--------------------
عكوز بكوز
بقلم
حسن بن سلطان المازني
دعوني أيها الأحبة أتجاوز الحدود إلى الداخل حيث نبض القلوب بحب الوطن ...
ففي الوطن أمكنة تتلاءلاء بهاءً وجمالاً تنثني لها الهامات أحتراماً وتتراقص لها الأفئدة نشوة عندما تلامسها أقدام الزائر...
على مساحات الوطن أمكنة تستحق أن تكون في حضرة الرعاية السياحية ولكنها غُيبت لأسباب جلها تندرج في دائرة الجهل بما تمثله السياحة من ركيزة أقتصادية وثقافية وتاريخية للوطن...
عندما أتيت مهرولاً من مدينة الضباب والسحر أبها في أتجاه أجباري صوب جازان كنت أصارع الشعور بالحزن على فراق أبها بعرعرها وطلحها ودفق ثقافتها وفنها ... صيفها وناسها فشعوري هو شعور من فُرض عليه أتجاهٌ أجباري يتحاشى أن يسلكه وعندما سلكه شعر بغصة حالت دون الفرح...
عندما وصلت إلى منطقة جازان أطلقت لذاتي العنان جائباً جبالها وسهولها ...شطآنها وجزرها فكانت الدهشة التي لم أكن أتوقعها...
جبال مسكونة بالجمال وسهول تحاكي القادم بالروعة وشطآن تلبست بالسحر وجزر تدثرت بفساتين البهاء...
مقومات طبيعية وتاريخية وتراثية نادرة قل أن تتوفر مجتمعة في بقعة واحدة ولكني شعرت بغصة أكبر وأعظم من التي قبلها فهذه المقومات السياحية التي يمكن أن تصب في شريان الأقتصاد الوطني مليارات الريالات سنوياً مذبوحة من الوريد إلى الوريد...
البنية التحتية مُنحت إجازة منذ ثلاثة عقود وتعثرت عودتها ...
بيروقراطية مقيتة تمارسها البلديات أتت على آمال المستثمرين لتلقي بها في البحر...
الكل منشغل بغير جازان...
ضاعت جازان في سنوات الطفرة الأولى ولم تجد طريق العودة حتى الآن على الرغم مما يبذله الأمير المخلص/ محمد بن ناصر بن عبد العزيز ولكن الرجل يفكر ويخطط ويعمل بمفرده والآخرون منشغلون بغير جازان لتبقى جازان الدرة متخلفة عن ركب السياحة التي سبقتها إليها مناطق أخرى بثلاثة عقود...
جازان لوأستثمرت سياحياً لتفردت عن بقية المناطق ولكن كيف يكون ذلك والبنى التحتية في علم الغيب؟.
كيف والذي يعمل هو رجلٌ واحد؟.
أين أبناء جازان؟.
أين مجلس المنطقة وأفكار أعضائه؟.
أين الوزارات المعنية بالبنى التحتية ؟.
لماذا لانجعل من جازان وجهة سياحية بدلاً من أن نجد أبنائها يمارسون الهجرة العكسية القسرية؟؟؟؟.
أفيدوني أفادكم الله يا أهل الرأي الصادق والأمين وبالله كفى,,
__________________