بُهت الجنان هناك يوم رآها
وتبسمت شفتاي عند لقاها
وتكحلت أجفانِ حين رأينها
والماء ينزف من فمي لبهاها
وتصدعت عيناي لما أشرقت
من وجهها شمس تنير دجاها
آهٍ على قلبي إذا نظرت إلى
مقلي فأخجل من حلا رؤياها
الله أكبر يا لسحر قوامها
والله أكبر يا لطيب شذاها
صهباء خود لا يساوى قدها
والريم تحسد ليلة وضحاها
ويلاه عند سماع صوت نشيدها
أوصابِ ذاك دواؤها وشفاها
والبلبل الصداح يندب جده
متمنيا لو صوته كصداها
وتبسم مثل الهلال تقوسا
يجلي الهموم وكربها وأذاها
وابحث لها هل من شبيه جمالها
يمم صحار وفارساً وحماهَ
عرج على عمّان دار الغانيا
ت وسل بكل مدينة وقراها
سبحان من خلق الجمال بوجهها
سبحان رب العرش كيف بناها
إني متيم باسمها وبحسنها
سلمت يداه وعاش من سماها
ولئن هتفت لها فديتك أُحرجت
وتبسمت وتوردت خداها
وتقول يكفي يا وليد مدحتني
عيني حياء سوف تبكِ أراها
وأقول قيس* عاجز عن وصفها
بل لو أتى عمر** فما وفاها
يحلو لي التشبيب فيها فــَ أنا
ما قلت شعرا صادقا لولاها ***
أسرتْ فؤادئ فاسترق لعطفها
فأبى بأن يحيا بصدر سواها
ما قلت شيئا حين أدمن عشقها
لا ماعذلت القلب حين هواها
ليست جميلةَ وانتهى غزلي بها
بل بالسجايا تبكم الأفواهَ
لله درك أمها ها أنتِ قد
أخرجتِ بنتا درة بحياها
كالليث تمشي لا تميل بغصنها
وحجابها بالموت لا يجفاها
وحليها ذاك التواضع دائما
وشعارها "بالحسن لا أتباهى"
رباه فاحفظها لنا رب ارعها
رباه أبعد ما يريد أذاها
قولي ختاما مثل قولي سابقا
بُهت الجنان هناك يوم رآها
* قيس بن الملوح
** عمر بن أبي ربيعة
*** من بعد فضل الله طبعا