انتشرت ظاهرة العنوسة بشكل كبير في معظم الدول العربية حتى وصلت إلى نسب عالية جدا, مما قد يستدعي تدخل الدول والحكومات العربية للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.
وإذا بحثنا عن سبب انتشار ظاهرة العنوسة في البلدان العربية وجدنا أن السبب الأول والرئيس هو غلاءالمهورلأن نسبة الدخل الفردي في الدول العربية ضعيف جدا, مما يجعل الشاب يخاف كل الخوف ويتراجع عن فكرة الزواج نهائيا, وما هذا إلا من غلاء المهور وارتفاع طلبات أهل العروس وما إلى ذلك من الأمور.
وما مضى جعل هيئات علماء الدين في عدد من الدول العربية تمنع ما يصاحب الزواج من مظاهر البذخ والتباهي وحفلات الغناء, وحثت الناس على تقليل المهور, وطلبت من الأمراء والعلماء والتجار ووجهاء الناس أن يكونوا قدوة حسنة لذلك.
وأفادت دراسة أجراها عدد من الباحثين في جامعة الملك سعود في مختلف مناطق المملكة أن المهر يشكل 16% من نفقات زواج تبلغ تكاليفه 90.000 ريال سعودي أي ما يعادل 25.000 $ .
ولقد قام عدد من النسوة بتقديم مقترح ينص على التوعية بالمفاهيم التي تساعد على الحد من العنوسة والطلاق وذلك بالمشاركة والتعاون والبساطة, وأكدن أيضا الحاجة إلى تحسين أوضاع الشباب المادية وتوفير مساكن بأجر زهيد ومعالجة مشاكل البطالة.
وأقول إن من جميل صفات التشريع الإسلامي تلك المرتكزات التي يقوم عليها والمتمثلة في اليسر والسماحة والتخفيف, إذ راع حال جميع الأفراد وتفاوت قدراتهم واختلاف أحوالهم وطاقاتهم, يريد الله بكم اليسر ولا يرد بكم العسر,
وفي التوجيهات المحمدية نجد الحرص على عدم الإثقال على الأمة وسلوك جانب التيسر في سائر الأحكام التشريعية, والحث على الزواج ليحفظ المسلم نفسه عن الوقوع في المحرمات, وقد دعا عليه الصلاة والسلام إلى إزالة كل العقبات التي تقف في طريق تيسير الزواج, وبين أن تخفيف الصداق يجلب الخير للزوجين,
إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة.إن للمغالاة في المهور آثار سلبية ونتائج عكسية فالزوج حينما يلزم بدفع صداق عال يشق على نفسه في توفيره ويتكلف في جمعه وتحصيله ويتحمل الديون التي تثقل كاهله وتقلق راحته, ثم يدفعه لولي الأمر وبعد أن يدخل بها يحين موعد السداد في الديون ويكتشف أنه عاجز عن الوفاء, فيؤدي ذلك إلى كرهه لزوجته وتنصرف رغبته عنها.
وكم نادى الدعاة وخطباء المساجد, وكم رددوا المواعظ والدروس ولم ينصت إليهم أحد.لقد أصبحت مشكلة غلاء المهور أمرا يؤرق كثيرا منالشباب والفتيات, ويقلق الأيامى من الذكور والإناث, وما ذلك إلا لجشع بعض الأولياء وتنافسهم في جمع المال, ولم يدركوا أهداف الزواج النبيلة والله المستعان.
منقول






رد مع اقتباس