أقبل أيها المهموم
لاتأتي طفلاً يمرح بدفء الطفولة لا يعي معنى الهموم
ولا كهلاً مستسلمًا يرسم خطى صعوده نحو الغيوم
هو البحر بكل جبروته بين يديك الآن خاضع بإذن ربه
صديق حميم
في وفاءه وحفظه لسرك أيها المهموم
عظيم تمامًا كما هي ذنوبنا
وعميق بعمق مشاكلنا
به صفة الغدر بأرواح الملايين نعم ,
إلاّ أنه يقبل عليك بكل شموخ يحمل الأمل فيغسل دموع أرواح ملايين أخرى
هو البحر أمامك الآن صفحة بلا حدود فاركن إلى شاطئه
أهمس له عندما يحاكي داخلك في الهدوء حاله عند الشروق
بكل غجرية أمواجه تباهيًا بزرقتها أمام رحيل الظلام
ستمر السويعات ولـــ ربما – لا قدر الله - تغير بك الحال ستصل الرسالة تلك الأمواج مرغمة
وستثور غضبًا لحزنك
لذلك بإمكانك أن تصرخ أنت أيضًا
وستصغي إليك رغم كل شيء...
وقبل الغروب وعلى صفحة رماله الممتدة
أرسم حلمًا ,
أكتب أمنية ,
أودع سرًا
وغادر...
وتأكد وأنت تغادر أن من أراد العبث في تلك الصفحة
أو نبش سرك المغسول في عمقه
أن البحر سيغرقه
Anfas