السلام رفيقنا دوماً ومنه نستقي الود والإخاء ..!
ومن هنا ننطلق إلى حيثُ مصدر الحب الوفاء ...!



الأطلال ..!
بقايا الراحلون ..!
أركان المكان ..!


جدران قد خُط عليها بمداد الأزمان.."!
مؤلمة جداً حد النوح والعويل .."!
والبكاء النازف لدنوء الرحيل .."!



حينما نقترب من تلك الصروح الماثلة أمام مرأى العين ..!
بعد أن عبثت بها رياح الزمن لتجعل منها بقايا ركام متهالك ..!

بالنسبة لناشئة بقايا من مخلفات الزمن الكئيب..!
وبالنسبة لنا كل شيء جميل يربطنا بالحياة.."!



هناك حيثُ لا أحد ..!
هناك حيثُ لا حياة ..! حيثُ لاصوت ولانداء .."!
هناك حيثُ الشمس تشرق وتغرب ولا يتغير شيء من أحوال تلك الأرواح المغيبة تحت سردابٍ يمتد إلى حيثُ العالم البعيد.."!


نحن لانقف فحسب ..!
بل تجثي الأرواح .. وتزول القوة ..!
وتغيب الفتوة ويظهر الوهن ..!
لاشيء نريده سوى عناق بقاياهم ...! وتنفس بعضاً من بقايا عبقهم الزائل ..!
فنصرخ ونعانق كل شيء هناك يحمل ذكراهم ..!
حتى صوت الشجر اليابس ..!
يذكرنا بصوته حينما كان مخضرا حاضراً لمشاهد الحياة.."!


أليس مؤلم ..! أن ترى تلك الأبنية ..!
تُردد صدى العويل البائس من حناجر الحرمان .."!
أليس مؤلم أن تفتش هنا وهناك بحثاً عن لاشيء ..!
فقط تركض ولا تركض ..!
تقف ولا يتحرك منك سوى ذلك الشعور ..!
لاشيء يمكن حينها ينتشل أرواحنا "المكبله بسلاسل الذكرى الغائبة " من هناك ..!
حتى الهواء بدأ في إستنزاف الروح كي يهلكها ويجتث منها روح الحياة كي لاتعود إلى هناك ..!
ونفقد الوعي وتفقد الروح حقيقة العيش للحضات ..!
تُعد سنين ..!



وغابت الشمس وحلق الظلام في سماء ذلك المكان .."!
وغابت الرؤية فوجب الرحيل المرغم..! ونحن نُمني النفس بالعودة ..!
رغم مرارة ذلك الألم الذي يتأجج في أعماق ذلك القلب الجريح ..!



ولن نقول سوى " هو الله هو الله هو الله " الحي الذي لايموت .."
ونجر أذيال الحزن ونغادر والصمت يخالج صوت العبرات البائسة .."



يـحـيى .."

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي