بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة عيد الفطر
------
الله أكبر 0 الله أكبر 0 الله أكبر 0 الله أكبر 0 الله أكبر 0 الله أكبر 0 الله أكبر 0 الله أكبر0 الله أكبر0
***
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد
***
الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا .
الله أكبر كلما هلل مهلل وكبر ، و كلما صام صائم وأفطر ، وكلماعسعس ليل وأدبر ، وكلما لاح صباح وأسفر ، وكلما هل هلال وأبدر ، ، وكلما أرعد سحاب وأمطر ،، الله أكبر ما أقيمت شعائر الدين ، ، الله أكبر ما تضرع المتضرعون إلى ربهم فأجاب دعوة الداعين ، الله أكبر ما اطمأنت بذكره قلوب الذاكرين ، وجدَّ في شكر نعمه من اصطفاه من عباده الشاكرين ، وأناب إليه واستغفره المذنبون وهو خير الغافرين ،
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله العظيم وبحمده بكرة واصيلا
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
الحمد لله الذي سهل لعباده طريق العبادة ويسر، ووفاهم أجورهم من خزائن جوده التي لا تنفذ ولا تحصر، ومن عليهم بأعياد تعود عليهم بالخيرات، والبركات وتتكرر ، ، وتابع لهم بين مواسم العبادة لتشيد الأوقات بالطاعة وتعمر ، فما انقضى شهر الصيام حتى أعقبه بشهور حج بيته المطهر ، نحمده على نعمه التي لا تعد ولا تحصر، ونشكره على فضله وإحسانه وحق له أن يشكر ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إله تفرد بالخلق والتدبير وكل شيء عنده بأجل مقدر ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل من تعبد لله ،صلى وزكى وحج واعتمر ، صلى الله عليه وعلى آله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهر ، وعلى أصحابه الذين سبقوا إلى الخيرات فنعم الصحب والمعشر ، وعلى التابعين لهم بإحسان ومن تبع سبيلهم ونهج نهجهم المستقيم ما بدا فجر وأنور ، وسلم تسليما كثيرا ..
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد
أما بعد : عباد الله : أوصيكم ونفسي بتقوى الله ، فاتقوه يرحمكم الله ، ففي تقواه النجاة من غضبه والوصول إلى رضاه ، ، واحفظوا أوامره ونواهيه تفوزوا لديه بالزلفى في يوم لقاه ، وقفوا عند حدوده فقد ظلم نفسه من تعدى حدود ه وعصاه .
عباد الله : هذا يوم يوفى فيه الصابرون أجورهم بأحسن ما كانوا يعملون ، ويكرم الرحمن فيه عباده بالفضل العظيم على ما كانوا يصنعون ، ويباهي بكم أيها المؤمنون ملائكته وأنتم في الصلاة خاشعون ، فالله أكبر ! ما أعظم فرحة الصائمين حين يفطرون ، وحين يخاف الناس وهم آمنون ، لا يحزنهم الفزع الأكبر وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون .
يوم العيد تكون وجوه الصائمين مسفرة ، ضاحكة مستبشرة ، وعلى وجوه العصاة غبرة ترهقها قترة ، وهل مسلم طائع لله هداه الله وللسبيل يسره ؛ كفاجر أمره ربه بصيام رمضان فأفطره ، فذاك بمرضاته فائز ، وللخير حائز وعلى الصراط جائز ، وهذا مجاهر بالسوء ومبارز ولحدود الله متعد ومتجاوز فإنا لله وإنا إليه راجعون .
أيها المسلمون : اعلموا أن الله تعالى جعل الإسلام مبنيا علىفرائض خمس هن الدعائم العظام ، الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم وحج البيت الحرام ، فحافظوا عليها ولا تضيعوها فليس يقبل ممن ضيعها صرف ولا عدل عند الملك العلام ، وحرم عليكم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا ، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون. واعلموا أيها المسلمون أنكم من هذه الدار منتقلون ، وعن ظلها الزائل مرتحلون ،وقد ذهب من قبلكم ولكم فيهم أعظم عبرة أفلا تعقلون ، أين قوم نوح وأين عاد ؟ أين ثمود وفرعون ذو الأوتاد ؟ أين الآباء والأجداد ؟ ذهبوا والله وانهدموا ، وأفضوا يقينا إلى ما قدموا ، وأنتم والله على أثرهم وبهم لاحقون ، ولما عاينوه ولاقوه ملاقون ، ثم إنكم وإياهم بعد الممات لمبعوثون وبأجوركم موفون ، وبأعمالكم مجزيون ، فاعتبروا رحمكم الله واذكروا لعلكم ترحمون ، ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون.
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد.
