نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

كبرياء رجل


(1)
لم يزر الكرى مضجعي ساعات طويلة.. أشعر أن جمجمتي تنوء
بحمل حشوة ملغومة قابلة للانفجار في أي وقت ...
في داخلي كتل من الانكسارات لم تفلح عضلاتي المفتولة في جزها من أرضية حياتي...
ولم أمتلك الشجاعة الكافية للقفز فوق كل الحواجز ... فأنا لم أدرك كيف تمارس الانقلابات ...
وليس في تاريخي ثورة واحدة ... حتى في مرحلة مراهقتي لم أكن من الذين اعتادوا الانقياد
خلف شهواتهم ؛ ولم أتعرض للوثة منتصف العمر التي تصيب أغلبية الرجال في مقتل ...



(2)
لازلتُ اذكرُ لقائنا الأخير عندما لمَمْتُ جسدها بين ذراعي ، وتفتحت أوراق أنوثتها البكر
وتخلت عن حذرها .. لتخرج من مكمنها ، تاركة نهرها العذب ينساب بدلال في مجرى أرضه ...
وبالرغم من ذلك استبقينا خطوط حمراء بيننا لم يفكر أحدٌ في اختراقها اوالعبث بمحتوياتها
فلم تنفرط سبحة الحذر ولم يذب جدار التحفظ.....


(3)
ياصاحبة الأسوار المغلقة
يامدينةٌ ذبلت عند بابها ألف وردة
وحُنطَ على سوار فتنتها ألف روح
وزرعتْ بأرض الإخلاص خيانة سوداء ثم رحلت
لَسْتُ أدري من علمكِ صراع الطبقات وقسوة الثورات
وألبسك ثوب الهجر ومعطف النسيان
ياامرأة أجادت فن العزف على وجعي
وأتقنت اقتناص الفرح من فمي ورحلت رغم كل دمعة حزينة
ونسيت إشراقه الصباح وأشواق العصافير ...
ماحيلتي وقد نمت أكتافي في الشوارع الفقيرة
هل كان علىّ أن أتمسك بكِ أكثر
أن أقبل رأس الطريق المؤدي إليك
أن أغتسل بالخذلان وأشعل قصائد الذل
وأخلع معطف كبريائي وألقيه تحت جدار عرشكِ
أيعقل
أهكذا يهزم الحب في مدننا
هل كان علي أن البس ثياب مراهقتي
و أتجاهل قسوتها ،وأقتلع خنجرها من ظهري
أغفر خطاياها ، وأسافر إليها خيالاً
وأزرع ورودي الحمراء في بريدها



(4)
اليوم تعودين ببعض الأمسيات وبعض الذكريات وبعض الدموع
تجرين أذيال الهزيمة.. تقتاتين عروق الندم ...
تتجردين من برجكِ العاجي ، تلطمين على وجهكِ الذابل
تَرْشيين كبريائي بألف هدية
و شموخي بألف ألف قبلة
يامجرمة؟
ياقاسية
ياأول الأحزان
وأخر الهزائم
هل سألتِ قلبك عن خيبات تكاثرت بقلبي
وعن مدنٌ منكوبة خلفها جيش غروركِ
عن لهيب نجمات تهاوت فوق صدري
عن بكاء القمر وليل السهر
عن الذين خانوا والذين غابوا والذين كانوا والذين هانوا
ارحلي عن ارضي عن عالمي عن مجراتي فحزنك لايعنيني
تاريخكِ ليس مجيداً وعشقكِ ليس فريداً ...
ارحلي فلن تتسلقي خاصرة شموخي
ولن تنحني هامتي لثراء أبيكِ
وكل حسناتكِ لن تشفع في ميزان خيانتك
ولاتصدقي غروركِ إذا ماهمس لكِ أني أحبك
فأنا رجلُ التاريخ الذي ماولد ليخنع ..
وتباً لقلبي إذا حاول هز عرش كبريائ
سأدوس عليه بأخمص قدمي وأرميه على قارعة الطريق

هادي على مدخلي
18/11/2011