حبيبتي الوحيدة ..
وللقلم أن يكون مجاديفاً .. وللأوراق أن تكون أساطيلاً حين يبحر الفكر في محيط معانيك ..
الآثر الآسر الباهر ..
حبيبتي الوحيدة ..
لولاك ما ذبحتُ أقلامي .. على عرسات أوراقي البيضاء ..
ولَمَا تناثر دمها الزكي فوق تلك السطور .. لأرسم أرق حروف الحب والولاء .. كفديةٍ في شرائع معانيك المتوحدة والمتفردة .. في كيان الجمال ..
حبيبتي الوحيدة ..
لأجل معانيك فقط .. تحن أقلامي إلى أوراقي وإلى التسلق على مرتفعات أفكاري الشاهقة ..
لأجل معانيك .. تقف أقلامي على منابر الوفاء كالخطيب .. تحث أفكاري وأوراقي على أن لا يقطعوا صلتهم بمعانيك ..
ويحثهم على المثابرة والتوغل في مناجم معانيك على مساراتِ ثلاث ..
لكِ ..
ومنكِ ..
وإليكِ ..
روائع الجمل والعبارات ..
حبيبتي الوحيدة ..
أَأنتِ الورد الذي تتكأ فوق وجنتيه قطرات الندى الباردة في هدأة الغلس ..؟؟
أأنتِ الشذى حين يُضَمخ تلك القوارير النائمة فوق رفوف المكان الفوضوي ..؟؟
أأنتِ ألوانه البنفسجية والحمراوية والبرتقالية والزرقاوية ..؟؟
أأنتِ الشمس بعد انسحاب المطر .. ورحيل الغيمات من منتزه الأفق البعيد ..؟؟
أأنت الضياء الذي تسجد في محرابه غياهب الظلمات خاشعةً ذليلة ..؟؟
أأنت الدفء الذي تحتفل بمجيئه جماهير الطبيعة .. وتغفو بين أحضانه كالوليد ..؟؟
أأنتِ .. أأنتِ .. أأنتِ ..
مهلآ حبيبتي الوحيدة ..
لم أًكمِل حديثي بعد ..
سأعود مرة ثانية لكي أتفهم الأمر جيدآ ..
أأنتِ الورد .. لا والله سيذبل الورد غداً بعد أن يجف الندى ..
وسيذهب الشذا في مهب الريح ..
وستنمحي تلك الألوان من ذاكرة المشاهدة .. فكأن شيئا لم يكن ..
أأنتِ الشمس .. لا والله قد يعتريها الأفول حينما تصفع خديْها أنامل الكسوف القاسية ..
فيتلاشى الضياء دون سابق إنذار .. ويركض الدفء حافيَ القدمين إلى المجهول ..
حبيبتي الوحيدة ..
عذراً على تلك العثرات ..
سأحمل حقائب السفر .. وسأقوم بعدة رحلات..
كي أجد وصفاً يليق بشخصك الأنيق الرشيق ..
سأرحل إلى مسابقة ملكة جمال العالم .. وسأحجز أول مقعد في صالات الإحتفال حتى أرى جيداً ..
سأبحث في أغاريد العصافير.. في خلايا النحل .. في الجداول والأنهار .. في كل الغابات في قمم الجبال .. في البحر حيث يكمن الدر واللؤلؤ والمرجان ..
سأطير إلى النجمات .. أفتشها نجمة نجمة ..
سأبحث في دندنة الوتر .. وفي الكمان والقيثار .. وفي البوقِ والناي .. بل في كل آلات الموسيقى الحديثة ..
سأبحث في قصائد الشعر .. في كتب النثر والخواطر ..في رسائل العشاق القديمة والجديدة ..
سأقرا الكتب النزارية .. والنازكية .. والشوقيات ..
سأستمع إلى كوكب الشرق.. والعندليب الأسمر .. والصغيرة نجاة..
آهٍ .. وآهٍ .. وآه
بحثتُ وبحثتُ وبحثت ..
وعدت أجر أذيال الهزيمة ..
لقد غاب في أعماق المجهول .. نظيرُ معانيك .. فلم ولن أجد ..
حبيبتي الوحيدة ..
إن قلبي يخبئ خلف طوابير الخفقات وصفاً تتجلى معانيه كما يتجلى البدر المكتمل ..
هاهو قلبي يناديك قائلاً : أنت يا حبيبتي الوحيدة ..
ََمَــــلَاكٌ أَعَــــارَتْهُ السماءُ جَلالهاَََ