للمشروع مفعمة بعمق التعبير الذي كان شاغل نفسه وبتجريد معنى الأحداث والمعارك وتحويلها إلى رموز ، في حين جاءت رسوم ليوناردو تحليلية مسجلة لدقائق الحدث وكان هذان العملان مدرسة لعصرهما ، استوحى منهما رافاييل وبارتولوميو واندريادلسارتو من عباقرة شباب عصر النهضة . ولكن مايكل انجلو يرى في النحت هبة حياته ومن اجل هذا كانت حماسته لمشروع يوليوس الثاني الذي هجر من اجله فلورنسه إلى روما ... وامتد هذا الحماس إلى البابا الكبير فارسل مايكل أنجلو إلى محاجر كرارا لينقي أحجار صرحه ... وكان الفنان سعيدا بهذا التكليف فهو يود أن يكون المبدع الكامل لعمله ، النحات والصانع والمهندس معا ولكن خط الصراع وهو خط من محاور حياته يضيق عليه الخناق ويتحرك في شخص برامانتي المهندس وغيره من معاصريه فيقضي مايكل أنجلو عن البابا ويقف العمل في حمله الكبير تنتزعه منه نزوة من نزوات يوليوس الذي كلفه بتزيين سقف مصلى السستينا .. كن مايكل أنجلو يؤمن أن التصوير أدنى من النحت وأنه فن حسي لا يتسع لحمله العميق ولكنه لم يستطع التحلل من تكليف البابا وأخذ يفكر في أسلوب جديد لعمله يتفق ونداء النحت في نفسه ... يقول مايكل أنجلو : " إن التصوير يرتفع من النحت والنحت يهبط حين يقترب من التصوير " . وقد أراد أن يترجم عبارته في الرموز التي أعدها ليخاطب بها الناس من قبة السستينا رموز زادت على الثلاثمائة رسم ، ارتفع بها عن إتقان مدرسة فينسياز انشغالها بروعة الألوان . وعن التعبير عن المعنى المادي للاشياء المرئية في مدرسة فلورنسه ليكمل البذرة التي تنبت في فن جيوتو وأينعت في فن مازاشيو وليصور بأسلوب عملاق قريب من النحت نشأة الدينا التي نبتت في فن الإنسان وخروج النور من الظلام والخطيئة والطوفان وجعل الجسم الإنساني مسرحا للتعبير عن أعمق المشاعر والأحاسيس وأودع التصوير رموزا عملاقة تحكي قصة الدنيا وأتم أنجلو سقف كنيسة السستينا حوالي سنة 1512 .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وعاد مرة أخرى إلى حلمه الكبيرصرح يوليوس الثاني ولكن البابا لا يلبث أن يموت وينتخب مكانه ليو العاشر ... ويأخذ مايكل انجلو في هذه المرة ينحت تمثاله العظيم – موسى –
    وتماثيل العبيد فلا يلبث البابوات الجدد من آل مديتشي أن يستخدموه ليخلد مجد أسرتهم وكما دفعه يوليوس الثاني إلى التصوير دفعه آل مديتشي إلى فن العمارة إذ كلفه ليو العاشر بتصميم واجهة كنيسة سان لورنزو ومصلى آل مديتشي ويقبل مايكل أنجلو هذين التكليفين بحماسة قائلا : " إن لدى إرادة تحقيق هذا العمل الذي سيكون مرآة العمارة والنحت لإيطاليا كلها " . كذلك كلفه البابا كليمنت السابع -أثناء هذا العمل – بتصميم مكتبته ، فيقبل على هذا العمل لأنه يرى العمارة قريبة من النحت ، وإدراكها يتطلب الإحساس بالشكل والإنساني وتكوينه في الوقت نفسه كان ورثة يوليوس الثاني يهددونه لأنه لم يتم مشروعة وأحقاد معاصريه تطارده وأحاسيس نفسه المعذبة تنحت في أغوارها المخاوف والقلق فيرفض العيش الرغد في البيت الذي خصصه له كليمنت السابع ، ويهيم على وجه ويشارك في ثورة فلورنسه ضد الإمبراطورية سنة 1527م وينغمس بنارها " فبدون النار لا يستطيع فنان أن يصهر الذهب وإن ينقيه " كما كان يقول .... وتنتهي عصور الاضطراب وتعود فلورنسا إلى الأباطرة ويقضى هو فترة مرض عضال يستأنف بعده نحت تماثيل آل مديتشي ثم يعاود مرة أخرى العمل في مشروع يوليوس الثاني ولكنه يدعي إلى تصوير مجموعة يوم القيامة في قبة السستينا يكمل بها بداياته عن خلق الدنيا وسفر التكوين بعد أن جاوز الخمسين . .. ,اختتم هذا العمل الكبير سنة 1541م ، وألتقط انفاسه ليفرغ من صرح يوليوس الثاني الذي بدأه منذ خمسة وثلاثين عاما ألهبته خلالها سياط تكليف البابوات والأباطرة وصرفته عن حلمه الأكبر ومرة أخرى تصرفه أوامر البابا بولس الثالث عن حلمه ليصور لوحتين من الفريسك في كنيسة بولين ، صور في إحدهما صلب القديس الشهيد .. وكانت الشيخوخة قد دبت معالمها في قواه وأجهدت كيانه ولكنه أصر هذه المرة أن يتم صرح يوليوس ، أختصر الصرح الذي لم يكتمل والتماثيل الأربعين في مجموعة يقف وسطها تمثال موسى عملاقا من التعبير النحتى ينتصر على هزال فن النحت بعد الإغريق بل يتفوق على نحاتي اليونان القدماء الذين جعلوا محور تصوير جمال الجسد في حين تخطى مايكل انجلو هذا المحور ليجعل من النحت ملحمة للتعبير عن أعماق الكون وفكرة الأبد . إن عيني لا ترى الأشياء الفانية ... ولو لم تكن روحي قد صيغت على غرار الخالق لقنعت بالجمال الخارجي الذي يبهر الأنظار ولكن هذا الجمال باطل فروحي إذن تتجه نحو الجمال الكوني " . حول هذا المعنى دار حواره مع الأحجار وبهذه الروح حمل أدوات النحات والمصور معا في هذا الفنان الذي عاش شبابه بين مثل أفلاطون في حديقة سان ماركو كان يؤمن أيضا مع سقراط أن هدف الفن هو تمثيل الروح الداخلية للأشياء وكان ينتظر الطبيعة نظرته إلى عدو يسجن الروح الإنسانية ويأسرها ومن أجل هذا كان يدرسها ليتخلص منها ويتفوق عليها وهو يرى " أن الحرارة لا يمكن إن تنفصل عن اللهب ، وأن الجمال لا ينفصم عن الأبدية " ومن أجل هذا كانت نفسيته مهيأة لتحول صوفى عميق فهذا الفنان الذي عاش في صراع بين الوثنية والمسيحية يستقبل فترة من صفاء الروح والقلب يقفه عن كنيسة القديس بطرس التي عين مهندسا ومشرفا عليها سنة 1547م فيقبل هذه المهمة كواجب مقدس ويكتب لأبن أخيه يقول إن كثيرين يعتقدون أن الله اختارني لهذا المكان ... ولذا فإني لا أستطيع أن أتركه .. إني أخدم هنا حبا في الله .. وأضع تحت قبة هذا المصلى كل آمالي وتطلعاتي " .

