حين لفظ الشاعر الملحمة لفظ معها حمم أمة
تصهر القلوب عجزاً
أستعد الشعر عسكر للامام اليوم در
حمل الشاعر هنا لباب قضيته صدر هذا المطلع
حيث جعل نفسه قائداً
جيوشه ملَكَة شعرة
ليبدأ توجيهه حيث الأمام
قاصدا بهذه الكلمة الرقي وكل معاني الرفعة
على ذلك المقصد لتدور حروف البيان التي تزلزل العالم الأصم
فأول الكرب صوت كالنفخ بالصور
يثير الرعب
فقد نصر الكريم عليه السلام بالرعب .
لي قصور خلف طنجا ثم بلاد المغربين
عجز المطلع
بدأ الشاعر بشحذ همة القائد ذاته لينتشي فخرا وزهوا
بأمجاده كمسلم مشيرا إلى مابلغته الفتوحات حين كانت الرجال عظاما شوامخا كالجبال .
قصد الشاعر بقوله طنجة المدينة المغربية التي خيمت فيها مرابع المسلمين وعمرتها
ثم عمد إلى التوسع فقد شمل الإسلام ما هو أبعد من طنجة لقد عم بلاد المغربين
التي كانت تشمل بلاد المغرب والجزائر
وهنا لو قال الشاعر
بدل ثم بل
بلاد المغربين لكانت أجمل
حيث تعني لا البعض طنجة فقط بل كل بلاد المغربين
أما ثم فتفيد العطف كأن طنجة مكان مستقل عن المغرب
من يميني عرش كسرى وفي يساري الف صقر
هنا أظن الشاعر قصد
بماذا سيواجه أي أسلحته مكونة من
عرش كسرى أظن هدف موروث الحضارات الفاتحة للمسلمين الذين دكوا ذلك العرش وورثوه
والسلاح الآخر
الصقور المقاتلة من أحرار الأمة الذين تقيدهم
أغلال الإنتظار لصيحة ولي الأمر
الف جندي والف حربه والف خيل مسرجين
هنا يفصل الشاعر ما سيقاتل به
وكأنه يقصد
حروفي هذه تعدل في قوتها
ألف جندي حاملا ألف حربة راكباً فرسه المسرج
والخيل المسرجة هي زهاب المقاتل المرفه
كأن يقصد
حروفي كالفرسان أبناء الكرام التي لا تكون إلا في العز والشموخ
أستعدو لا واعدو كل حرف استدر
يأمر الشاعر قصيده أن تجهز كل حروفها
فيجعل من شعره الذي يقوده هو قائدا يقود الحروف التي
لابد أن تتناسب مع عاطفة الغضب فتكون حروفا جارحة
ثم تقدم لا تعلم ثم هجوم لي جنين
حين تكوني ياجيوشي جاهزة تقدمي في سرية تامة لتباغتي عدونا الأزلي من أوجع أكباد الأرامل حين سحق جنين والعالم الإسلامي لا يملك غير الأنين
ثم بصرة لارض نجد ثم بغداد بأمر
هنا يحدد الشاعر مواجع الأمة فسيتوجه بعد أن يداوي
القلب إلى ثاني الجراح بلاد الرافدين التي رمز لها بمدينة العلم والعلماء ومرقد أغلب أصحاب الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام
في هذا الصدر هدف أرض العراق والمواجع بها
فذكر مدينتين كانتا مركز الحضارة الإسلامية
لكن لا أعلم لم وسط هما بذكر نجد
ماذا كان يقصد الشااعر
هل يشير إلى الزمر التي تدعو للفساد أم ماذا ؟!
لي دمشق وارضى حيرة أنشدوها بالحنين
تابع الشاعر توجيه جيوشه على حسب الوجع الأقدم فالأقدم
وهنا لم أفهم المقصود ب"أرض حيرة "؟!
هل قصد بها مدينة الحيرة التي فتحت على يد خالد ابن الوليد
وهنا يكون الشاعر يحارب بجيوشه دون استراتيجية
أم قصد
ب"أرض حيرة " بلاد الشام أي يقصد أصبح العاقل بها حيرانا من هول مايشاهد ؟؟!
أستمدو فكر شاعر طعم دمه مر مر
المدد لهذا الجيش والدعم اللوجستي لهم
هو فكر الشاعر وعاطفته المتقده
ثم وصف نفسه وصفا أبياً على عدوه
فدمه مرير وذلك يدل على صلابة الرجل وقوته وشجاعته
(بالاماره ما يتنافس)رافع السيف بيمين
وهل ينافس سيد الملحمة الجهنمية على إمارة من أي نوعيها كانت
إن على الأمراء أم على الشعراء
فصاحب هذه الروح المتقدة والعاطفة الجياشة حقيق به أن يكون أمير أمة يقظة
وللشعراء فهو أميرهم وحامل سيفهم ولا يحمل الأبطال السيوف إلا بأيمانهم .
بجل يا بليبل
والله لقد أرهقني هذا المقطع
وسما بروحي وكأني بين جيوش الفاتحين
فقد كنت أعشق مشاهدة سير الفاتحين
منك العذر
قد أعود لأكمل البقية
ولك أن تلتمس لي عذرا
أردف مع سوء الإتصال نكبة الجداول وقرب موسم الحصاد