حسبتُ يومَ الوَداع أنَّ مَعي ** قَلْبي ولَمْ أدرِ أنّهُ سُرِقا
أنا الذي رَامَ مِنْ أحبَّتِهِ ** حظاً بلقياهمُ فما رزقا
إنّ فؤادي فَراشُ شوقِكُمُ ** صادفَ نارَ الغرامِ فاحترقا
قد أظلمتْ عيشتي ولستُ أرى ** إلاّ بكمْ مشرقاً لها أفقا
فأسألُ اللَّهَ أن يُعيدَكُمُ ** ويَجْمَعَ الشملَ بَعْدَما افترقا
قالت تودّعني والدمعُ يغلبها
فهمهمتْ بعض ما قالت ولم تبنِ
مالت إليّ وضمتني لترشفني
كما يميل نسيم الريحِ بالغصنِ
وأعرضتْ ثم قالت وهي باكية
ياليت معرفتي إياك لم تكنِ
يهلهله
فليت عين حبيبي في البُعاد تَرى *** حالي وما بي ضُر أقاسيه
هل كنتُ من قوم موسى في محبّته *** حتى أطال عذابي منهُ بالتيه
أحببتُ كل سميّ في الأنام لهُ *** وكلّ من فيه معنى من مَعانيه
يغيبُ عني وأفكاري تُمثلُهُ *** حتى يُخيّل لي أني أناجيه
ولما وقفنا للوداع عشيةً *** وطرفي وقلبي دامعٌ وخفوقُ
بكيتُ فأضحكتُ الوشاةَ شماتةً *** كأني سحابٌ والوشاة بروق
![]()