في إحدى منعطفات الحياة ..
في مكان ينأى عن الحركة ..
أبصرت طفلة في زهرة أيامها ..
كانت تقف أمام بوابة قصر منيف ..
منكسرة ..بائسة .. خائفة .. وأظنها شبه عارية ..
كانت تلك النظرات عن بعد ..
حاولت أن أتجاهل الأمر ..
لكن شيئا ما يشدني إلى تلك الفتاة ..
ذهبت إليها .. وحين اقتربت منها .. لم تُلقِ لي بالا ..
تنحنحت .. خبطت الأرض بقدمي .. ولم يتحرك لها ساكن ..
عندها أخذتني الأنفة .. والعزة بالنفس .. فغادرت المكان غاضبا ..
خطوة .. وثانية .. وثالثة .. ورابعة ..
فجأة ....... توقفت قدماي بأوامر القيادة القلبية العليا ..
ماذا حدث ..!!!!!!!
لقد استطاعت تلك الطفلة .. أن تتسلل إلى حدائق القلب ..
و تلعب على أراجيح مشاعري ..
فرجعت إليها .. أستبق الخطى ..
وقفت أمامها ..
ووضعت عيني في عينها ..
يــــــا الله .. رأيت وجها جميلا .. وبريئ ..
لكن الأحزان أقامت على عرساته الحفلات ..
حتى تمزقت تلك البسمة .. على الشفاهـ البريئة ..
سألتها .. من أنتِ ؟؟؟
ومــــاذا تريدين من الوقوف أمام بوابة هذا القصر ..؟؟؟
كان جوابها ..
تراتيل وجع دفين ..
يتيمة أنا .. تَعِبتْ من سفري الحقائب والمسافات ..
جافاني لذيذ الكرى ..
وشتاتي هو مدينتي الوحيدة ..
أبصرت هذا القصر المنيف ..
فقلت عل وعسى .. أن أجد من ساكنيه .. فستانا قديما كان أو مرقع ..
لأستر به ما ذاع من عورتي ..
خشية أن ينقض علي .. ذالك الذئب المفترس .. المختبئ هناك ..
نعم .. لقد كان الذئب يتربص بها عن بعد ..
حاولت أن اأصطحبها معي .. ولكنها رفضت ..
تركتها ورحلت ..
أعلم انكم ستقولون بأني جبان .. لئيم .. ليس بي نخوة ..
أعلم ذلك جيدا ..
لكنه لم يكن إلا الرحيــــــــــــل ..
ومرت السنين .. والسنين .. والسنين ..
وعدت إلى ذلك المكان .. تلبية للإيحاءات القلبية ..
وحين أتيت المكان ..
شاهدت ما شاهدته في السنوات الماضية ..
ولم يتغير شيئ ..
وهكذا ..
يتربص اليأس .. وتقف أمنيتي .. على أبواب الأمل الموصدة ..
ولم يتحقق لها بصيص من الأمــــــــــــل ..
فارس الكلمة