أيها المسلمون : أخلصوا العبادة لله تعالى فمن صرف شيئا من أنواع العبادة لغير لله فقد اشرك مع الله تعالى والله سبحانه وتعالى يقول {وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً} [النساء:36]، ويقول تعالى { ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار} ومن حقق كمال التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب.
عباد الله، الصلاة الصلاة، أقيموها في بيوت الله فإنها عماد الدين، ففي الحديث: ((أول ما يحاسب العبد على الصلاة فإن قبلت قبلت وسائر عمله، وإن ردت، ردت وسائر عمله)) فمن حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع . وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها نفوسكم فقد أعطاكم الجزيل وطلب منكم القليل وضاعف الأجر فجعل الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة. واحفظوا صوم شهركم وحجوا بيت ربكم قيامًا بأركان الإسلام، وعليكم ببر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الضعفاء والأيتام؛ ففي الحديث: ((إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم)) ومروا بالمعروف وانهوا عن المنكر؛ فإنه سياج الإسلام وحارس الملة والدين، وعليكم بصدق الحديث والوفاء بالعهود وإنفاذ الوعود فإن ذلك من الإيمان الذي أمر به القرآن. وإياكم وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، ففي الحديث عن النبي قال: ((لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا،)) ، قال الله تعالى: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً [النساء:93]. وإياكم والربا؛ فإنه يمحق البركة ويدخل صاحبه النار، قال الله تعالى: {يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلْرّبَوٰاْ وَيُرْبِى ٱلصَّدَقَـٰتِ} [البقرة:276]، وعنه : ((الربا نيف وسبعون بابًا أهونها مثل أن ينكح الرجل أمه)) وإياكم والزنا فإنه عارٌ ونارٌ، وعذاب وذلة وصغار قال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً [الإسراء:32]، وإياكم والمسكرات والمخدرات فإنها شرٌ ووبال، وندامة وخبال وغضب لذي العزة والجلال، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي قال: ((من شرب مسكرًا بخست صلاته أربعين صباحًا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد الرابعة كان حقًا على الله أن يسقيه من طينة الخبال)) قيل: ما طينة الخبال يا رسول الله؟ قال: ((صديد أهل النار)) أي قيحهم ودماؤهم رواه أبو داود.
وإياكم وقول الزور وشهادة الزور، والغيبة والنميمة، وقذف المحصنات؛ فإن الله حرم ذلك بالآيات البينات. وإياكم والمكاسب المحرمة وأموال الضعفاء والأيتام وأوقاف المسلمين فإن ذلك ما خالط مالاً إلا أفسده، ولا دخل بيتًا إلا دمره ونكده. وإياكم ومضارة المسلم؛ فمن ضار مسلمًا ضاره الله. وإياكم والخيلاء والكبر والإسبال في الثياب؛ فقد جاء في الحديث أن الله يحشر المتكبرين في صور الذر يطؤهم الناس بأرجلهم، وفي الحديث: ((من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)) واحذروا الخصومات الباطلة؛ فإن من ادعى ما ليس له فهو في سخط الله حتى ينزع من خصومته. واحذروا الحلف الكاذب فإنه يغمس صاحبه في جهنم.
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد.
أيها المسلمون : إن من نعم الله علينا هذا العيد السعيد الذي توج به شهر الصيام ، وافتتح به أشهر الحج إلى بيته الحرام ، وأجزل فيه للصائمين والقائمين جوائز البر والإكرام ، وما شرعه إلا ليفرح الصائمون بتمام أعمالهم الصالحة ، ، وما ندبهم فيه إلى الصلاة إلا ليجتمعوا بين يديه فيوفيهم أجورهم الرابحة ، إنه يوم الجوائز يعود فيه من المصلى كل امرىء بما هو حائز ، عيد امتلأت به القلوب فرحا وسرورا ، وازدانت به الأرض بهجة ونورا ، لأنه اليوم الذي يخرج فيه المسلمون إلى مصلاهم لربهم حامدين ومعظمين ، وبنعمته وبتمام الصيام والقيام فرحين مغتبطين ، ، ولخيره وثوابه مؤملين راجين ، يسألون ربهم الجواد الكريم أن يتقبل اعمالهم ، وأن يتجاوز عن مسيئهم ، وأن يعيد عليهم مثل هذا اليوم وهم في خير وأمن وإيمان ، واجتماع على الحق والعبادة وابتعاد عن الباطل والعصيان .