    ويلاحقه في هذا المكان حسد معاصريه والروح العدائية التي بذروتها براماتي حوله .. ولكن مايكل انجلو يعترف برغم هذا العداء بعبقرية برامانتي كمهندس ، ويروي في التصميم الأول الذي كان قد أعده للكنيسة " صراحة في التعبير ووضاء وحرية من يبعد عنها فإنما يبعد عن الحقيقة " . لقد كان نايكل انجلو ينشد في هذه المرحلة صفاء الروح وسلامها ولكن الأحزان تزحف إلى نفسه لدق كان يقول دائما : " أن صديق الوحدة " فلما أطلت على حياته الماركيزة بسكارا فيتوريا كولونا أرسلت في نفسه مزاجا من الحب والمسرة والأشجان لقد راعه جمالها الروحي وهبة الحياة السامية في نفسها ... كانت محبة وشاعرة ومنبعا من الصفاء وفي نفسها جمال عصر النهضة وما شعه من فكر وأحلام وتطلع ثقافي . وكان لقاؤهما معا كل أحد في كنيسة سان سلفاسترو أروع ما جادت به الدنيا عليه من هبات .. أراد أن يصورها وينحت لحبها التماثيل ولكن هبة السماء في ملامحها استعصت عليه فاستيقظت ملكاته القديمة كشاعر تغنى في شبابه وسكبه بين رسومه وأوراقه وراح يكتب لها الغنائيات من أجل حبهما العنيف .

    كانت فيتوريا روحا من القداسة فتحت لنفسه عالم الصفاء الديني وكانت مثله حزينة الروح محلقة في غياهب فكرة الموت ، تتغلب على أساها الداخلي وخيانة زوجها لها بالتطلع إلى الله والاقتراب من روح هذا الفنان التعيس ، وفي ظلالها أتم أروع أعماله : يوم القيامة : - لوحات كنسية بولين أعمال كنيسة القديس بطرس – وكان هي تمضي نحو الخمسين في حين كان هو شيخا قد تخطى الستين ودار حبهما حول الدين والفن وكل ما في الحياة من روح نبيل وأرادت فيتوريا إن تمنح حياته العاصفة بعض الهدوء والراحة وعاشت قريبة منه في روما ولكن الموت عاجلها وضرب سحابة من الأحزان حول حياته حين رأى ملامحها الأثرية تنطفئ منها الحياة ، وانطلقت صرخة من أعماقه : كيف يموت مل هذا النبل وسمو الروح والفكر ! ؟ وفي غمرة هذا الأسى كتب بكائياته يصورها فيها كمطرقة النحات تبعث م المادة أنبل الأفكار ويسجل انتصار الحب على الموت قائلا : " هل يستطيع الموت أن يزهو اليوم بأنه اطفأ شمس الشموس ؟ ! إن الحب قد انتصر وها هي ذي تحيا به على الأرض وفي السماء بين القديسين " . وتأبى الاحزان تأتي فرادى فيموت بعد فيتوريا صديقه الحميم ومساعدة أوربينو الذي عمل معه في صرح يوليوس الثاني . وعند موته أرسل هذه الصيحة إلى أبن أخيه : أمس في المساء مات أوربينو ... لقد تركني آسفا ضائعا حتى ليبدو لي أن أموت معه من أجل حبي له ... لقد كان رجلا عظيما وفيا ...منذ ارتحل زاولتني رغبة العيش وفارقتني السكينة ". وصهرت هذه الأحزان روحه وسكنت نفسه هذه التعبيرات الدرامية الجبارة التي غزت هواء الفن في روما وأرسلت عواصفها في أناقة فن البندقية فبعث في أعمال تينتوريتو قبسا من وهج مايكل انجلو ، خرج بالتصوير عن إطاره التقليدي هدأت هذه الروح العاصفة التي صيرت فن النحت رموزا عملاقة جياشة بالعواطف التي مهدت الطريق لعبقريته رودان لتستقبل مرحلة من الأسى الدرامي الحزين كان تمثال الرحمة الشهير باسم بيتا روندانيني ختاما لها هذا التمثال الذي صاغه مايكل انجلو مرثيه لحياته وأراده أن يكون شاهدا على قبره إنه يمثل موضوعه الذي عالجه في مراحل متعددة منذ شبابه ... المسيح المسجى والأم الثكلى الصورة التقليدية التي سجلها في تمثال كنيسة القديس بطرس تصبح هنا عمودا من الأسى الإنساني الحزين ، وأنينا قدسيا يكاد يهمس بروح الفنان وصراع حياته ومقاطع النحت يهدأ فيها الصخب كختام رائع لسيمفونة عميقة النغمات . . إن هذا التمثال خلاصة حياة الفنان وخلاصة حياة الإنسان وهو أثره الأخير الذي قد تكون في كلمات احتضاره إشارة له : " إنني استشعر الأسى لأنني أموت قبل إن أقدم كل شي من أجل سلام نفسي ولأنني أموت عندما بدأت أتهجى فني " ... كان هذا التمثال علامة طريق نحو الفن الحديث في انتقاله من التمثيل إلى التعبير من الجمال الحسي إلى الجمال النفسي ... لم يكن مايكل أنجلو أعظم من أنجبتهم فلورنسه ولم يكن ممثلا لروح إيطاليا المتحفزة المتوثبة وإنما هو من أروع عبقريات الدنيا عبقرية لم تكتف بحورها العاتي مع الصخر بل مضى حوارها إلى أساليب عدة من التعبير الإنساني وخلف هذا الحوار فنا ذاتيا ليس امتدادا لمدرسة معينة وليس فاتحة لمذهب يعقبه وإنما فيض حياته وعبقريته سيظل يعيش باسمه وحده ويذكرنا بكلماته الأخيرة : " الفن والموت لا يلتقيان معا " ......

