جمعني وبعض الأساتذة الفضلاء من جازان حواراً على صفحة الفيس بوك لأحد أبناء المنطقة الغيورين
( الأستاذ إبراهيم جبران) ، عن ظاهرة الفرق الإستعراضية التي ظهرت مؤخراً في منطقة جازان.
وقد أتفق غالبية المتحاورين على رفض وجود هذه الفرق لآثارها السلبية المتعددة.
وتتلخص فكرة هذه الفرق في تكوين مجموعة من الفتيات الصغيرات في السن من عمر الثلاث السنوات وحتى سن ماقبل البلوغ، يقود هذه الفرق مُنشد أو مغنٍ – لاأعلم المسمى الحقيقي له فقد اختلطت الأمور- تشارك هذه الفرق الإستعراضية في بعض الإحتفالات الوطنية والمهرجانات داخل منطقة جازان ، بل وخارجها كما رأينا.
يقوم المُنشد الذي أصبح في بعض الأحيان ولياً لأمر هؤلاء الفتيات ، بالنشيد وهن يرقصن ويتمايلن أمام الجمهور على عتبة المسرح وفي المولات التجارية أو في خبتٍ ما أو حديقة ما، أو قد تؤدي بعض الفتيات النشيد بالتبادل بينهن.
والمضحك والمؤلم أن هذه الكلمات والعبارات المُغناة ، ليست من الشعر في شيء،
ولا يستقيم لها وزن أو قافية، بل وكأنها جلسات وبسطات سيداتنا الكبيرات ،
كأغنية ليش فتحتِ شنطتي، وليش أكلتِ حلاوتي؟؟؟
هذه الفرق الإستعراضية ربما كنا سنتقبلها لو كانت بين النساء وبإشراف نساء وللنساء ، ولكن الوضع غير ذلك !!!
فلا أعلم كم أصبح عدد هذه الفرق ، بل وماالهدف من إنشائها؟؟ وكيف سمح أولياء الأمور في جازان – وهم أول من نعاتب- كيف سمحوا لبناتهم بالظهور والرقص أمام الرجال، بل وفي شاشات الفضائيات؟
هل أغرتهم المادة وحب الشهرة ، وتناسوا حق الطفل وتربيته في بيئة إسلامية نقية ، لا بيئة رقص وموسيقى واختلاط.
هل يصل الإهمال إلى حد ترك هؤلاء الصغيرات يسافرن خارج المنطقة، بل وإلى دبي ، ويُفاخر صاحب إحدى هذه الفرق أن فرقته شاركت وظهرت على الفضائيات في أحد برامج المواهب!! عن أي طفولة ومواهب يتحدثون؟ من الذي قال أن مواهب أطفالنا وطموح بناتنا في جازان محصورة على الرقص والتمايل ووضع أصباغ المساحيق على وجوه فتيات دون العاشرة من العمر؟؟؟.
عتابي الثاني :
إلى الجهات الرقابية المسؤولة في المنطقة ، وعلى رأسها أمارة منطقة جازان وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولجنة التنشيط السياحي، بل ووزارة التربية والتعليم، هل يرضيكم ظهور هذه الفرق بكل ماتحمله من مخالفات شرعية وإجتماعية وثقافية، وماتسببه من ضرر بسمعة فتيات منطقة جازان؟؟ وما ستؤدي إليه من فتن، وتنشئة لهؤلاء الأطفال على الرقص والإختلاط وإشغالهن عن مستقبلهن ودراستهن وأهدافهن الحقيقية في الحياة..؟؟
إن هذه الفرق الإستعراضية تعبث ببراءة الطفولة وأسس المجتمع، ويجب عليكم إيقاف هذا المد الباطل الخائن، الذي استشرى، ويعمل جاهداً لتشويه المنطقة، وتذكروا أن هذه الطفلة المُغنية أو الراقصة ستكبر وتصبح أماً، وعليها سيعتمد بناء وإعداد الأجيال القادمة.
عتابي الثالث:
إلى أصحاب هذه الفرق .. توقفوا واتقوا الله في هذه البراعم ، واستعيذوا بالله من فتنة الشهرة والنفس والمال والهوى.
وعتابي الأخير :
فإلى مجتمع منطقة جازان الذي كان محافظاً، ويصون البنت وكرامتها عن الأنظار، ويرفض كل مايخدش حياؤها وأدبها.
نحن في جازان مجتمع متميز بحميميته واحتوائه لبعضه وغيرته وطبيعته النقية الصافية، فما الذي غيّركم وأمات الغيرة في قلوبكم، وألجم ألسنتكم عن قول الحق واللوذ بالصمت والخنوع للباطل.؟؟؟
أما الفتيات الصغيرات، فهن أطفال بريئات لاعتب عليهن، فالطفل تبهجه النغمة، وتُفرحه قطعة الحلوى وصورة له ملونة ، تُعلق على الجدران ولوحات الطرق.
والموجع حد القتل، أن صاحب أحد هذه الفرق لم يكتفي بوجودهم في جيزان – يعني لم يترك زيتنا في دقيقنا – بل تمادى وفتح له ولإستعراضاته قناة فضائية – وجعل الذي لايشتري يتفرج – كما نقولها بالعامية ، رغم جزمي أنه سيخسر ويخسر حتى يُغلق القناة ، فليس أدل على فشل هذه الفرق في فكرتها وشكلها وآدائها ومحتواها، إلا تعليقات مشاهدي اليوتيوب الساخرة والمستفزة على مقاطع تلك الفرق، التي جعلت جازان وأهلها أضحوكة هذا الزمان.
ختاماً .. يكفي إغتيالاً لبراءة الطفولة ..
يكفي تشويهاً للمنطقة وبأيدي عابثين من أبنائها، ،
يكفي .. يكفي .
-------
أ. أميمة البدري
مبتعثة دكتوراه من جامعة جازان
بريطانيا