لكِ قد فرشتُ ثرى الفؤادِ حنانا = وأقمتُ فيهِ بأضلعي صيوانا
وجعلت من عينيي متكأ لكِ = ومن الجفون خمائلاً وجنانا
وبللتُ أرضك من دماء جوانحي = ونثرتُ في قفص الضلوعِ جمانا
ووزنتُ أوتار الفؤادِ ربابة = صدحت بصوتٍ ساحرٍ أشجانا
هذا فؤادي فاشربي من فيضهِ =ماشئتِ غيضا صافيا هتانا
ان شئتِ دمعي أن يفيض جداولاً = يسقيك كأسا مدهقا ودنانا
ومن الصبابة أن أقيد أصابعي = شمعا ينور في الظلامِ سمانا
تاهت خيوط الشمس في جنباتها =شوقا فباحت بالهوى هذيانا
والبدر يحكي من بهاكِ قصيدة = أضفت على كل الكلام بيانا
حتى الثريا تستهيم صبابة = ويفوح عطرك نحوها نشوانا
فكأن غيث المزن في أجوائها =قُبلٌ تفيض محبة وحنانا
وكأن ماء الواديين سلافة = قد اترعت كل الكئؤس الأنا
مادستُ رملك مذ ولدت تعاليا = كلا ولا فارقت لي ءاخوانا
زعموا التصابي في رباكِ قضية = وتكلفاً وتصنعاً ماكانا
لكنهم لم يعشقوكِ حقيقة = فقلوبهم قد أصبحت صوانا
نهضت فكانت في العلوم منارة = والعلم فيها يستقيم عيانا
ثوب الحضارة قد كساها بهجة = حتى بدت للعالمين عنانا
وبها القلوب على المحبة تلتقي = والكلُ يرنو نحوها فرحانا