الله أكبر ، الله أكبر ، الله اكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد
عباد الله ليس السعيد من أدرك العيد ولبس الجديد وأتته الدنيا على ما يريد لكن والله السعيد من فاز يوم الوعيد بجنة لا يفنى نعيمها ولا يبد ، ونجي من نار حرها شديد وقعرها بعيد وطعام أهلها الزقوم وشرابهم المهل والصديد وقبل ذلك عاش في هذه الدنيا على التوحيد . هل تدرون أيها المسلمون كيف تقضون هذا اليوم السعيد ؟ ، وهل تعلمون ما يباح للمسلم من الانبساط يوم العيد . قابلوا ربكم بكل نظيف من الثياب وجديد ، ولا تلبسوا الذهب ولا الحرير ، ولا يتشبه الرجال بالنساء ولا النساء بالرجال يا أهل التوحيد ، اظهروا نعمة الله عليكم واشكروه عليها ، وشكر النعمة يستوجب المزيد ، ولا تجعلوا هذا اليوم للغيبة والنميمة والأغاني والترديد ، واجتنبوا أكل الحرام وما في حكمه من غير تحديد ، فاليوم يوم تكبير ودعاء ، وفرحة ولقاء ، وزيارة للأهل ولأحباب والأصدقاء ، ولا بأس بشيء من اللهو المباح لكي يعلم الناس أن في ديننا فسحة وهناء .
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد.
أيها المسلمون : تذكروا رحمكم الله بوقوفكم في هذا المقام ؛ وقوفكم يوم الجمع في موقف الزحام ، في يوم عظم فيه الهول وطال الوقوف ، واجتمع الأولون والآخرون من الجن والإنس بأمر الملك الرؤوف ، والتقى أهل السماء والأرض فهم في صعيد صفوف ، واشتد الكرب على النفوس ،ودنت الشمس من الرؤوس ، لازمهم الفرق ، وألجمهم العرق ، وبلغت القلوب الحناجر من شدة القلق ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، فاصبر صبرا جميلا ، يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا ، يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ، يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فاولئك يقرؤون كتابهم ولا يظلمون فتيلا ،
ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ، يوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا ، يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ، يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ، يوما يجعل الولدان شيبا ، السماء منفطر به كان وعده مفعولا ، إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا . يوم ينصب الصراط على متن جهنم فتمرون عليه على قدر أعمالكم وعلى قدر مسابقتكم في الخيرات ، فمن كان سريعا في الدنيا في مرضاة الله ؛ كان سريعا في مروره على الصراط ، ومن كان بطيئا في الدنيا في مرضاة الله ومتثاقلا فيها كان مروره على الصراط بطيئا كذلك جزاءً وفاقا .
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد.
عباد الله : تذكروا بانصرافكم من هذا الجمع اليسير ، تفرقكم من ذلك الموقف العسير ، فتصدرون أشتاتا كل إلى دار عمله بصير ، ذلك يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير ، فشتان بين فريق وفريق ، وسبحان من أبرم قسمتهم على هذا التفريق، أسعد هؤلاء فهداهم إلى أقوم طريق ، وأشقى هؤلاء فأوجب لهم عذاب الحريق .{ ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون ، فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون ، وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون }
فاتقوا الله عباد الله واعملوا ليوم عسير يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه .
واعلموا أن الله تعالى يقول وقوله الحق { والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر }
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم إنه تعالى جواد كريم ملك بر رؤوف رحيم ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجلي ل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وارجوه إنه هو الغفور الرحيم
خطبة عيد الفطر الثانية
الله أكبر 0 الله أكبر 0 الله أكبر 0 الله أكبر 0 الله أكبر 0 الله أكبر 0 الله أكبر 0
***
الله أكبر ، الله أكبر ، الله اكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد
***
الحمد لله معيد الجمع والأعياد ، ومبيد الأمم والأجناد ، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا مضاد ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المفضل على جميع العباد ، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم التناد ، وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد فيا أيها المسلمون : اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من إتمام الصيام والقيام ، فإن ذلك من أكبر النعم ، واسألوه أن يتقبل ذلك منكم ، ويتجاوز عما حصل من التفريط والإهمال ، فإنه تعالى أكرم الأكرمين وأجود الأجودين .
أيها المسلمون إن أمتنا الإسلامية تعيش هذه الأيام منعطفا خطيرا في حياتها ذلك ما زرعه أعداء الإسلام من الحقد للمسلمين ولبلاد الإسلام فهم يكيدون ليل نهار ، ويخططون في إعلاان وإسرار ، لا يسعدون إلا إذا تفرق جمعنا ولا يستأنسون إلا إذا تشتت شملنا فتراهم استعانوا بضعاف النفوس من أبناء هذا الدين ، وشباب هذه البلاد الطاهرة من الذين أعماهم الغلو والتعصب لأحزابهم وجماعاتهم فعمدوا إلى الأساليب الدنيئة والأمور الجريئة التي من شأنها إضعاف قوة الإسلام ، وزعزعة الأمن في بلاد الإسلام وإخافة وإرهاب أبناء الإسلام .
