لم أهنئ بنومي ليلة البارحة ...... إذا كان لي مع الأرق سويعات سمر امتدت لوقت متأخر....
*********
أنا متجه للبنك الآن ..... وهذه الإشارة الدهرية لا تزال تنظرالي بعينها الحمراء ... وكلها حزم .... تتخللها
بعض ( الواسطات ) من بعض السائقين المراهقين .....الساعة الآن الثامنة واربعة وثلاثون دقيقة صباحاً ....
من هذا بجواري ....يراقب الإشارة ... ويتمتم ..... يبدو متململاً من الإنتظار .... ياإلاهي ...ثلاثون ثانية
ضاعت من عمره ............. هاهو ينظر الي ..... متعجباً ........ ولسان حاله يقول ( ضاع العمر يا ولدي )
عاد للإشارة مترقباً .... وكأنه الملل الأبدي .......
*********
و هذا الأربعيني على اليسار ...... يبدو نائماً .... كأنه لم يغسل وجهه بعد .... هاهو يتثائب .... أظن ان الإشارة
اهتزت من جراء ذلك وغيرت لونها ......
*********
يالهذا المزعج ..... حسناً .... لم تمر ثانية واحدة على فتح الإشارة ..... الم يسمع بالإنتظار ؟ .... الم تعلمنا
الإشارات الصبر ....
*********
هاقد وصلت للبنك ........ يالهذا الزحام ......... الممتد خارجاً ...... حسناً دوري الأخير ..... لابأس ..الله
المستعان ......" الصبر زين" ...هكذا يقولونها ( للغير) ........
*********
يعجبني حارس الأمن هذا.......رغم كونه قزماً ......... ترى كيف استطاع ان ينظم كل هولاء ......بل كيف استطاع أن يقنعهم بذلك أصلاً ...... كم شخصاً أمامي ....... لن أعد ..... حتى لا أحبط ......... ما شاء الله ..... يبدو ان التجاوز مسموح هنا ......هاهو أحدهم يتجه للصراف ...... أين الحارس .... ترى ... هل نام الذئب ؟ .... يبدو مشغولا برفع بنطاله .... وهو يراقب هذا ( الهمجي ) ...... التقوا عند الصراف ...... وقد بدأ ( الذئب ) في أقناعه..... بكلمات .... لا تبدو مقنعة ..... ربما لكثرة مايرددها ..... إذ بدت محاولاته البائسة ....كأنها للتشهير ..... أكثرمن الإقناع ....أخبره الصراف ..... أن يلتزم بالدور... ... ولم يعطه فرصة ..... لشرح مضمون الورق الذي معه ...... هاهو يعود والكل ينظر له بنظرة ......إزدراء ...... ألم يحسب حساب هذه اللحظات ..... يبدو غير مبالياً .... وكأنه .... لم يجد في الطابور ...على إختلاف ... من فيه ... من يملأ عينه ...... ها قد عاد ... ولكن ... الطابور قد زاد .......
*********
بعد أن اطمأن الذئب ....... بأن كل شي على ما يرام ...... أخذ ت عيناه الغائرتان .... كأنها الجمرالأحمر...جولة عابرة ......قبل أن يجلس على مقعده .....ويبدوأنه لا يزال قلقاً ......في هذه الأثناء .... جاء طفل مسرع يجري باتجاهه ....... تمتم بكلمات ..لا يفهمها إلا الأقزام ....... وخرج مسرعاً ....... يتبعه الذئب ... وقد بدا عليه الهلع..... خير ان شاء الله ....كأنما حصلت مصيبة لهذا القزم المسكين .....
*********
مرت دقيقتان على الحارس .... ولم يأتي ...... هل كانت محاولة ( للتزويغ ) ..... لا يبدو الأمر كذلك ............... الجميع يتمتم ...... ماذا جرى له ...... الله أعلم ........ لم يقطع هذا التوتر السائد....سوى ذلك الهمجي ........الذي عاود ......غارته .....باتجاه الصراف ..... تبعه أثنين ثم ثلاثة ..... إنهار الطابور
بدا أن الجميع .....لم يكن يؤمن بفكرة الطابور ..... أصلاً ........ ولكن ..... ربما كان انتظارهم ..........
خوفاً من ( التشهير ) لا أكثر !!!!! .