في السادسة من العمر
ذهب إلى المدرسة وفي السنة الأولى من المرحلة الإبتدائية
يتبختر في ثوبه الجديد تبختر الأطفال فرحا بعالمه الجديد
وبالأجواء في المدرسة المفعمة بالنشاط والحيوية .
محمد الذي توفي والده ولم يبقى له من يرعاه سوى أمه
وجدته لأبيه ومصدر رزقهم الوحيد راتب التقاعد البسيط
الذي بالكاد يفي بضروريات الحياة وينتظرونه نهاية كل شهر بفارغ الصبر
ومضت الأيام واجتاز محمد المرحلة الإبتدائية بإمياز فقرر
أن يبحث عن وظيفة ولكن أمه وجدته حالا بينه وبين هذه الفكرة
وأصرتا على أن يواصل تعليمه ليصبح معلما وهذا طموح كل أم
أو أب وإن كان عمه يرى بأن التصرف السليم
هو البحث عن وظيفة وفي نظره محمد عنده شهادة وهي المرحلة
الإبتدائية ويقرأ ويكتب فلا بد من الوظيفة لمساعدة أسرته .
ولكن محمدا بذكائه واجتهاده وحسن أخلاقه أنهى المرحلة المتوسطة
والثانوية ثم أتيحت له فرصة الإبتعاث للخارج فحزم حقائبه إستعدادا
لطلب العلم ودموع أمه وجدته تنهمر فرحا له وحزنا على بعده عنهما
وكان يراسل أمه وجدته وأنه يبلي بلاء حسنا في تحصيله العلمي
ولكن فجأة لم تعد تصل منه رسائل وانقطعت أخباره .
وأكثر من كان يتعذب أمه وجدته وأخوه الصغير الذي كان يتحرق شوقا
لرؤية أخيه محمد وبعد أن أصاب أهله اليأس وتقطعت بهم الأسباب عن
محمد . جاءهم النبأ الذي بسببه خرت أمه مغشيا عليها ولم تحتمل الصدمة
وتوفيت إثر نوبة قلبية كمدا على إبنها وجدته راحت في بكاء ولم تعد تعرف
من حولها من هول ما سمعت وأخو خيم عليه الصمت وامتنع عن الكلام
وهذا النبأ هو أن محمدا في أفغانستان وتحت إمرة اسامة بن لادن!!!!!!