.
.
.
أبان المرحلة الثانوية ...
كان كل المحافظات حول محافظتي تزدان منازلها بالكهرباء ماعدا محافظتي ...
وكل الطرقات باتت مسلفتة إلا طرق محافظتي ...
وكل المدن تزدان بالشوارع الفسيحة وقرى محافظتي مازالت تتفاخر بالأزقة الضيقة والممرات البائسة المليئة بالقراطيس والكراتين الفارغة والأشواك...
كل المدارس هناك حافلات تنقل طلابها ونحن مازلنا نسير مسافات بعيدة على الأقدام سيرا ...
وأن جاد للبعض حظا أتوا متراصين في صندوق مركبة هناك تسمع هديرها من بعد وقد لاتصل ...
عندما يأتي الربيع ...
وتثمر كل شجرة في قرانا المبعثرة ...
يتهافت أبناء وبنات كل تلك المحافظات إلينا ...
المحافظات التي تجاورنا من الغرب نطلق عليها مسمى ( تهامة ) ...
تمتاز محافظتي بكل بدائع الطبيعة من أودية جارية وأشجار وارفة الظلال ...
أشجار الأراك تخضر وتأن أغصانها من تبعات عناقيد الكباث ...
نتفق في نهاية اليوم الدراسي أن نذهب إلى هناك لكي يضع كل منا شراك لعله يظفر بتهامية ...
من كان يملك مركبة في ذلك الحين له الريادة والقيادة ...
لما لا ..
وهو يحملنا عنوة إلى مصافحة تلك الجمالية ...
قادنا إلى ذلك بياض أناملهن عندما يلتقطن حبات الكباث ...
ووجهوهن الغارقة تماما في البياض والجمال...
ومفارق شعورهن اللامعة والتي غالبا مايغطي أكثرها تلك المقالم المزكرشة ...
كن لايرتدين حجابا ...
بل لايقيموا لنا وزنا حتى من قبل من كان يصحبهن ...
إنهم أبناء قرى !!!
وكأننا لانملك قلوبا تعشق وعيون تبصر ومشاعر تتأجج !!!!
صورة سكنت في القلب وولدت عشقا بات ملازما ...
كنا نتسابق إلى الصعود عاليا من أجل أن نقطف لهن المبتغى ...
هن من يطلبن ذلك ...
بل يتبارون بالمديح لنا بقولهن :
أنتم أبناء القرى تجيدون الصعود وأبطالا في مواجهة المصاعب ...
نعود بعد الغروب ...
نتسامر ...
الكل يروي لأقرانه كيف كانت تلك التهامية تضاحكه ...
والثاني يقسم يمينا مغلظة أن إحداهن قد طلبت منه أن يعود في الغد ...
وثالث يتأوه ...
وآخر هناك يضع على قدمه قطعة قماش جراء جرح نتج عن تعرضه لحادثة سقوط عندما أنكسر به ما وضع عليه قدمه عندما رغب في إسعاد تلك التهامية ...
لم يعد هناك شيء ...
ذهب الأراك بثماره جراء التطور ...
وكبرن من كن لنا ملهمات ...
وداهم قرانا ماكان يثير مشاعرنا حينها ...
وخلد الصبا وتلك الحبيبات في قلب النغم ابتسامة فتاة تهامية كانت قد دعته إليها ذات مساء لكي تهديه عقد من الفل كشكر وثمنا لحبيبات كباث.
الكباث :
أسم عربي فصيح يطلق على ثمرة شجر الأراك وهو على شكل عناقيد العنب وله ثلاثة أحجام ومن الأذواق ثلاثة وثلاثة مسميات كذلك ( الكباث والشهالي والغيلة ) .
**************
بكل تأكيد ...لاجديد ...
هذا أنا ...
ابن الملكين // النغم المهاجر