العامل الأول : الظروف الصعبة
" إن القاسم المشترك بين مليونيرات العالم ليست الوراثة , لكنها الطفولة البائسة " . دومينك فريشو
ظروفي صعبة
بل غاية في الصعوبة ..
كيف ؟
- رزقي شحيح
- أو صحتي معتلة ..
- أو لم أحصل على مؤهل علمي رفيع ..
- أو .. أو ..
هذه بعض من الأسباب التي يحتج بها أغلب من نسألهم عن سبب تأخر نجاحهم في الحياة ..
أو حتى عن انصرافهم عن محاولة حياتهم إلى الأفضل . وللوهلة الأولى لسماعنا للأجوبة السابقة سوف نتعاطف مع أصحابها – التعاطف السلبي كما هي عادتنا – وقد نواسيه ببعض كلمات الرثاء .
لكننا لو تأملنا هذه الردود بشيء من الكياسة لوجدنا أنها أسباب واهية وحجج باطلة لا يأخذ بها إلا الضعفاء من البشر , لتكون ذريعة لهم للتقاعس والخمول والتقوقع داخل حجور الطابق السفلي من الحياة .
أما النوع الآخر من البشر ..
أولئك الذين نجحوا في تغيير حياتهم – ومن بعدها تغيير الدنيا بأسرها – لم يجعلوا من قسوة الظروف حائلاً يعوقهم عن الوصول لأهدافهم المرجوة .
بل حولوا هذه الظروف إلى جسر وعبروا عليه للوصول إلى بر النجاح .
وقد يقول قائل من أهل الحجج والذرائع :
هؤلاء الناجحون لم تكن أحوالهم في مثل صعوبة ظروفي , ولو كان أي منهم قد عاش وفق ما أعيش وواجه مثل ما أواجه لكان في خبر كان .. فإما أن ينزوي هارباً من مشاكل الدنيا , أو ينجرف إلى إدمان ينسيه مرارة العيش , أو فكر في الانتحار والتخلص من آلامه دفعة واحدة .
أظن العبارات السابقة تدور في أذهان الكثير من البشر , فالحجج أصبحت وسيلة من وسائل الدفاع عن النفس .
وأرجو أن يقرأ هؤلاء تلك العبارة التي تركها لنا أحد رجال الأعمال والتي يقول فيها : " العالم مليء بالفرص وإذ حاول المرء أن يشكل نفسه يحث يلائم الظروف فيسجد أنه قد اقترب من النجاح أكثر مما يتصور "
همسة :
العبادة الجليلة التي قال الله عنها :" يترك طعامه وشرابه من أجلي" تنمّي في الإنسان العمل لله وحده ، وتربي فيه مبدأ عدم الرياء والإخلاص لله في جميع الأعمال الظاهرة والباطنة ، لذلك ورد في الأثر : " ليس في الصيام رياء " ، قال الحافظ ابن حجر : معنى النفي أنه لا يدخله الرياء بفعله وإن كان يدخله الرياء بقوله ؛ كمن يخبر أنه صائم . ( العمر ص 31/32) هذا معنى من معاني : " الصوم لي " أنه سر بين العبد وربه ، ولا يدخله الرياء .