ثمة متناقضات في الطبيعة حد التضاد الصارخ بين الجمال والقبح, والحب والكراهية والعطاء والرقة والخشونة حد الرعونة! كغناء العندليب ونقيق الضفادع او صهيل الخيول ونهيق الحمير!اكرمكم الله .
وثمة تضاد يشي ببعض انصاف المتعلمين منا بنكهة حياته المغلفة بورق السلفون حتى تخاله بريقا لنجمة مايكوفسكي التي (تتلألأ في السماء, لان احدا ما على الارض يحتاج الى ذلك) .
وما ان تحتك به حتى يتكشف لك عن مضمون تخفى لحين وراء معسول الكلام عن سقوط لا نهاية له في مستنقع نتن لا يحوي غيرالطحالب الفاسدة
قبل عدة ايام تحاورت مع احد الكتاب البارعين عن اضرابالخيول عن الصهيل في هذا الزمن الرديئ, وكنت واياه نرنو الى كشف المسكوت عنه في المحن على المستوى العربي والذي قد يفضي بنا جميعا الى بوابة الجحيم. وخنق الكلمة في شفة صحابها خاصة عندما نتأكد انها تنم عن فكر مبدع حتى ولو كان ذلك الفكر مخنوقا كاتبه او لحظة كما يقال لحظة تولد يختفي فيها الشيطان عن سبب اضراب الخيول عن الصهيل.!!!!
صهيل الخيول عذب وجميل ان كانت اصيلة ام غير اصيلة وهي تنبئ بالخطر الداهم حينا كالزلازل والحب احيانا حتى بين الحيوان والانسان وفرحة اللقيا في احايين اخرى. وشيئا من ذلك الصهيل الخافت والحزين الذي يغزو غرف الكتاب والمثقفين قبل ايام كان لقاء حول مانلحظ في اختفاء بعض الاقلام وبروز اقلاما اخرى تعاكسها في النهج والفكرة. واذا بنهيق بعض الحمير يطغي على اي صهيل! راحت الاصوات التي مذكورة في القرآن الكريم كانكرها واقبحها تعارض ماكنا بصدده بلهجة لا تنم الاعن اصل بغير فصل وحشرجات تختفي اواخر كلماتها لشدة السكر وقباحة المكر وفضاعةاليقين.
هكذا هي حالنا وان بكى احد هؤلاء انصاف المتعلمين حين تقرا شعرارقيقاً.
فالباكي هذه يشبه ذلك الفارسي الذي بكى لشعر ابي الفراس الحمداني حين كان ينشده في زنزانة سجنه:
(اقول وقد ناحت بقربي حمامة = ايا جارتـا لـو تعلميـن بحالـي )
ولما سأل ابو الفراس الحمداني ذلك الفارسي هل تعرف اللغة العربية لتبكي؟! قال : لا . ولكن حين تقرأ شعرك تهتزلحيتك فتذكرني بعنزتي وانا سجين مثلك بعيد عنها ياللفاجعة!)
هذه هي ثقافتناالرثة في هذا الزمن الرديئ!
والحديث يطول عن صهيل الخيول الاصيلة او الخيول غير الاصيلة ولكن يجري الحديث عن زمن اضربت فيه الخيول عن الصهيل اعلانا عن رفض الكتاب والمثقفين عن كتابة كلمة ذات بعد حتى مع آخر كاس من النبيذ الرخيص. ذلك النبيد الذي (يسطل ولا يسكر) ويقلب الصهيل الى نهيق حمير. وترانا نفرح به ونصفق لهم مرغمين على مجاراة التيار وكأنه قد نال اعجابنا ..فياللفاجعة فياترى اخي القارئ الى اين نحن نسير؟؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!
اخوكم / الراعي .