لمـــاذا ؟



لمـاذا تعجبيــــــــنْ ؟
لماذا تســــــــألينْ ؟
وكلُّ شـــيءٍ حولنـــا
يكـــــادُ لا
يبيــــــنْ
تبــــدَّلت حيـــاتُنا
في غمـــــرةِ
السنيـــــنْ
وطوَّقتـــها من جهـاتها
الحضــــارةُ
وحفَّــها التقــــدُّمِ
الهجيـــــنْ

* * *
أخلاقُنــــا قد أصبـحت
ذِكــــرى ونبضــاً
من حنيـــــنْ
فالزَّيـــفُ فيــنا
قد تصـــــدَّى
لليقيـــــنْ
والحِلمُ أضــــــحى
من شعــــــارِ
العاجزيـــــنْ
والعهـــدُ أمسى
كالغريــــبِ
المُستكيــــنْ
والخيــــرُ ولَّى وانقضــى
وما تبــــــقَّى
غيـــــرُ ذِكــــرهِ
الحزيــــــنْ

* * *
تشـتَّتْ أفكــــارُنا
حتى غـــــــدونا
كالحيـــــــارى
التــــــائهينْ
وما استطعنــا أن نُمِّيـزَ
اتجاهَنـــــــا
شِـــــمالاً
أويميــــنْ
وعُلِّقت نفوســـنا
بالَّلمـــــعِ
والرنيـــــنْ
واستدرجتنا خِدعـةُ المَـدى
بسِحــرِها الفطينْ
حتى امتطيــنا حُلمَنا
ثم انطلـــقنا
كالســــفينْ
نحو الثـــراءِ والتبـاهي
والغـــــرورِ
مســـــرعينْ
ثم ارتديـــنا كلَّ شئٍ
في طريقــــنا
ولم نُفـــرِّقْ
بين غـــــثٍّ
أو سميــــنْ
وبعد هـــــذا
تســــألينْ !
كيف أضعنا مجـــدَنا
الرصـــــينْ ؟

* * *
ماذا أخــــذنا يا تُرى
من عصــــــرِنا
الثميــــــنْ ؟
غيرَ التخـــــلّي
عن ثوابــــتٍ
كنَّـــــا لها
محافظيـــــنْ
غيــرَ التــردّي
في دروبِ
المُسرِفيـــنْ
غيــرَ ابتـعادٍ عن إلهِنا
وحبــــــلهِ
المتيــــــنْ
غيــرَ اغتـرابِ الفِكرِ
والغـــزوِ
اللعيــــنْ
وما يُبــثُّ حولنـــا
من سُــــوئهِ
المشيـــنْ

* * *
أما سمـعتِ عن أَنَـامٍ أصبحوا
لفطـــــرةِ اللهِ
بقُبـــــحٍ
مُعتـــــدينْ
فغيَّـروا الخَـلقَ السَّويَ
عِنـــوةً
وألبَسوا الفُسـوقَ عِفَّــةً
وأعلَنـوهُ للوَرى حَضَـارةً
وغـرَّروا بالطَّيبيــنْ
وهنْدَسوا الجيـناتِ والأُصـولَ
وافتـــــرَوا
وحــاولوا بِغيِّــهم
يستنـــــسخوا
من بُنيــةِ الإنـسِ
قريــــــنْ !
هذا لَعَــمري إنَّــــهُ
الإثـــمُ
المُبيـــــــنْ !
وبعــــد هــذا
تعجبيــــــنْ !
لا تعجـــــبي
فهذه أقـــــدارُنا
قد كُتِبــــتْ على
الجبيـــــنْ

* * *