ذات يوم بعد هطول الأمطار اهتزت الارض وربت
ونبت الزرع وتمايلت الأغصان وقد أثقلتها السنابل
وراحت العصافير تشدوا بأعذب الألحان فرحا بهذا
النعيم .ولكن هناك عصفور على أعلى الشجرة
يرقب الحفل من بعيد وفجأة رأى عصفورة جميلة
ترفرف بجناحيها الجميلين وريشها الزاهي
وقد وهبها الله منقارا غاية في الجمال فخفق قلبه
بحبها وراح يطير حولها فتبسمت له ودعته للرقص معها
ففرح كثيرا بهذه الدعوة ورقصا حتى مغيب الشمس
ورافقها إلى شجرة واختارا غصنا للنوم عليه وقبل نومهما
همس العصفور للعصفورة بأنه يحبها ويرغب في أن تكون
شريكة حياته ووعدها ببناء عش جميل فوافت وهي في قمة
السعادة .وعند شروق الشمس راحا يتنقلان بين الغصون
والمروج الخضراء برفقة أقاربهم من العصافير .بيد أنهما لا يعلمان
ماذا كان يخبئ لهما القدر . وفي هذه الأثناء الجميلة هجمت
عليهم الغربان الشريرة فلاذت العصافير بالفرار طالبين النجاة
من الهلاك فاحتمى البعض بغصون الشجر والبعض بتجاويف الأرض
وبعد زوال الخطر راح ذلك العصفور يبحث عن عصفورته الجميلة
وحبه الأول ولكن دون جدوى واستمر في البحث عنها حتى أدركه الغروب
فعاد للغصن الذي ناما عليه معا وبات تلك الليلة وهو في حيرة من أمره
وتوالت الأيام والليالي وهي يمني النفس بلقائها ورؤيتها مرة أخرى
ولكنه لم يجدها وظلت تعيش في مخيلته في كل لحظة .
والشيئ الغريب بينما كان ذلك العصفور برفقة صديقه في أمسية يوم
من الأيام على إحدى ضفتي الوادي فجأة قال لصديقه أقسم بالله بأن عصفورتي
موجودة في هذا الوادي ! فاستغرب صديقه من هذا القسم وقال له هل تعلم الغيب؟
فقال لا
ولكن أشعر بوجودها وأجهش بالبكاء .
هنا لمح صديقه محبوبة صديقه فقال له والله لقد صدقت في قسمك
فقال أين هي ؟
هناك على ذلك الغصن فنظر إليها فتنهد وقال
لكنها برفقة عصفور آخر؟ وما زال يحبها حتى هذه اللحظة
كان يروي القصة وهو يبكي