حدثونا عن مدارسكم ,
صفوها لنا ,
هل هي فخمة, متواضعة , أم مهلهلة ؟
حدثونا عن المدرسين ,
هل هم أكفاء , جيدون , أم سيؤون ؟
حدثونا عن الإمتحانات ,
هل هي صعبة, عادية , أم سهلة ؟
امممممممم !
شعرتُ و أنا أتأمل هذه الأسئلة أعلاه أنها سخيفة ,
فقد توقعت إجابة موحدة من أغلبكم مفادها أنه " حسب .. " , فقد تكون المدرسة فخمة في مواضع , متواضعة في مواضع أخرى , و مهلهلة في أخرى ..
و المدرسون قد يكون بعضهم أكفاء , و البعض الآخر جيد, و أخرون سيئوون ..
إلخ .. إلخ .
فهمتم ما أقصد؟ هاه ؟
--
نأتي إلى صلب الموضوع و الذي حتمًا أقصده ,
- هل أنت من محبي العلم؟
و رجاءً كن صريحًا في الإجابة ,
أما في حال عجزت عن الإتيان بإجابة موضوعية , فاستحضر بعض عاداتك,
على سبيل المثال : هل كنت تصحو مرغمًا كل صباح كي تذهب للمدرسة؟
هل كنتَ تمشي متثاقلاً نحو قاعة الدرس متمنيا في الآن ذاته لو أن الحصص التي تقف بالمرصاد تنتهي سريعًا لتعود إلى البيت ؟
هل كنتَ تتأفف و تطيل النظر إلى ساعة يدك وأنتَ تتساءل : " متى يا ربي تنتهي هذه الحصة؟ ".
هل كنتَ تدعي اهتمامك بالعالم الذي يقف خلف الشبابيك فقط كي تنشغل عن صوت المدرس الذي مللته؟
إن كنتَ كذلك , فأخشى أن أجرح مشاعرك بالقول أنك " لست من محبي العلم " .
و لا لوم عليك , ربما أغلبنا تنتابه هذه الحالة من الفتور خصوصًا و أن العلم في ديارنا هذه الأيام أصبح كجرعة الدواء التي انتهت صلاحيتها دون أن ينتبه صاحبها , فيتناولها على مضض و يبلع حنظلها مرغمًا ثم يظل منتظرًا لحظة الشفاء التي لن تأتي .
لن أجمل الواقع أو أهادنه,
إذ قارنوا علم اليوم بعلم أيام زمان , حين كان التلميذ يقطع مسافات هائلة من البيت إلى المدرسة غير آبه بنعله المهترىء أو بالزاد إذا فرغ , فقط لأن حلم الوصول إلى قاعة الدرس يخفف عنه وطأة التعب.
حين كان الطلبة يجتمعون مرة كل أسبوع ليحضروا ندوات ثقافية تجمعهم بأساتذة كبار من جل أنحاء العالم .
حين كان الأستاذ الأب الثاني لكل طالب.
أما اليوم , حتى الأستاذ نفسه يبيح لك الملل من حصته , ربما لأنه هو نفسه قد ضجر منها , و هذا ينعكس رغمًا عنه على أدائه و على قدرته في ترغيب الطالب بحصته . فنحنُ و مع أننا بشر و لكن عقولنا و عواطفنا تتفاعل مع ما يحيط بها ,
فإن كان الطرف الآخر غير فعال , ماذا تتوقع من العقل / العاطفة من طرفنا ؟
شعرتُ أني أثرثر ,
ربما لأني فعلاً اشتقتُ لأيام الدراسة .. رغم أني و صدقًا لم أكُن من محبي العلم ( بعد أن أجبت عن نفس الأسئلة أعلاه بيني وبين نفسي ) .
لدي إحساس يخامرني وهو أن من سيقرأ هذا الموضوع سيقول في نفسه : " بم سأعقّب ؟ " ,
لأني قطعًا لم أطرح الموضوع حتى تجيبوا عن أي سؤال طُرح هنا .
و لكن إن شئتم أن لا تمروا مرور الكرام , فتحدثوا في سياق هذا الموضوع كما شئتم ,
فأنا كلي آذان مصغية .
فكرة /زينب المرزوقي بقلمها لها الشكر ولتعذرني على النقل
|