    المرجع : محيط الفنون – الفنون التشكيلية

    http://www.michelangelo.com/buon/bio-index2.html
    http://www.ibiblio.org/wm/paint/auth/michelangelo/
    http://graphics.stanford.edu/projects/mich/
    http://www.thais.it/scultura/michelan.htm
    http://cgfa.sunsite.dk/michelan/
    http://www.anselm.edu/homepage/dbanach/mich.htm
    http://www.christusrex.org/www1/sistine/0-Tour.html
    http://www.artcyclopedia.com/artist...buonarroti.html
    http://www.artchive.com/artchive/M/michelangelo.html
    http://members.aol.com/dtrofatter/michel.htm
    http://www.madhatter.it/cartella/michelangelo.htm
    http://www.mega.it/eng/egui/pers/micbuon.htm
    http://hlla.com/reference/mb-bio.html



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هلال الفجر
    رحمه الله رحمة الأبرار
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    الدولة
    ^*^الأماكن كلها^*^
    المشاركات
    2,724

    رد : مـايـكــل أنـجـــلــــو

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    جميل جدا لأن نتطلع على علماء الفن الراقي
    وخاصة علم الرسم والنحت

    أهنئك ياأباإسماعيل على روحك المحبة لهذا الفن
    أنت مبدع يا أباإسماعيل
    أكن لك الشكر القدير

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    (اخوكم / هــــــــلال الفجـــــــر )

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبوإسماعيل
    المشرف العام
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    الدولة
    صامطة
    المشاركات
    28,321

    رد : مـايـكــل أنـجـــلــــو



    إضـــافـة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    عندما انتهى الفنان مايكل أنجلو من نحت تمثال نصفي جاء في غاية الروعة والإتقان وقف أمامه متأملا لحظات , وقذفه بالأزميل بعد أن صرخ " أنطق " " تكلم" " تحدث !! فكسر أنفه . فقد كانت المنحوتات والرسومات تكاد تنطق لقوة التعبير المتمثل فيها .

    ظلت منحوتات أنجلو تمثل إحدى القمم الرائعة في عالم الفن التي أبدعتها الحياة على مدى القرون .. وكان ما يعانيه من أحزان باعثاً على الإبداع والتفوق وهو يفصح عن هذا بقوله " أن راحتي في الأحزان .. وآلاف المسرات لاتساوي عندي عاصفة من عواصف الروح " .. أنه عبقرية لم تكتف بحوارها العاتي مع الصخر وإنما مضى إلى أساليب عدة من التعبير الأنساني .. وترك هذا الحوار فناً ذاتياً ويُعد فيضاً لحياته وعبقريته الخلاقة .. فكانت كلماته الأخيرة "أنني أستشعر الأسى لأنني أموت قبل أن أقدم كل شيء من أجل سلام نفسي .. ولأنني أموت عندما بدأت اتهجى فني" ..

    التحق مايكل أنجلو في صباه بمرسم " دومينيكو جيرالد نراجوا " أكبر أساتذة فن الرسم في فلورنسا , ولكنه كان يتطلع إلى النحت أكثر من الرسم "فالتصور عنده يرتفع حين يقترب من النحت والنحت يهبط حين يقترب من التصوير " ولذلك انتقل إلى مدرسة " لوران دي مديتشي" وتتلمذ على يد " برانولدو" الذي تلقى عنه تعاليم دونا تلك في فن النحت عاش أنجلو فترة شبابه في فلورنسا التي كانت تلتهب بصراع ديني واجتماعي.. فبعد حرق جثمان " سافونا دولا " الذي تأثر بأفكاره فوضع أحزانه في تمثاله الشهير " الرحمة " حتى جاء تمثاله العملاق " داوود " فأثار انتباه الناس فيه .. وعندما التقت عبقرية " أنجلو " مع عبقرية " ليوناردو دافينشي " حين عهد إليهما بتزيين إحدى قاعات فلورنسا .. فانقسم أهل المدينة إلى معسكرين متحمسين لأكبر عبقريتين عرفهما عصر النهضة , فخرجت رسومات " أنجلو " مفعمة بعمله المعبر الذي شاغل نفسه وبتجريد معنى الأحداث والمعارك وتحويلها إلى رموز ..بينما جاءت رسومات " دافينشي " تحليلية مسجلة لدقائق الأحداث . ويغادر مايكل أنجلو فلورنسا إلى روما ليبدأ هناك تحقيق أحلامه ويصب تأملاته في صرح كبير يحيطه أربعون تمثالاً بدعوة من البابا " يوليوس الثاني" لكنه يتوقف عن العمل بأمر منه أن كلفه بتزيين سقف كنيسة " سكستين " فأبدع في رسومه ليصور بأسلوب قريب من النحت نشأة الدنيا وخلق الإنسان والخطيئة والطوفان فجاءت رموزاً عملاقة تحكي قصة الكون .. وقد أتم أنجلو سقف الكنيسة عام (1513) وهو في عامه الثامن والثلاثين .. لكن لوحته " يوم القيامة " التي رسمها على جدران الكنيسة أثارت موجة من الاستنكار في أوساط " الفاتيكان " لأنه جعل كل أشخاص لوحته عراة فما كان من الفنان " الجريكو " بعد ذلك أن يتقدم باقتراح لهدم اللوحة زاعماً أن بوسعه أن يرسم لوحة أخرى لا تخدش الحياء ولاتقل عنها روعة .

    بدأ أنجلو في نحت تمثاله العظيم " موسى " وتماثيل " العبيد " لكنه انقطع مرة أخرى عن النحت , فكما دفعه البابا يوليويس الثاني إلى الرسم يدفعه آل مديتشي إلى فن العمارةفيكلفه البابا " ليو العاشر " بتصميم واجهة كنيسة " سان لورنزو " ويؤدي أنجلو عمله بحماسة فهو يرى أن العمارة قريبة من النحت الذي هو هبة حياته .

    بعد ثورة فلورنسا عام (1527) وانغماسه فيها يعاود أنجلو العمل في مشروع صرح " يوليوس الثاني " ويدعى مرة أخرى لرسم مجموعة " يوم القيامة " يكمل فيها بداياته بعد أن جاوز الخمسين وفرغ من عمل صرح يوليوس الثاني بعد خمسة وثلاثين عاماً من البدء به .

    وفي عام (1547) ينهمك أنجلو في عمله بكنيسة القديس بطرس التي عين عليها مهندساً ومشرفاً .. ثم يفقد حبيبته " فيثوريا " التي كتب لها الغنائيات الكثيرة ونحت لحبها التماثيل الرائعة ليموت بعدها صديقه الحميم ومساعده " أوربيتو " فيصوغ أحزانه ومراثيه في تمثاله الأخير " الرحمة " الشهير باسم " ببيتار روندا نبتي " فكان له خلاصة حياة الفنان وخلاصة حياة الأنسان .

