كتبتُ "أعشقُ"
كتبتُ "أعشقُ" في جسمي وفي الورقِ
وفــي ثيابــي وفـــي الجـدرانِ والطــرقِ
كتبتـُـها فــي الغيــومِ الســـودِ فانتثـــــرتْ
حروفُهــا مطــــراً يسقـــي الثرى حُرَقِـي
كتبتُهـــا فـــي جبيــنِ الشمـــسِ بازغــــةً
كتبتهــــا مــــرةً أخــرى علـــى الشَّفــــقِ
كتبتـــها فـــي عيــــونِ الليـــلِ ساهــــرةً
فــي البـــدرِ ذي الوجَنَاتِ الغُرِّ ذي الأَلَـقِ
كتبتهـــا فــــي الفضـــاءِ الرَّحْبِ فانطلقتْ
تشـــاركُ الريــحَ والأطيـــارَ في الأُفُــــقِ
كتبتهـــا بدموعـــي في ثــــرى وطنــــي
وفــــي ثــــــرى غربــــــــةِ الآلآمِ والأَرَقِ
ما من مكانٍ نجا فـي الكونِ من قلمــي
فهــل عرفــتِ أسيـــرَ الهـــمِّ و القَلَــــقِ؟
وهــل عرفـــــتِ وقيصــاً هائمـــاً ثَمِــــلاً
ستـــونَ شهــراً من الأوهــــامِ لم يُفِقِ؟
يا شمعــةً فــي ظلامِ الكـــونِ واهِجَـــةً
ووردةً وُلــــدَتْ فـــــي عالــــــمٍ خَلِـــــقِ
ماذا سيـُـرضيــكِ، هذا مــــا يعذبنــــــي
فلســــــتُ ذا منصـــــبٍ كــلا ولا فَنَــــقِ
ولســـــتُ ذا طلعـــــةٍ غـــــراءَ آســــــرَةٍ
لكننــي إن رجـــــوتِ القـُــربَ ذو خُلُـــقِ
يـُـرْدي المحبينَ دومــاً من بــهِ كَلِفُـــــوا
فعاشـقُ البحــرِ يَــردى فيــــهِ بالغَــرَقِ
وعاشـــقُ الذاتِ حـــــبُّ الذاتِ يقتُلُـــــهُ
وعابــدُ النـــارِ لا ينجـــــو مـــن الحَـــرَقِ
أَنهي العذابَ بوصلــي أو بســفحِ دمي
هذا فـؤادي الذي يَهــوَى وذا عُنُقِـــــي
أبو همام اللغبي