في يوم الجمعة ومع استعداد اولادي التلاميذ لشراء ما يحتاجونه من ادوات مدرسية
ذهبت بأولادي إلى صامطة .. فانا أقطن في قرية من قرى صامطة
فوجئتُ وانا اسير بسيارتي بازدحام شديد على غير العادة في الشارع المؤدي للسوق
في البدء ظننتُ أن هذا الازدحام بسبب حادث سير .. ولكن بعد قليل تبين أن الازدحام كان بسبب عملية تفتيش
يقوم بها أحد رجال المرور
غضبت غضباً شديداً من سوء اختيار رجل المرور للمكان والزمان لممارسة عملية التفتيش
احمرت عيناي وارتفع ضغطي من شدة الغضب
ولعنت كل شئ .. كل شئ في سري طبعاً ..!!
انتظرت طويلاً داخل سيارتي غير الفارهة التي أخذت تمشي كالسلحفاة
رجل المرور الهمام فيما يبدو غير مكترث بأي شئ سوى بأن يرى ذلك الطفل يحترق في سيارة ابيه الغير فارهة
مرت الدقائق تلو الآخرى .. ولم يبق أمامي الآن سوى سيارتين لقد اقترب الفرج
فقمت بتجهيز اوراق السيارة المطلوبة (الرخصة والاستمارة) وإخراجهما من درج السيارة استعداداً للموقف العظيم
فتحت باب السيارة .. فزجاج سيارتي لا يعمل لعطل فني وألقيت التحية على رجل المرور :
- السلام عليكم ورحمة الله ..
- رخصة واستمارة .. هكذا رد على السلام
نظرت إلى وجهه فرأيت ذلك الشرر يتطاير من عينيه
أعطيته الرخصة والاستمارة ، قلبهما في كل اتجاه ، ثم سألني :
- أيش اسمك ؟
فاستجمعت شجاعتي بعد تفكيرٍ في عواقب الامور
وقلت له بابتسامة : اخوي ماتعرف تقرا ؟
فاشتد غضب الرجل .. فنظر نحوي ثم عبس وبسر .. ثم إنه فكر وقدر
ثم قال بلهجة تدل على الانتصار والفوز العظيم : فين أوراق الفحص ؟
نظرت إليه فوجدته : مبتسما ابتسامة صفراء يشوبها المكر والإحتيال والخديعة
وكأنه قبض على مجرم عتيد في الإجرام .. ولسان حال هذا الرجل يقول : سأُصليه سقر
ولكن من فضل الله علي ورحمته بي أنني قمت بفحص سيارتي بالكامل قبل هذا اليوم المشهود بثلاثة أيام
فأعطيته الأوراق فتفحصها جيداً وعاد عدة مرات لتفحصها والتأكد من بياناتها .. وكانه برجل طاعن لا يقدر على القراءة
ثم أخذ يدور حول السيارة لعله يكتشف مخالفة مرورية
ولمّا كانَ – أخوكم في الله – نظامياً متقيد بكل قوانين القيادة ولا يحب مخالفة الحكومة في أي شئ
فقد باءت محاولاته بالفشل ، وأحسست بوقع الهزيمة في عينيه
فناولني الرخصة والاستمارة والأوراق كما يناول أحدهم (ريالاً) لأحد المتسولين
فعلمت أن الموقف العظيم قد انتهى (على خير) ، فواصلت المسير إلى السوق
وما ان بدأت بدخول السوق .. رأت عيناي ذلك المنظر المؤسف حقاً
سيارة متعطله تقف في وسط الطريق .. وآخرى يتطاير منها أصعدت الدخان وكأننا في مدينة الأشباح
وسيارة آخرى تقف في منتصف الطريق وصاحبها لا يستجيب للنداء ..
وكل ذلك في غياب رجال المرور عن التنظيم
اكتفوا فقط بتحرير المخالفات المرورية لأصحاب المركبات القادمة من وإلى صامطة
فالبعض يأتي للتسوق والبعض الآخر للعمل والبعض للعلاج
والله ما ان بدأت بالسير نحو المكان الذي جئت من أجله لشراء أغراضي
إلا بسيارة متجه من الخلف كادت ان تصدمني
واصلت المسير إلى غرضي .. وعشرات الأسئلة تدور في ذهني :
ـ أليس من المفترض أن يسخر مديرهم الموقر رجاله في خدمة المواطنين بدلاً من مكافئتهم براحة في مكاتبهم ؟
ـ أليس من المفترض أن يذهب رجل المرور بتنظيم حركة المرور والعمل على راحة المواطن في القيادة ؟
- أليس من المفترض أن يختار رجل المرور المكان والزمان المناسبين لعملية التفتيش ؟
- ما الفائدة من حملات التفتيش هذه ؟ أهي حملات عشوائية ؟ أم مقننة ولها أهداف ؟
- لماذا يتعامل رجل المرور مع المواطن بهذه الطريقة ؟
أهو نوع من الفوقية يمارسها لإحساسه بالنقص الحاد في شخصيته ؟ أم ماذا ؟
- ألا يجب أن يأخذ هؤلاء (الأشاوس) دورات في كيفية التعامل مع الآخرين ؟
وغيرها من الأسئلة ...
فهل أجد لديكم الإجابة الشافية الكافية
|
 |
رد مع اقتباس