    انتقى مايكل أنجلو مواضيع رسومة من قصص العهد القديم فدمج لأول مرة الثقافة اليونانية والرومانية مع عالم الكتاب المقدس وكان الشيء الواضح والجلي في زخرفة سقف الكنيسة هو الخليقة والفناء للجنس البشري والحاجة الماسة لظهور الرجل الجديد .. تلك المشاهد للعالم القديم قبل الحقبة الفسيفسائية وجدت معطياتها قبل ظهور الأثنى عشر حوارياً للشعب المقدس قبل عيد الفصح والذي بدأ بالفصل الأول للخليقة وحتى الطوفان ... ولذلك فأن التطور الظاهر في الطراز والأسلوب تجعلنا نتخيل بوضوح مدى التغيير الذي طرأ على المعنى والشكل حتى أن نهاية سقف المذبح والتي رسمت في النهاية جاءت أقوى وأفضل من مشاهد المدخل من حيث قوة التعبير .. ومنها يمكن أن تعتبر هذه الزخرفة والتقنية من أعظم الأعمال الفنية في غرب أوروبا .

    وعندما بدأ مايكل أنجلو رسومه في شتاء (1508-1509) بدأ بقصة نوح واستمد بعض تقنيته من (جير لانديو) وهي مزج الألوان المائية مع الطينة الطرية بعد أن واجه عقبات كثيرة بتشكيل القالب والرسم فوقه .. ففي المشاهد الأولى التي رسمها أنجلو من طوفان نوح أظهرت معرفته الرائعة ومهارته من خلال الوضوح والسهولة اللازمة للمشاهد من أرضية الكنيسة .. ولكن التطور الذي حدث في أعماله يمكن ملاحظته في الأنبياء والكهنة.. من خلال صورة الخليقة إذ أن عملية الفصل بين النور والظل واضحة بشكل جلي وقد رصد مساحة كبرى لصورة الله تقديراً للشعور الديني العامر تجاه خالق الكون .

    أن صورة الإله بشكل نهر سائر , خطوطه العريضة تحمل عكس اتجاه المألوف رمزت لعملية خلق آدم وبدء الخليفة والحياة .. كما أن مشهد خلق الشمس والقمر يظهرهما في حركته قدوم نحو المشاهد وبهذا يكون مسرح الخلق غير واضح وشيء بعيد عن مستوى الفرد العادي خصوصاً فصل النور عن الظلام الذي أعطى كل الطبيعة المبدعة والخلاقة للأشخاص .. فيما جاءت قصة نوح مشابهة لما ورد في التوراة والإنجيل بما تحوي من مشاهد الغضب على الكافرين والآثمين .

    وفي عام (1534) دعا البابا بول الثالث مايكل أنجلو إلى روما ليرسم " يوم القيامة " ضمن ما صور لكنيسة السكستين , أما اللوحة الأخرى فكانت " الأسرة " وهذه الرسوم مع منحوتات لأطفال عراة في أوضاع مختلفة يحيط بهم أفريز ساعدته على إحداث تغييرات في الفن المعماري والأشكال المنحوتة التي تكاد تنطق لقوة التعبير المتمثل فيها .

    أن مايكل أنجلو اخترع الهندسة المعمارية التخيلية تظهر الرسوم واضحة ومعبرة من مختلف الجوانب خصوصاَ في تكوينات الأنبياء والحواريين وأسلاف المسيح وهؤلاء هم صلة الوصل مابين المسيح والعناصر الأخرى من قبيلة داوود إي القديسين والأنبياء ففي الزوايا المزدوجة يشاهد المرء وصية الخلاص القديمة (داوود يقتل جوليات) وموت (هامان على يد موسى) .. لقد صور " أنجلو " مجموعة من الحقائق في تلك المساحة .. الأنبياء بشكل الإنسان الطبيعي والكاهن جالس على حجر ملون مزخرف .. مع كل صورة نبي مرفقة بحجمين صغيرين مع رسوم الأطفال ولذلك فأنه استطاع أن يفصل السطوح التخيلية ومعانيها عن الأوضاع المختلفة للرسوم وخصوصاً ذلك الترتيب المدهش يجعل الزائر مبهوراً من لحظة الوقوف أمام مدخل الكنيسة وحتى المذبح من غير أن يجد أية صعوبة في الرؤية والفهم والاستغراق الكامل ..

    في رسالة في ايار (1506) ظهرت رغبة البابا يوليوس الثاني كامتداد لرغبة قديمة في زخرفة الكنيسة بدأت منذ عهد سكستوس الرابع ففي العام (1473) بدأ ببناء الكنيسة نفسها بالقرب من الفاتيكان لتصبح مكان إقامة البابا فيما بعد .. وكانت المهمة الأولى لمايكل أنجلو في وضع الدراسات للأثنى عشر قديساً ثم استقر رأيه على دراستين الأولى تركزت على الرسم التوضيحي للقديسين بأشكال هندسية مزخرفة .. فيما ركزت الثانية على التصميم الهندسي الذي تحول إلى أشكال شبه متحركة عبر الزوايا .. وهي عبارة عن تقنية مستمدة تقريباً من نوع الفريسك والتي هي أساس البيت الذهبي ل(نيرو) . وهذا من فن الزخارف أخذ تسمية (الفروتسكو) وهي النسخة الجديدة لرسوم قديمة ل(برنارد بينتورتشيو) لأشخاص يمكن مقارنتهم بالمشروع الأول ل(مايكل أنجلو) مع رسوم سقف " ستانزا ديلا سنغناتورا " حيث وضع " رافائيل " كل شهرته فيها عام (1509-1511) لكن مايكل أنجلو قرر بعد الدراسة العميقة بأن التصوير على هذا النمط سيكون فقيراً جداً من الناحية الفنية فطلب السماح له بتطوير مخطط رسوماته فأعطاه البابا تلك الصلاحية في تنفيذ مبتغاه ...


    * * * * * * * * * * *

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية القرش
    مشرف سابق
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    المشاركات
    2,368

    Cool رد : مـايـكــل أنـجـــلــــو

    أخي أبو إسماعيل موضوع مميز لهذا الفنان المبدع الإيطالي مايكل أنجلو

    وهو طبعاً من فنانين المدرسة الكلاسيكية مع ليوناردو دافنشي ورامبرانت

    وإثرءاً للموضوع ولمحبي هذا الفنان سأضيف أيضاً معلومات عنه :

    * مايكل أنجلو(1475-1564م)
    (نحات ورسام ومهندس معماري وشاعر إيطالي. يعد واحدا من ألمع رجال عصر النهضة الأوروبية، وواحداً من أعظم الفنانين في جميع العصور.
    وُلد مايكل أنجلو في 6 مارس 1475م في قرية كابريز في فلورنسا (في إيطاليا). وهو من عائلة بيونروتي المرموقة. وفي الثانية عشرة من عمره تتلمذ على يد دومينيكو جيدلانتاجو، أشهر رسامي فلورنسا آنذاك.

    كما تدرّب على النحت بإشراف أحد تلاميذ النحات الشهير دوناتللو. تنبه لورنزو دي ميدتشي حاكم فلورنسا إلى موهبة مايكل أنجلو فدعاه للإقامة في قصره. في عام 1494م فقدت عائلة ميدتشي السلطة، فرحل مايكل أنجلو إلى روما حيث عاش فيها في المدة ما بين 1496 ـ 1501م، وهناك لاقى أوّل نجاح بارز له.
    ان ما يسترعي الانتباه في طفولة (مايكل انجلو) ما كان يتحدث به عن نفسه عندما كبر وعن سر النشأة الفنية للنحت، انه كان يقول على سبيل الفكاهة ـ (انه اخذ من لبن المرضع الازاميل والمطرقة التي كان يعمل بهما تماثيله الرائعة) ان مايكل انجلو قد ارضعته في طفولته زوجة رجل احترف مهنة النحت في مزرعة كانت تمتلكها اسرته (آل بوناردتي).
    وعندما كبر وترعرع ادرك والد مايكل انجلو (لودوفيكو بوناروتي) ان ولده يميل ميلا خاصا لرسم الاشخاص، ونحتهم في الصخور فأرسله وهو مرغم، وبعد معارضة شديدة ومخافة ان يصبح نحاتا، وبقى ثلاث سنوات في مرسم (جير
    لاندو) يعاونه في رسوماته اذ يندر ان ينتقل فنان مباشرة من رسوماته الطفولية، الى العمل الفني الذي يقوم به الشبان الفنانون، وكثيرا ما يموت الفن عند الصغار بإنقضاءعهد الطفولة.
    مارس مايكل انجلو النحت من صغره وبلغ فيه شأناَ لم بلغه فيه فنان قبله، عندما بلغ سن السابعة و الثلاثين كان قد حقق قمة شهرته وأصبح معروفا في سائر البلاد على أنه أبرع و أدق مثال، ورغم تفوقه هذا فلم يكن نشاطه الفني مقتصرا على النحت فقط بل تعداه إلى مجالات فنية اخرى منها:
    1. الرسم والتلوين:
    فقد أبدع في عدة أعمال في مجال التصوير وعهد إليه وليوناردو دافنشي (تزيين أحدى قاعات فلورنسا) و انقسمت المدينة على معسكرين متحمسين لأكبر عبقريتين في عصر النهضة و خرجت ريم مايكل أنجلو للمشروع مفعمة بعمق التعبير و بتجريد معنى الأحداث و المعارك في حين جاءت رسوم ليوناردو تحليلية مسجلة لدقائق الحدث )وأعظم عمل نفذه في مجال التصوير هو تزيين سقف معبد ستاين في روما بالفاتيكان وقد كان عملا شاقا ظل يمارسه و هو مستلق على مسافة قريبة من السقف لا تتيح له فرصة، النظر للعمل عن بعد و من أشهر أعماله أيضا المحاكمة الاخيرة.
    2.الشعر:
    كان مايكل انجلو شاعرا قديرا قد ملك ناصية التعبير وكانت بعض أشعاره تدور حول معاناته أثناء رسم سقف السيستاين إذ يتصور حالته بطريقة ساخرة وأسلوب لماح.
    .3المعمار:
    أهم أعماله المعمارية كان تصميم مكتبة لورنازينا و تصميم معبد مديشي.
    4. النحت:
    و هو مجاله الذي برع فيه فقد أبدع فيه عدة أعمال فنية أهمها تمثال داؤد و تمثال الشفقة و تمثال موسى و تمثال هرقل و باخوس وعدد من مشروعات تماثيل لم تكتمل. و توفي مايكل انجلو عام 1564 وقد قال قبيل وفاته(إنني أشعر بالأسى لأنني أموت قبل أن أقدم كل ما في نفسي مما يحقق سلامها, أشعر بأني أموت عندما تعلمت فقط أتهجأ حروفا).
    كتب المورخ (بوفلن) يقول:
    (ان مايكل انجلو كان منذ اللحظة الاولى شخصية كاملة، لا مثيل لها، وانه ينظر الى العالم من وجهة نظر تشكيلية، وان كل ما كان يهمه هو الشكل الكامل وان الجسم الانساني هو وحده الشيء الجدير بالتصوير..)
    تمثال الشفقة (لابييتا) في كنيسة القديس بطرس
    ( هو صورة " عذراء " شابة فيها حلاوة تكاد تصل الى درجة الاغراء وأم شابة تحمل في شيء كثير من التبجيل المقدس جسد المسيح الميت وهي تنحني فوقه وجهها الذي تبدو عليه دهشة الاطفال وآلام الأمومة وربما كان هذا رمزا للعروس الحزينة التي تبكي عريسا حزينا التي اشار اليها (ابو كاليس) أو ربما كانت ذكرى البيت الشعري الذي كتب دانتي والذي جاء فيه: ( ايتها الام العذراء يا ابنة ابنك) ولقد احتفظ هذا الألم بشيء من التحفظ والوقار.
    لم يكن في العذراء شيء من الغموض ولم تكن سوى فتاة لا بد ان يكون مايكل انجلو احبها حب العبادة، كما احب شخصا رمز له بتمثال ) إله الخمر) الثمل . ولقد رد على (كونديفي) عندما سأله عن السر الذي جعله يصور العذراء في صورة فتاة شابة قائلا : (الا تعرف ان النساء العفيفات يحتفظن بشبابهن، وجمالهن ويبقين اكثر نضارة من غيرهن من النساء العفيفات ومتى تأثر جسم فتاة عذراء، ولم يعرف الهوى والنزوات طريقا الى قلبها؟ بل اني سأقول انه من الممكن ان تكون القدرة الإلهية قد ساعدتها بذلك لكي تثبت للعالم اجمع عذريتها، وطهارتها، الامر الذي لم يكن لازما بالنسبة لولدها، ولهذا اردت تصوير المسيح في صورة انسان يجري عليه كل ما يجري على الناس جميعا ما عدا الخطيئة، ولذلك لا تعجب إذا رأيتني قد صورت السيدة العذراء في مثل هذه الصورة إجلالا لها وجعلتها تبدو اصغر من سنها، واكثر شبابا من ابنها الذي كان اصغر منها بكثير). وأننا لنجد في تمثال )الشفقة) الذي هو اقوى واعظم عمل فني قام به وهو في هذه السن المبكرة، عناصر اسلوب (بوناروتي) الناضج، اي لغته الفنية التشكيلية، بل تشعر بتطلعه الشديد الى الخلود . ومع هذا فإن اعتزاز مايكل بمقدرته وبقيمته لم يكن في مقدوره ان ينتزع منه ما كان في طبيعته من حياء وخجل اذ يبدو انه كان يقف في احد الأيام في كنيسة (القديس بطرس) امام مجموعة من تماثيله الرخامية بينما كان بعض الأجانب وقفوا ينظرون اليها بعين الاعجاب وتساءل احدهم قائلا:
    من صنع هذه التماثيل؟
    فرد عليه آخر بقوله:
    انه احدب ميلانو.
    ولم يكن يحتمل رؤية الجهلة الأدعياء، وكان ينفس عن جميع احزانه والامه في وحدته بنحت التماثيل وقرض الشعر. بقي طوال الليل مختبئاً في الكنيسة وهو مزود بمصباح وأزاميل وحفر على وشاح تمثال العذراء هذه العبارة (صنع هذا التمثال مايكل انجلو بوناروتي الفلورنسي)).

