الكل في فلك يسبحون
تلك هي قوانين الحياة
التى أكدت لنا أن الجرم الكبير
يدور في فلك من هو أكبر منه بعامل الجاذبية
و أن الصغير بدوره يدور في فلك الكبير بحكم إنجذابه إليه و تأثره فيه
الكرة الأرضية تأخذ مدارها حول الشمس
في حركة بطيئة تأخذ في حسبانها المساحة و المسافة بين الجرمين
القمر يدور حول الأرض في زمن أقصر
و لكنه التابع لتأثيرها و مغناطيسيتها
و بالقدر نفسه يدور البشر حول أنفسهم
مأخوذين بجاذبية :
الأحجام و المهام و المصالح
لا يملكون فكاكا و لا خروجا على القاعدة
الوزير مثلا يبدو متواضعا صغيرا أمام من هو أكبر منه مركزا
لأنه مأخوذ بجاذبية علاقته و التزاماته
و لكنه ما أن يعود إلى دائرة استقلاليته
حتى يبدو شيئا ضخما ضخما أمام من هو دونه مقاما و مكانه
و هلم جرا
يتحرك الناس من حول بعضهم في انجذاب لا ينتهي
يرتفع من أسفل إلى أعلى
بنفس القدر الذي ينخفض فيه من أعلى إلى أسفل
تحدد الأفلاك و المنازل و قوة الأجرام و مدى جذبها أو سلبها
و من خلال مسار هذه الحركة تبدو أعمال الكبار في حجم أعمارهم
إن صوابا و إن خطأ
و تبدو أعمال الصغار أيضا بنفس المستوى لأحجامهم
حتى لو كانت متبساوية الجهد و القيمة


و تأتي على قدر العظيم العظائم