مغرب الثلاثاء الماضي موعد محاضرة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله ورعاه في جامع ابن سعيدان في
حي النّفل (شمال الرياض) .
وفي وسط المحاضرة دخل الجامع مجموعة كبيرة من الشباب يقدر عددهم بأكثر من مائة شاب .
ومن ضمن الأوراق التي قدّمها بعض أفراد هذه المجموعة ورقة جاء فيها :
إلى صالح الحيوان ..
وورقة جاء فيها :
( ....... أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) ألا تخشى أن تكون من الملعونين ؟
لمّا صلوا العشاء في الجامع تكلم أحدهم بصوت مرتفع ولا يفهم منه أحد إلا التهجّم والوقاحة وقلة الأدب
مع الشيخ ولذلك لم يحتمل أحد الحاضرين قلّة الأدب مع الشيخ وقال تأدب مع الشيخ .
فقال أحد أفراد المجموعة لا تمنعوه عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( يقصد الرجل الذي تهجّم على
الشيخ صالح اللحيدان وأقلّ أدبه معه ) .
الشيخ أتاح لهم فرصة الكلام وقال هاتوا ما عندكم .ثمّ بدأ يستمع لهم .
تكلم أحدهم بكلام جيد ومقبول .
إلا أنّه بعد انتهاءه من الكلام حصلت مناقشه وتداخلت الأصوات ثمّ بدأت تتعالى الأصوات .
ذكروا المنكرات التي في وسائل الإعلام ومنكرات أخرى .
والتفّوا حول الشيخ ومن كان بالقرب من الشيخ من المسؤلين عن المحاضرات في الجامع فصاروا دائرة
كبيرة حولهم ثمّ بدأوا يتزاحمون وكثر اللغط .
صاح أحدهم ـ وكان خلف الشيخ ـ قائلاً :
يا شيخ اتق الله .. يقول الله تعالى ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى .... أولئك يلعنهم الله
ويلعنهم اللاعنون ) ألا تخشى أن تكون من الملعونين ؟
( كان المتكلّم يقرأ من ورقة يعني مُعدّة من قبل ، واتّضح من شكله أنّه صغيرٌ في السن ـ لم يخطّ شاربه ـ
وكان محاطاً بأربعة شباب مليانين ) .
فردّ إمام المسجد عليه وقال له : أنت قليل أدب .
غضب الشيخ بعد أن رأى وسمع ما بدر من المجموعة فقال لهم : هل هذا المتكلم معكم ؟؟
وكثر اللغط بعدها .
صاح أحدهم : والله إن لم يزيلوا وزير الإعلام لألبس حزام ناسف وأفجره .
وتداخل الكلام واشتدّ التزاحم على الشيخ مما جعل المسؤلين عن المحاضرات ومن معهم يبدؤن
بمحاولة إخراج الشيخ من باب قريب من كرسي المحاضرة خاص بالإمام ويفتح على غرفة في مقدّمة
الجامع .
ظنّ الشباب ( المجموعة ) أنّ الشيخ سيجلس ويناقشهم في الغرفة فسمحوا لدخوله فيها مع مضايقات
كلامية , إلا أنّهم فوجئوا بأنّ الشيخ يخرج من الغرفة من باب آخر يفتح على الشارع وإذا بالسيارة قريبة
لأن هذا الباب هو الذي دخل منه الشيخ .
قام ستة من الشباب وخرجوا من باب في مؤخّرة الجامع وركضوا حافين يريدون الشيخ صالح اللحيدان إلا
أنّهم ولله الحمد لم يلحقوا به لأنّه ركب سيارته وذهب قبل أن يصلوا إليه .
بعدها تفرق المسؤلون عن المحاضرات في هذا الجامع خوفاً من هؤلاء ( اللي يزعمون أنهم يأمرون
بالمعروف وينهون عن المنكر )
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^
سؤال : حاول أن تستخرج أوجه الشبه بين قصّة مقتل عثمان رضي الله عنه وبين هذه الحادثة التي حصلت
في مدينة الرياض واستهدفت الشيخ العالم الجليل صالح اللحيدان حفظه الله .
أنا أعرف أنّ هناك فروق كبيرة لكن هناك أوجه تشابه ـ أيضاً ـ كبيرة .
أنا سأستخرج بعضاً منها:
1- أنّ الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه كانوا يجمّعون الغوغاء والدهماء بحجّة الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر .
والذين دخلوا على الشيخ اللحيدان في المحاضرة وأقلوا أدبهم وحاولوا أشياء أكبر أكبر
إنما فعلوا ذلك بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
2- أن الذين اقتحموا المسجد على الشيخ اللحيدان حدثاء أسنان سفهاء أحلام وليس فيهم عالم .
وهؤلاء هم سيمى الذين اقتحموا دار عثمان رضي الله عنه .
اللهم اكفِ المسلمين الأهواء واكبت أهل الأهواء يا رب العالمين .
منقول