    المصدر:
    جريدة الصباح

    ولي عودة

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية القرش
    مشرف سابق
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    المشاركات
    2,368

    رد : مـايـكــل أنـجـــلــــو

    الفنان مايكل أنجلو طبيب يختفي وراء شفرته


    عمل فني لمايكل أنجلو (أرشيف) نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تعد اللوحات الجدارية ذات الألوان البراقة التي أبدعها مايكل أنجلو قبل نحو 500 عام من أعظم الأعمال الفنية في العالم> غير أن الباحثين جيلسون باريتو ومارسيلو دي أوليفيرا يعتقدان بأن 34 من اللوحات التي تزين السقف -وعددها 38- تنم عن معرفة تفصيلية بأجزاء جسم الإنسان.

    ويعتقد الباحثان البرازيليان وهما من عشاق الفن أنهما اكتشفا درسا تشريحيا لجسم الإنسان أخفاه مايكل أنجلو أحد فناني عصر النهضة في لوحاته التي تزين سقف كنيسة سيستين.

    كما يعتقدان بأن جذع الشجرة ليس كذلك فحسب بل أنبوب شعبي، والحقيبة الخضراء في إحدى اللوحات هي في حقيقة الأمر قلب إنسان. ويعتقدان أن مفتاح العثور على الأعضاء العديدة والعظام وغيرها من الأعضاء الداخلية في جسم الإنسان هو فك شفرة أنجلو التي يعتقدون بأنها تتكون من مجموعة من الدلائل يحتاج بعضها إلى إعمال العقل.

    وتوج الباحثان مشروعهما بإصدار كتاب "الفن السري لمايكل أنجلو" المنشور في البرازيل العام الماضي وبيعت منه حتى الآن 50 ألف نسخة، وهو رقم مرتفع جدا في البرازيل.

    وقد توصل باريتو وأوليفيرا في هذا الكتاب إلى أن مايكل أنجلوا ترك رسائل مشفرة في كل لوحة تساعد الناظرين على اكتشاف الجزء المخفي من جسم الإنسان.

    من جانبه يقول دينس جيرونيموس المتخصص في فن عصر النهضة بجامعة نيويورك والذي أتيحت له فرصة المطابقة بين بعض اللوحات والصور إن "المشكلة ببساطة أننا نرى ما نريد أن نراه، وغالبا ما يفعل ذلك أيضا مؤرخو الفنون". ويضيف أن ما يقترحه باريتو وأوليفيرا "يذهب بالأدلة البصرية أبعد من المفردات الخاصة بأنجلو فيما يتعلق بالأوضاع التي تتخذها الشخصيات والإيماءات والعلاقات الرمزية".

    وعن سؤال حول سبب إخفاء أنجلو أشكال أعضاء الجسم في لوحاته في كنيسة سيستين، يقول الباحثان إنهما غير متأكدين ولكن من المعروف أن أنجلو وغيره من فناني عصر النهضة كان لديهم ولع بتشريح جسم الإنسان، وهناك أمثلة أخرى على إخفاء أجسام في لوحاتهم لا تظهر إلا من منظور معين.

    المصدر :رويترز

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية القرش
    مشرف سابق
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    المشاركات
    2,368

    رد : مـايـكــل أنـجـــلــــو

    بعضاً من أعماله:

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ولي عودة

  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الراقـــي
    تاريخ التسجيل
    08 2005
    المشاركات
    153

    رد : مـايـكــل أنـجـــلــــو



    الموضوع جداً شيق


    هل فعلاً عشق احد تماثيله ؟

  8. #8
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبوإسماعيل
    المشرف العام
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    الدولة
    صامطة
    المشاركات
    28,321

    رد : مـايـكــل أنـجـــلــــو



    أهلا بك يا أبو منصور

    أشكرك على إطرائك

    وأتمنى لك التوفيق

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبوإسماعيل
    المشرف العام
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    الدولة
    صامطة
    المشاركات
    28,321

    رد : مـايـكــل أنـجـــلــــو



    أبو محمد

    أشكرك من كل قلبي

    على إضافتك القيمة

    وأنت لها بلا منازع .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبوإسماعيل
    المشرف العام
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    الدولة
    صامطة
    المشاركات
    28,321

    رد : مـايـكــل أنـجـــلــــو



    أستاذنا الكبير الراقي

    يسعدني مرورك من هنا

    وبخصوص سؤآلك عن عشقه لأحد تماثيله

    فهذا الكلام سمعت عنه ، ولكنه غير موثق .

    وليس بغريب عليه ، أنظر ماذا فعل بعد أن نحت أحد التماثيل وأتقنه :

    عندما انتهى الفنان مايكل أنجلو من نحت تمثال نصفي جاء في غاية الروعة والإتقان وقف أمامه متأملا لحظات , وقذفه بالأزميل بعد أن صرخ " أنطق " " تكلم" " تحدث !! فكسر أنفه . فقد كانت المنحوتات والرسومات تكاد تنطق لقوة التعبير المتمثل فيها .


    تحياتي لك أستاذنا

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  11. #11
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية القرش
    مشرف سابق
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    المشاركات
    2,368

    رد : مـايـكــل أنـجـــلــــو

    وهذه أعماله أيضاً:

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  12. #12
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله الحلوي
    قبس المنتدى
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    النون ..
    المشاركات
    7,449

    رد : مـايـكــل أنـجـــلــــو

    سبق وان قرأت عن هذا المبدع ولكن دائما اشعر انني اكتشف ابداعا جديدا فيما يصنع
    شكرا لكل من اتحفنا بهذه المعلومات الرائعة وهنا المزيد ..


    سقف كنيسة السستين لمايكل أنجلو


    في آذار سنة (1508) اقام مايكل انجلوفي فلورنسا، وبدا كأنه خطط للأقامة فيها دائما،
    لكنه لم يتوقع نداء البابا له لرغبته بتكليفه في ان يقوم بتصوير وزخرفة السقف في كنيسةالسكستين .

