(بسم الله الرحمن الرحيم)
الشماتة هي أن يُسرّ المرء بما يصيب عدوه من المصائب ،
قال الله تعالى عن نبيه موسى عليه السلام :
( فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ ) الأعراف / 150
وقوله - تعالى :
(إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ
مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ)
التوبة:50
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال :
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ ) .
ومن الشماتة المذمومة شرعـًا
أن يتوب الله على عبدٍ من ذنبٍ ما فيأتي أخوه فيعيره به،
وقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك .
و من مضار الشماتة أنها تسخط الربَّ - تبارك وتعالى -
وتدل على انتزاع الرحمة من قلوب الشامتين ،
وهي تورث العداوات، وتؤدي إلى تفكك أوصال المجتمعات، ثم هي تعرض أصحابها للبلاء
![]()
لا شكَّ أن الموت
من أعظم ما يقع بالإنسان من الابتلاء له ولمَن يتركهم بعده، لقد قام النبي صلّى الله عليه وسلم ـ لجنازة، ولما قيل له:
إنها ليهوديٍّ قال:" أليستْ نفسًا" ؟ رواه البخاري ومسلم.
" يقول الحسن البصري رحمه الله:
الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم،
وإذا أدبرت عرفها كل جاهل "
الشماتة لا تليق بمسلم تجاه أخيه المسلم أبدًا،
لانها من صفات الأعداء الذين حذر الله منهم ووصفهم بقوله :
(إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط ٌ )
![]()
قيل لأيوب عليه السلام :
أي شيء من بلائك كان أشد عليك قال :
شماتة الأعداء
عبد الله بن أبي عتبة :
كل المصائب قد تمر على الفتى فتهون غير شماتة الأعداء
وللمبارك بن الطبري :
لولا شماتة أعداء ذوي حسد أو اغتمام صديق كان يرجوني
لما طلبت من الدنيا مراتبها ولا بذلت لها عرضي ولا ديني ..