رِسالةٌ..
إلى كائِنٍ لا يَدْرِيْ.
اللقـاءُ الأخيـــرُ
تَلاقَيْنَا.. تَلاقَيْنَا
وَكَمْ.. كَمْ قَدْ تَلاقَيْنَا
ولكنْ لسْتِ تَدْريْنَا
;لأنـــكِ لا تُحِبِّيْنَــا
* * *
أنا مـا جِئــتُ أُخْبِرُ أنني قَدْ صِرتُ مجنُونَا
أنا ما جئتُ كي أحكيْ
عذابَ العُمرِ مَغبُونَا
وَلَمْ أحمِلْ عتاباً كيْ
تقوليْ جاءَ يُؤْذِيْنَا
فَقَدْ عذّبْتِنِي زَمَناً
وأدري.. لا تُريْدِيْنَا
* * *
أتيتُ اليومَ مُرْتَجِياً
بأنْ تُنهيْ البَراكيْنا
وَأَدْرِيْ.. لستُ كُفؤاً كَيْ
أكونَ مِنِ القَريْبِيْنَا
ولسْتُ بمُستَوَاكِ لِكَيْ
أقولَ.. لَقَدْ تَرِقِّيْنَا
لِهذا قَدْ جَلَبتُ مَعيْ
-لِذَبْحِيْ- اليومَ سِكّيْنَا
فلا تَخْشَيْ.. أَريني اليومَ حقّاً كيْف تُرْدِيْنَا
أَريني.. هَلْ سيُنهيْ القتلُ آلآمَ المُحبّينَا
* * *
دعِيني دونَ تَكفِيْنٍ
فلا أحتاجُ تَكْفِيْنَا
سَتَحْثُو الريحُ -فوقَ جِنازَتي المَنْسيّةِ- الطِّيْنَا
ولا تَبْكِيْ.. فخَيْراً قَدْ
فَعَلْتِ.. أَرَحْتِ مَلعُونَا
* * *
وَلاَ أُوصِيْ.. فَلا أَهْلٌ
لديَّ ولا مُرِيْدُونَا
ولاَ مالٌ لَدَيَّ سوى
بيانٍ ماتَ مَسْجُونَا
ولكنّي أقولُ -وَكَمْ
كتَمْتُ الحبَّ مَحْزُونَا- :
أحبُّكِ.. كيفَ؟.. لا أدري
ولَكِنْ صِرْتُ مَفْتُونَا
أُريدُكِ إذْ تَغِيْبِيْنَا
أخَافُكِ حينَ تَأتِيْنَا
أحبُّكِ دونَ تبْريرٍ
لماذا؟ .. أنتِ تَدريْنَا
أحبُّكِ دونَ تَفْصيلٍ
دَعِيْ ما فاتَ مَدْفُونَا
* * *
أنَا قدْ قلتُ ما عِنْدِيْ
فَقُوليْ.. ما تَقُولِيْنَا؟