جازان بشراك

ألقيت في حفل ختام الدورةالسلفية (دورة الشيخ عبدالله القرعاوي) بصامطة في سنتها الثالثة وذلك عام 1418هـ


جازان بشراك بالخيرات بشراك = بهاطلٍ بعد طول العهد روّاك
ودورة بضياء العلم بازغة = أنوارها تتلالى في ثناياك
ودوحة بظلال العلم وارفة = في ظلها عن لهيب الجهل منئاك
جاءت فغادرت الأغصان مثمرة = ولم تكن قبل إلا ذات أشواك
جاءت تتمم دربا كان مبدؤه = ما شقه قبل نصف القرن شيخاك
جازان أحيي على الأزمان شكرك من = ألفاك ميْتَةَ أبناءٍ فأحياك
أتى فألفاك أسقاما معقدة = فلم يزُلْ عنكِ حتى كان داواك
كم معدن نادر لولا عنايته = لضيع العمر في لهو وأنواكِ
لآلئ البحر في القيعان مهملة = ما لم تطُلْها يدا صياد أسماك
لله شمس من القرعاء قد سطعت = محت ظلام ضلالات وإشراك
لله ديْمة غيث بالهدى هطلت = فأجدب الجدب وافترّتْ ثناياك
تذكروا يا بني جازان حافظكم = أعجوبة العصر في حفظ وإدراك
أبا المعارج قد أبقيت معرفة = وسيرة تليت بالمدمع الباكي
ان كنت يا شيخ قد غادرت في عجل = فما أمدّكِ من ذكرى وأبقاك
كم من طوالِ بقاء لا غناء لهم = هيْمٌ تخبّط بين السَّلْم والراك
وكم سريعٍ ارتحال ما له عوض = إلا إذا اعتضتَ عن عهد الصبا الزاكي
جازان بشراك هذي دورة برزت = يقودها في مسير الخير شيخاك
أجلّها من خيار الناس سادتهم = وإن تكن أشعلتْ أحقاد شنئاك
جاءت تقيم مسارا للدعاة وقد = ساروا على عرَجٍ باد وإرباك
أضلها عن طريق الحق شرذمة = إذا ابتلوا بين ذي جهل وأفّاك
أسرى العنادِ وإلا فالهدى عَلَمٌ = جُلُّ الضلال هوى لا ضعفَ إدراكِ
جاءت لتبطش بالجهل الذي حجبت = أكفه نور حق عن محياك
جاءت لتهتك أستار الغواة وقد = حاكوا نسيج ضلالات فأعماكِ
لكنّ ما نسجوه بيت عنكبة = فما أذلكِ من دار وأوهاك
ولايةَ الأمر في الأوطان دورتنا = _والله يشهد فوق السبع_ تهواك
نرى لك السمع فرضا ماله عوج = شرعا وعقلا إذا ما ضل شنئاك
ولاية الأمر لا خيرُ يقوم ولا = شر يموت على الأوطان لولاك
يا وفق الله من والاك متبعا = واهلكَ اللهُ مَنْ بالظلم عاداك
يا دولة الخير إن لم يشكروك فقد = ضجت بشكرك أملاكٌ بأفلاك
يا دولة الخير ما نقموا عليك سوى = أكفَّ بِرٍّ تواسي البائس الشاكي
يا دولة الخير ما نقموا عليك سوى = نصر الشريعة في أوطان إشراك
كم معهد بعلوم الشرع عامرة = في الشرق والغرب من نفحات يمناك
وذانكَ الحرمانِ اليوم قد رفعا= منها المنائر في شكر لمولاك
سوّاهما صورة في الحسن مفردةً = وصان عِلمَهما عن جهل أفاك
يا دولة الخير سيري غير آبهة = حسناء تحسدكِ الشوها وتشناك
مَنْ نخلةُ الخيرِ لا تجديه مكرمةً = يجديه يا دولة الآسادِ سيفاكِ




علي بن يحيى الحدادي

1418ه
ـ