في قاعة المحكمة !
وجوه عابسة سعت للنصر فلم تجد إلا سراباً .
وأخرى نضرة تجملت بالصبر، تزينت بالأمل ، تخطو حثيثاً نحو النصر فــ تدركه بــ يقينها وصدقها وإخلاصها .
يصطفون واحداً تلو الآخر ينتظرون غريمهم حتى يطفئوا شهوة الغل التي توقّدت في نفوسهم، وتأصّلت في قلوبهم ، ينطقون بلسان عجزهم :
قد حكمت المحكمة على " ثائر " بالسجن مدى الحياة ...!
علت موجات الضحك وبدت علامات السخرية على الوجوه ...
صاح القاضي غاضباً أرجوكم التزموا الصمت حتى أكمل صيغة الحكم ...
فصمتوا.. .
أكمل القاضي النطق بالحكم : وأربعين سنة أخرى ...
فعادت موجات الضحك تعلو وتهدر من جديد في قاعة المحكمة .
دخل ثلاثتهم إلى القاعة مقيدين بالسلاسل يوزعون الابتسامات، يلوحون بشارات النصر ..
حكموا على ثلاثتهم بالسجن المؤبد وبعض السنوات ... قال أحدهم لزميله وقد أخرج لسانه يمازحه : سأخرج قبلك من السجن .
فأنا مدى الحياة و40 عاماً وأنت مدى الحياة و45 عاماً ...!
طارق شمالي