عندما أقرأ الحديث الذي رواه أبو هريرة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :"أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك" وهو حديث صحيح أخرجه الترمذي و صححه الألباني أنظر للأمرمن زاوية اخرى وهي فلسفة خاصة
تتعلق بنظرة الناس للشخص من خلال طولة عمره فمن المؤكد إن الجميع ينظر للشيخ الكبير بنظرة التقدير والاحترام
ولكن عندما يهرم الشخص ويصبح في عمر متقدم يتجاوز الثمانين تتحول حياته لأبعاد أخرى من حيث عناية اهله به
فقد يصبح ذلك الشخص لدى البعض مجرد حمل زائد فلا احد يتحدث معه إلا ما ندر فكل مشغول بنفسه ولا يجد من يجبر بخاطره
ويسمع لشكواه وهمومه ولذلك نجده وحيدا بعيدا عن الجميع منزويا في مسكنه منطويا في حياته وهذا قد يكون
من أشد أنواع العذاب والمعاناة النفسية التي يمر بها الشخص وقد نغفل عنها نحن الأبناء اتجاه الآباء والأمهات .
أيضا هناك أمر آخر وهي عندما يأتي الأجل ولحظة الموت لمن هو كبير في السن فلا نجد ذلك الأثر والحزن والألم لفراقه
حتى في أيام التعزية لوفاته نجد الأمر مجرد اجتماع عادي من غير ان يظهر الحزن على احد وكان الأمر تأدية واجب فقط .
وهنا نجد من يطول عمره قد فقد الاهتمام به حيا وميتا إلا دعوة صادقة من والد صالح جعل الله فيه الخير .
لا اعلم هنا هل توافقوني في وجهة نظري أم لا ؟
وهل نتمنى طولة العمر أم الوفاة بين الستين والسبعين أم نترك الأقدار للخالق البارئ ؟
تحياتي وتقديري