الموت يرقد في طريق الخوبة يا إدارة المرور ...
أكاد أتشظى ألما كغيري ممن يراقبون الموت مبعثرا على جنبات الطريق الغادر ( طريق الخوبة الدغارير ) .. وقد آمنت سلفا أن جيزان بلد المليون مطب .. وهنيئا لها ولنا بذلك ... إذ لا تستقيم حياة السائرين في طرقها إلا بهكذا حواجز ... وطريق الخوبة بالذات ذو المسار الواحد والذي تغشاه أمم لا تعد ولا تحصى وتتكئ على عاتقه قرى عديدة ومراكز حكومية وعسكرية ... يعتبر من أهم وأخطر الطرق في جازان ، والمفترض أن يكون طريقا سريعا ذا مسارين واسعين وينتظر ذلك له .. ولكن تخونه الظنون والأماني ...
لكنما الأخطر في القضية هنا هو أن يعتاد المواطنون على هذه الحواجز ( المطبات) ويأتمنونها على أرواحهم .. فتسحل فجأة بليل لزيارة تفقدية لأحد الأمراء .. وللمسؤولين عن الزيارة ومنظميها حرية التصرف في إدارة مهامهم بالطريقة التي يرونها مناسبة .. ولكن العتب الأكبر هو تأخرهم في إعادة تلك الحواجز إلى سيرتها الأولى مباشرة بعد مغادرة سمو الأمير مصحوبا بالسلامة ...
وهنا تتساقط أرواح الناس واحدة تلو الأخرى في ظل همجية شاب طائش أو شاحنة متهورة لا تجد أمامها ما يعقلها .. خاصة عند مثلث " أبو حجر " أو ما بين المحطتين "" الوطن والرحاب " ...
والسؤال المرير هنا لإدارة المرور بجازان في جميع محافظاتها .. كم من الأرواح تنتظرون أن تزهق لتتحرك عندكم المسؤولية اتجاه مواطنين لا يزالون يغالبون ضغوط الحياة وظروفها القاسية ... فارحموهم قبل أن ينفجروا ساخطين مطالبين بأبسط حقوقهم لحماية أنفسهم وممتلكاتهم .. صارخين ملأ صدورهم :
الأمان الأمان يا سعادة المسؤول ......!