السـلام عليـكم .."
\\
ليلةٌ من ليالي الحياة ..!
حملت في طياتها تجربة مقلقة وتكاد أن تظلم معها الأرض .."!
ذهبت إلى مكانٍ ما .. لحاجةٍ ما .." وبعد الإنتهاء من أداء تلك المهمة .."
أخذت جولة سريعة في حديقةٍ ما .. في تجمعٍ ما .."!
وبعدها أعياني التعب وأرهقتني صيحات الكرى .."!
فعقدت العزم وشددت على قلبي وقلت لاتبخل على نفسك فالراحة أهم من العيش ..!
فطلقت القطار بالثلاث وقررت أن أرتحل مع سائق الأجره مهما كل كلف الأمر.."!
||
مكاني بعيد والكل يرفض بحجة وفرة السياح وقرب أماكن نزولهم .."!
وكنت كالمشرد حينها " إحساس البائس "!
وأخيراً وقف صاحب أجره وعرفت من نوع سيارته أنه ممن يذهب إلى حيث يطلب الرزق حتى وإن كان المشوار إلى القمر إن كان الطريق إليه معبداً ..!
قال لي سعراً فأنقصته وزاد قليلاً فوافقت .."! فحالي لايحتمل التأخير "!
وبدأ المشوار .." وبدأ ذلك السائق رحلته مزوبعاً بسيارته..! فجعل من إستقامة الطريق خيوطاً من التعرجات .."!
شعرت بالإرهاق بسبب طيشه اللامعقول .."!
كان لصبر مكان دفين في داخلي .."
فأرخيت جسدي كما أرخيت من قبله المقعد .."!
لكن صبري بدأ ينضب ولكني شددت عليه حتى يعود لمكانه..!
وفي منتصف الطريق .." لعب لعبةً للأسف " يقال عنها قذرة " معذرةً لكنها الحقيقة "!
قال " سوف ينتهي مشوارك عند عتبة الجامعة ولن أجاوزها للداخل .."!
ألححت ولكنه قالها بنبره عنيفه " لآـ ! "
هل تعلمون أن المشي من البواية إلى غرفتي قد يستغرق حوالي 40 دقيقة أو أكثر .."! وكيف سيكون حالي بعد هذا المشوار الآثم .."!
حينها شعرت أن بركاناً مليء بالتراكمات قد أنبجس ورأيت خطوطاً حمراء قد أرتسمت في السماء .."! وتطاير الشرار من قلبي قبل عيني ..!
صرخت دون وعي ..! جسدي الهامد .. وعقلي العليل .. والزحام الذي زحزحه بقيادته الوهجاء.. ونكثه للعهد .. قد قتل صور الصبر وغيب جمال التعامل في قلبي وقلب كل البشر .."!
قلت لماذا لم تقل منذ البداية " كنت أتحدث بصوت عالي قليلاً "!
أتدري أني أخذت السيارة بدلاً من القطار ..!
الآن مالفائدة من السيارة إن لم توصلني لغرفتي ..؟!
لن أعطيك قرشاً واحداً إن لم توصلني إلى غرفتي ولك الخيار ..!
أنا سيء حينما يعاملني شخص بشكل سيء " هكذا أخبرته "!
وتحدث وأطلت .."
طوالي حديثي كان الرجل صامتاً " ربما أستغرب وربما شعر أنه مخطيء "!
تنهدت وأستغفرت ربي لأن الغضب قد سيطر على كل جوارحي ..!
سمع صوت الإستغفار الخافت .. وقال من أين أنت " عربي أليس كذلك "!
لم تكن نبرته حانيه ولكنها لم تكن كسابق العهد فقد أصابته موجه هدوء ..! بعد موجة الهيجان التي أصابتني ..!
قلت نعم .." عربي "! قال من أين وبدأ يسمي دولاً " وللأسف من بينها إيران " لكني أعرف أنهم لايفرقون بين إيران والعرب " هكذا عرفتهم "!
قلت من السعودية .."
ومضي يشق الظلام إلى حيث تتشابك الخطوط وأخذ طريق طويل وخاطيء ..!
ومرةً أخرى يأخذ الطريق المغاير..!
وفي الثالثه " قلت له هل تعرف الطريق أم لا "! أغضبني فعلاً "!
أذهب في هذه الناحية " يساراً "!
حقيقةً الرجل لم يكن طبيعاً .." وكان يتمتم بكلمات على اهل السيارات الأخرى ..!
وكانت تلك الهمهمة في بداية المشوار " مما زاد أحتقاني وغضبي "! قد أكون مخطيء .. لكن ليس كما هو..!
شعر أن الأمور تقود إلى مالايحمد عقباه ..!
وشعر أنه مسلم " لكن بعد أن شوهنا نحن الإثنان صورة الإسلام "!
وضع شريطاً وأدار المسجل "!
فكان صوتاً شجياً "!
فاح عبقه وتحول الظلام إلى نور حالم "!
كانت الشريط رقية شرعية .." لا أدري من كان العليل أنا أم هو "!
أم السيارة أم ذلك اليوم ..!
لا ندري وواصلنا الطريق والصمت رفيقُ دربنا.."!
وصلنا " وأعطيته المبلغ وعليه مبلغ زهيد ..!
قال أين المصلى ..! قلت له هناك .."!
قال بل أريد الجامع .."
أعطاني بقيت النقود .." وقال لن أمكث عهدي خذ مالك فقد أتفقنا على 27 رنقت ولابد أن أفي بالعهد "!
بنبره أخويه غريبه .."!
تبسمت بحزن وقلت له " آسف لأني قد اسأت فعلاً إليك "!
قال " لا لم يحدث شيء "! وتبسم ..!
ورفضت المال لأني شعرت بكرمه وأحسست أنه قد تغير إلى الأفضل .."
شعرت بكل أنواع الألم تخترق جسدي وتعشش في عقلي المشتت حينها..!
ودعته وذهب وغاب في الظلام .." وغابت معه ليلة سوداء كادت أن تمطر سماؤها بالدم الحار .."!
وعرفت أني كنت مخطئاً حد الجور "! ولكن لايفيد النوح بعد دفن القتيل ..!
كونوا أكثر هدوءاً تسعدوا