    كلف مايكل انجلو برسم كنيسة السكستين بدعوة من البابا يوليوس الثاني،
    وكان مايكل انجلو يؤثرالنحت على الرسم ، فنصح البابا بأن يكلف (رافائيل) عوضا عنه ،
    لكن البابا اصر على تكليفه هو بالذات.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وفي العاشر من آذار (1508) كتب مايكل انجلو العبارة التالية( اليوم انا مايكل انجلو، شرعت في رسم كنيسة السكستين) وقد جاء الرسم بعد اربع سنوات من العمل المضني والمرهق مفخرة من مفاخر الفن الإيطالي .

    في رسالة في آيار (1506) ظهرت رغبة البابا يوليوس الثاني ، كاامتداد لرغبة قديمة في زخرفة الكنيسة ،
    بدأت منذ عهد سكستوس الرابع، ففي العام(1473) بدأ ببناء الكنيسة نفسها بالقرب من الفاتيكان ،
    والتى اصبحت مكان اقامة البابا فيما بعد . والمهمة الاولى لمايكل انجلو كانت في
    وضع الدراسات للأثنى عشر قديسا ثم استقر رأيه على دراستين ، الاولى تركز على الرسم التوضيحي للقديسين بأشكال هندسية مزخرفة ، والثانية ركزت على التصميم الهندسي الذي تحول الى اشكال شبه متحركة عبر الزوايا . وتقريبا محاطة بإطار بيضوي ، هذه الزخرفة التوضيحية هي عبارة
    عن تقنية مستمدة تقريبا من نوع الفريسك ، والتى هي اساس البيت الذهبي لـ (نيرو).

    وهذا من فن الزخارف اخذ تسمية الغروتسكو وهو النسخة الجديدة لرسوم قديمة
    لـ (برنارد بينتورتشيو) لأشخاص نستطيع مقارنتهم بالمشروع الأول لـ (مايكل انجلو)
    مع رسوم سقف ستانزا ديلا سنغناتورا ، حيث رافائيل وضع كل شهرته 1509 ــ 1511 لكن
    (مايكل انجلو) قرر بعد الدراسة العميقة بأن التصوير على هذا النمط ، سيكون فقيرا جدا من الناحية الفنية ،
    وطلب السماح له بتطوير مخططه، وقد اعطاه البابا تلك الصلاحية في تنفيذ ما يريده.

    انتقى مايكل انجلو مواضيع رسومه من قصص العهد القديم ،
    وهنا ولأول مرة الثقافة (اليونانية ـ الرومانية) دمجت مع عالم الكتاب المقدس،
    وقسم مايكل انجلو السقف الى ثلاث اجزاء رئيسية، وكل جزء يحوي ثلاث مشاهد محاطة بصور الأنبياء والقديسين : ــ
    1 ــ خلق الدنيا :
    أ ــ الخالق يفصل بين النور والظلام .
    ب ــ خلق النجوم والكواكب .
    ج ــ الرب يبارك الأرض .
    2 ــ الخطيئة :
    أ ــ خلق آدم .
    ب ــ خلق حواء .
    ج ــ الخطيئة .
    3 ــ الطوفان :
    أ ــ هبة نوح .
    ب ــ الطوفان .
    ج ــ سر نوح .

    ــ 2 ــ

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    والشيء الواضح والجلي للموضوع الرئيسي في زخرفة السقف هو الخليقة
    والفناء للجنس البشري، والحاجة الماسة لظهور الرجل الجديد ، تلك المشاهد
    للعالم القديم قبل الحقبة الفسيفسائية ، وجدت معطياتها قبل ظهور الأثنى عشر حواريا
    للشعب المقدس قبل عيد الفصح والذي بدأ بالفصل الأول للخليقة وحتى الطوفان ،
    وقد أوضح (مايكل انجلو)بأن كل شكل في السقف كان مخططا له من وجهة النظر الدينية ،
    بعض مشاهد الخليقة ، تتصل بالحقبة المسيحية اتصالا مباشرا من وجهة النظر الدينية تلك،
    وبعض المشاهد الاخرى هي اقل قيمة فنية من سوابقها لكن (ادجار ويند) اشار الى ان تلك المشاهد كانت نتيجة سياسية خاصة للتوفيق بين الاشكال والتي تعود الى فترة الآباء السابقين .

    وان التطور الظاهر في الطراز والاسلوب بالنسبة لمايكل انجلو والتقدم
    الواضح خلال مدة العمل التي استمرت اربع سنوات ، تجعلنا نتخيل بوضوح مدى التغيير
    الذي طرأ على المعنى والشكل حتى ان نهاية سقف المذبح والتي رسمت في النهاية ،
    جاءت اقوى وافضل من مشاهد المدخل من حيث قوة التعبير.

    ويمكن ان نعتبر هذه الزخرفة والتقنية من اعظم الاعمال الفنية في غرب اوروبا .

    في مدخل الكنيسة يشاهد في الاعلى( النبي زكريا ) ومناصرو السيد المسيح مجاورين له ، حيث ان اختيار وضعه فى ذاك المكان بالذات ، جاء نتيجة صلته الوثيقة بالسيد المسيح من جهة والبابوات من جهة اخرى .

    في الجهة المقابلة من المدخل يشاهد الشكل الديناميكي والحيوي للنبي يونان منبثقا من بطن سمكة ، حيث رمزت الايام الثلاث التي قضاها النبي يونان في بطن سمكة متوحشة الى دفن المسيح ، وانبثاقه من بطنها دل على بعثه ثانية ، موت المسيح كرجل واعادة بعثه كإله . والرمزفي اختيار النبي يونان نفسه جاء للدلالة على غموض السيرة المسيحية في البدايات ..

    هذه الرموز هي التي ادت الى اختيار مايكل انجلو ذينك النبيين لرسمهما في امكنة الشرف في نهاية الكنيسة .

    اما القسم االذي يصور فيه مايكل انجلو بدءالخليقة ، فنجد فيه رسوما لبعض الانبياء يحيطون بشجرة المسيح ومولد العذراء للمخلص ، مع وجود محاور ذات اهمية في منتصف الكنيسة فخلق حواء كان من اهمها ، إذ انها تشكل جزءا رئيسيا من زخرفة قبة الكنيسة وقد تركزت في القسم الفاصل بين المدخل والقبة ، ويعتبر الفاصل الرئيسي بين المسيحية والهراطقة العابثين.

    وقد رافق خلق حواء النبي (حزقيال) من جهة والملائكة والكاهنات من جهةاخرى وكما قال النبي حزقيال ــ ( أن آدم النائم على شجرة ميتة ، والتي عبرها المسيح ) وكتب سان أغوستينو ( آدم هو المسيح ، وحواء هي الكنيسة ).

    عندما بدأ مايكل انجلو رسومه في شتاء(1508) ــ (1509) بدأ بقصة نوح فوق المدخل ، وأما قصة الخليقة فوق المحراب فقد رسمت فيما بعد . واستمد بعض تقنيته من ( جيرلانديو ) وهي مزج الالوان المائية مع الطينة الطرية اذ واجه مايكل انجلو عقبات كثيرة بتشكيل القالب والرسم فوقه. بدأ الرسم مع عدة مساعدين في البداية ، وبعدها تخلى مايكل انجلو عن المساعدين (من بينهم صديقه القديم (غراناتشي ) واتم الرسم كله بنفسه .( صعد البابا عدة مرات فوق السقالات لرؤية العمل عن كثب، وكان مايكل انجلو يساعده على الصعود ويشرح له بالتفصيل الافكار والتنفيذ . انتهى الجزء الأول من السقف عام 1510 ( قبة زكريا ـ خلق آدم ـ حواء ) . وفي المشاهد الثلاث الاولى التي رسمها ( مايكل انجلو ) عن طوفان نوح ، تظهر معرفته الرائعة ومهارته من خلال الوضوح والسهولة اللازمة للمشاهدة من أرضية الكنيسة لكون المسافة الفاصلة (65 قدما ) والعراة حول مذبح نوح اظهروا مواصفات معينة ، فقد ظهر اثنان منهما بمشهد جانبي واضح (شكل جانبي) وآخران متكئان على وسائد في وضعية مرتاحة ، والأثنان الآخران ظهرا بشكل واضح جلي .

    بينما في صورة اسحاق
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    كان التشابه واضحا من خلال الأجسام الرياضية ، والحركات المتسقة المنسجمة ، ونلاحظ التشابه في حركات العضلات نفسها وتناظر التكوين (كما تمثال الصدر بيلفدري ) ، التي تجلت عبقرية مايكل انجلو فيه من ابراز للعضلات ، والذي قال عنه مايكل انجلو نفسه ( هو عمل انسان لأنسان تفوق معرفته الطبيعة ) وليس غريبا ان يربح مايكل انجلو حربه مع نفسه وفنه بعمل تمثال ( اللاوكون ) الذي سبق ( تورسو بيلفدري ) ، والنماذج العارية التي تبعت اللاوكون كانت اقل واقعية ، ولكن التطور الذي حدث في اعمال مايكل انجلو يمكن ملاحظته بسهولة في الأنبياء والكهنة ، واشكال الاشخاص الذين رافقوا خلق حواء ، نشاهدهم اكبر حجما ( كاهنة دلفي ) وقد جلست على عرشها بوقار ، وحركة عينيها عكس اتجاه حركة يديها ، وهذا الأسلوب الفني لمايكل انجلو في حقبته الأولى ، نشاهد تطوره في مناظر الخليقة اذ ان عملية الفصل بين النور والظل واضحة بشكل جلي ، وقد رصد مساحة كبرى لصورة الله تقديرا للشعور الديني العامر تجاه خالق الكون .

    ان صورة الاله بشكل نهر سائر ، خطوطه العريضة تحمل عكس اتجاه المسار المألوف ، ورمزت لعملية خلق آدم وبدأ الخليقة والحياة .

    والدراسة الأولى لآدم ، كانت تظهر عضلاته بشكل فني ، لكن مايكل انجلو اصبغ عليه نظرته الثاقبة ، وروحه المتمردة ، وهنا بدأ الفصل بين الجسد والروح التي نستطيع لمسها في اعمال دافيد ، الاله على ايدي ملائكة بدون اجنحة ، في الحقيقة الايجابي والسلبي اجتمعا في عملية خلق آدم ، في فصل الارض عن الماء يظهر هناك إله قوي قادم نحونا .

    مشهد خلق الشمس والقمر يظهرهما مايكل انجلو في حركة قدوم نحو المشاهد من اليمين ، وبهذا يكون مسرح الخلق غير واضح وشيء بعيد عن مستوى الفرد العادي ، خصوصا فصل النور عن الظلام يعطي كل الطبيعة المبدعة والخلاقة للأشخاص .

    إما قصة نوح فقد جاءت مشابهة لما ورد في التوراة ( العهد القديم) ( وحتى الإنجيل) ، بما تحويه من مشاهد الغضب على الآثمين وقصة الطوفان وانقاذ الجنس البشري والطبيعة عبر الشخصية الصالحة والفاضلة المتمثلة في نوح .

    وفي عام (1534 ) دعا البابا بول الثالث مايكل انجلو الى روما ليرسم يوم القيامة 16مX 14م ضمن ما صور لكنيسة السكستين ، واللوحة الاخرى الباقية لمايكل انجلو هي لوحة الأسرة .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    وهذة الرسوم مع منحوتات لأطفال عراة في أوضاع مختلفة يحيط بهم أفريز ، ساعدت مايكل انجلوعلى احداث تغييرات في الفن المعماري والاشكال المنحوتة ، فقد كانت المنحوتات والرسومات تكاد تنطق لقوة التعبير المتمثل فيها .

    ان ( مايكل انجلو ) اخترع الهندسة المعمارية التخيلية ، الدعائم عبر الحائط متصلة بأفريز تظهر الرسوم واضحة ومعبرة من مختلف الجوانب خصوصا في تكوينات الانبياء والحواريين واسلاف المسيح ، سواء في وضعية الجلوس أو غيرها من التكوينات وهؤلاء هم صلة الوصل ما بين المسيح والعناصر الاخرى ، من قبيلة داوود الى القديسين والانبياء ، ففي الزوايا المزدوجة يشاهد المرء وصية الخلاص القديمة قرب المدخل ( داوود يقتل جوليات ) ويوضاس الخائن وهولو فيرنز تقطع رؤوسهم وفي الناحية الاخرى موت هامان وموسى واشكال مختلفة ومناظر مختلفة ، للأنبياء والابطال والكهنة مع بعضهم البعض ضمن شجرة العائلة المقدسة للمسيح المخلص ، لقد صور مايكل انجلو مجموعة من الحقائق في تلك المساحة .الأنبياء بلون الأنسان الطبيعي ، والكاهن جالس على حجر ملون مزخرف ، ويمكن الملاحظة بأن كل صورة نبي مرفقة بحجمين صغيرين مع رسوم الأطفال ، ولقد استطاع مايكل انجلوان يفصل السطوح التخيلية ومعانيها عن الاوضاع المختلفة للرسوم وخصوصا ذاك الترتيب المدهش لجعل الزائر مبهورا من لحظة الوقوف امام مدخل الكنيسة وحتى المذبح من غير ان يجد اية صعوبة في الرؤية والفهم والاستغراق الكامل .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •