على بركة الله ابدأ موضوعي واسأل الله الاجر من وراء كتابته
وصف الجنة من الكتاب والسنة
الجنة هي الهدف الأسمى لكل مؤمن، فإليها اشتاقت نفوس الأوائل، وإليها يكون النظر، والشيخ -حفظه الله- ذكر في هذا الدرس أوصافاً لأهل الجنة، ولثمارها، وأنهارها، وحدائقها، ولنسائها،
النبي صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
أمَّا بَعْد:
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
أما عنوان هذا اللقاء فهو: وصف الجنة من الكتاب والسنة، نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا وإياكم من رواد الجنة؛ في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر، هي دار الصالحين. الجنة ذهبت المهج من أجلها، وهي سوق الله عز وجل وداره التي بناها تبارك وتعالى:
فاعمل لدارٍ غداً رضوان خازنها والجار أحمد والرحمن بانيها
قصورها ذهبٌ والمسك طينتها والزعفران حشيشٌ نابتٌ فيها
في صحيح البخاري أن الرسول عليه الصلاة والسلام، قال: {دخلت البارحة الجنة فسمعتُ دف نعليك يا بلال ! فماذا كنت تفعل؟ قال: يا رسول الله! ما توضأت في ساعةٍ من ليلٍ أو نهار، إلا صليتُ بعد هذا الوضوء ركعتين } فهنيئاً لـبلال بن رباح العبد المولى، ولكنه سيدٌ من السادات بالإيمان، هو صاحب (أحدٌ أحد) وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {رأيتُ قصراً أبيض في الجنة، فقلتُ: لمن هذا القصر؟ قالوا: لفتىً من قريش -أي: لـعمر بن الخطاب - قلتُ: من؟ قالوا: عمر ، فأردت أن أدخله، فتذكرتُ غيرتك يا عمر ، فدمعت عينا عمر . وقال: أمنك أغار يا رسول الله؟! } هؤلاء رواد الجنة، وعشرة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وغيرهم شهد لهم صلى الله عليه وسلم بالجنة.
قال ابن تيمية : لأهل العلم من أهل السنة قولان اثنان فيمن يشهد له بالجنة، القول الأول: من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة نشهد له.
والقول الثاني: من استفاضت عدالته وإمامته وصدقه وعبادته وإخلاصه نشهد له بالجنة، لما ورد حديث في الصحيحين : { إنه مُرَّ على الرسول عليه الصلاة والسلام بجنازتين، فأثني على الأولى بالخير، قال: وجبت، وأثني على الثانية بالشر، قال: وجبت، قالوا: ما وجبت في الأولى يا رسول الله وما وجبت في الثانية؟ قال: الأولى أثنيتم عليها خيراً، فقلت: وجبت لها الجنة، والثانية أثنيتم عليها شراً، فقلتُ: وجبت لها النار، أنتم شهداء الله في أرضه } وهذا القول يؤيده ابن تيمية ، وبعض السلف : كـأحمد بن حنبل ومالك ، وأبي حنيفة والشافعي وأمثالهم، اشتهرت عدالتهم رضي الله عنهم وأرضاهم.

يتبع 