ما زالت تلك الكلمة تتردد في أذني منذ عصر أمس الجمعة ..
كنت على غير موعد مع ذلك المشهد ..
وصلنا متأخرين قليلاً ..
وقعت عيناي على النعش وعلى لزقة جروح كتب عليها اسمه ربما كانت من بقايا الضمادات التي ضمدت بها
جراح ذلك الشاب قبل وفاته بسبب حادث مروري مروع ..
كان يمهدون له فراشه الأخير ..
وقفنا أنا ومن معي صفاً خلف الإمام في المقبرة لنصلي عليه بدون أذان وإقامة فقد أذن في أذنه اليمنى و أقيم
في أذنه اليسرى عند ولادته فكأن الثمانية عشر عاماً التي قضاها ذلك الشاب مرت كزمن قول الإمام استووا و اعتدلوا
سبحان الله ..
إن هذه الدنيا حلم نستيقظ منه إذا متنا ..
حمل النعش على الأعناق وقرب من القبر و أنزل فا نهلت كومة من تراب من غير قصد أحالت بياض الكفن إلى
إلى اللون الترابي ..
وضعوه في اللحد ووجهه للأعلى فقال أحدهم : وجهوه للقبلة و فكوا أربطة الكفن ..
لا إله إلا الله ..
سبحان الله ..
يا ترى هل كان يخطر بباله أنه سيكون هناك و سيبدل ثياب العيد المخيطة الجديدة بثياب لا خيوط لها
أم كيف حاله صباح يوم العيد؟! ..
سبحانك يا ألله ..
ارحم عبادك إنهم ضعفاء ولا نصير لهم سواك ..