فالغلوّ مشاقّة حقيقيّة لهدي الإسلام، وإعراضٌ عن منهجه في الوسط والاعتدال والرحمَة واليسر والرِّفق بالإنسان،
الغلوّ ظلمٌ للنّفس وظلمٌ للنّاس، بل فيه صدّ عن سبيل الله لِما يورثه من تشويه وفتنةٍ وتنفير.
الغلاةُ يتعصّبون لجماعتِهم، ويجعلونَها مصدرَ الحقّ، ويغلُون في قادتِهم ورؤسائِهم، ويتبرّؤون مِن مجتمعات المسلمين، ويكفّرون بالمعاصي، ويكفّرون أهلَ الإسلام وحكّامَ المسلمين، ويقولون بالخروج على أئمّة المسلمين، ويعتزلون مجتمعاتِ المسلمين، ويتبرّؤون منهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرَهم، يقتُلون أهلَ الإسلام ويدَعون أهلَ الأوثان
فنسأل الله تعالى ونحن في هذا اليوم العظيم ، أن ينصر دينه ويعز كلمته وينصر الإسلام والمسلمين ، ويذل الطغاة والملحدين أصحاب السوء والفساد والإرهاب في أي مكان كان ، وأن يفسد مخططاتهم، ويدحض كيدهم،ويفشل مؤامرتهم، وينصر للإسلام والمسلمين عليهم، إنه على ذلك قدير
ثم اعلموا أن الله تعالى قد فرض عليكم في ختام هذا الشهر زكاة الفطر صاعا نبويا ( ما يقارب ثلاثة كيلو) من غالب قوت البلد ذرة أو أرزا أو قمحا ، أو دقيقا ،أو غير ذلك مما هو طعام معتمد لدى الآدميين ، يجب على من وجد ما يفضل قوت يومه وليلته عن الصغير والكبير والذكر والأنثى والحر والعبد من أهل الإسلام فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات كما في النص عن خير الأنام .
عباد الله : وجاء في الحديث ( من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر) فبادروا إلى هذا الفضل العظيم ، والعطاء الجسيم من رب غفور رحيم ، واعلموا أنه يجوز صيام هذه الست مجتمعة أو متفرقة ، وسواء كانت من أول الشهر أو من أوسطه أو من آخره ، وأما ما يعتقده بعض الناس من أنه لا بد أن يصوم أول يوم بعد العيد فهذا غير صحيح ، فإن شاء صام أول يوم بعد العيد وإن شاء صام يوما غيره . وقد اعتقد بعض الناس أن من صام الست في سنة لزمه صيامها كل سنة وهذا غيرصحيح أيضا ، فهي تطوع فمن استطاع صيامها كل سنة فهو خير وأفضل لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ) وإن لم يستطع فلا شيء عليه .
واعلموا يا عباد الله أن من السنة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدويوم الفطر إلى المصلى حتى يأكل تمرات يأكلهن وترا ، وكان إذا خرج من طريق يعود إلى البيت من طريق آخر
ثم اعلموا ياعباد الله أن ربكم المولى جل وعلا قد أمركم بالصلاة والسلام على نبي الرحمة والهدى فقال جل من قائل إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56]. وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من صلّى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا))
اللهم صل وسلم وبارك على سيّد الأولين والآخرين وإمام المرسلين ؛ سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن استن بسنته واهتدى بهديه إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر عبادك المجاهدين في فلسطين وفي كل مكان ودمر أعداء الدين من اليهود والشيوعيين والنصارى وكافة الحاقدين من الإرهابيين والمغرضين، اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم وأفسد مخططاتهم ،ياعزيز يا قدير اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، ووفقهم لكل خير وادفع عنهم كيد الكائدين وحسد الحاسدين ، وأرهم الحق حقا وارزقهم اتباعه وأرهم الباطل باطلا وارزقهم اجتنابه ، وانصر بهم دينك ، وأعل بهم كلمتك ، وأعز بهم الإسلام وأهله ، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا .
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ، اللهم نور على أهل القبور من المؤمنين قبورهم ،واغفر للأحياء ويسر لهم أمورهم ، اللهم تب على التائبين واغفر ذنوب المذنبين ، واقض الدين عن المدينين ، واشف مرضى المسلمين ، واكتب الصحةوالعافية والسلامة والتوفيق والهداية لنا ولكافة المسلمين في برك وبحرك أجمعين .
اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنى والزلا زل والمحن ، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن واصرف عنا كيد الكائدين ، وخيانة الخائنين ، وأطماع المستعمرين واحفظ أرضنا من كل سوء ومكروه ، ومن أراد بنا سوءا من الداخل أو من الخارج فاجعل كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره وأرنا فيه بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ،