شجرتان
في رحيل النجوى

و الذاكرة
كعنقودين يتسللان
من روح الجدب الزاحف على أعناق الغيطان
بعض أثر من خطى القيلولة و الأصيل
وبعض أشباح من غسق الطريق و أول القرى !

كلاهما قيلولة
و كلاهما مأوى
مرتع لنجوى البدور
و القوافل السيارة
من شرود الطريق
ودوران الشمس و المواقيت بين أجنحة النهر و المئذنة
مرتع لشبع البطون
ولهو البراءة
انكسار شقوق الفقر
عبث الجوع
وانتظار رحيق الأصيل
اهتزاز أنفاس الأخضر وهمس الجنادب !

حكايات لم تزل
تداعب شيب الحقول
اختلال الضفاف
تعسر الرضا في أجنحة يمامات البر
وشدو الندى بثغور بنات الماء
لا الوقت أهلكها
ولا الذواكر خانها خازنها
ربما لأنهما لم ينالا الخلود برشفة
برشوة
أو محض صك ممن لا يملك الحق
ربما بليلة فرعاء
و امرأة عند خاصرتها
يتفجر العشق كما يستوي المقت !

شجرة و شجرة
صفصافة أرخت جدائلها لصيد اللآلئ من عين النهر
ما بينهما فصول من نجوى
وصبابات
ليال حالكات مبكيات ضاحكات
جنود من فراش هائم
مسوخ من نوايا مزرورة
أوهام كاسيات عاريات
أصابع لقّاطّة
قلوب مطّاطّة
لا فرق بين حلم و حلم ..
إلا بشق الأنفس ..
وعشق المرايا !



</i>
م /ن