لماذا يكون المتقدمين بالسن أكثر تفاؤلاً؟
عند التفكير بالتقدم بالعمر فإننا غالباً ما نربط ما بينه وبين انخفاض الوظائف الإدراكية والبدنية الذي ينتج عنه، الأمر الذي يدفعنا للاعتقاد بأن ذلك من شأنه أن يؤثر أيضاً على مزاج أولئك الأشخاص المتقدمين في السن الذي سيكون أسوأ كلما تقدموا أكثر بالعمر، إلا أنه وفقاً للدراسة الجديدة فإن ذلك ليس صحيحاً على الإطلاق.
فقد أظهرت هذه الدراسة التي قام بها باحثون من جامعة نورث إيسترن بأنّ البالغين المتقدمين في السن – عادة - هم أكثر ميلاً لإبداء نظرة تعد إيجابية، حيث أنهم أكثر قدرة على تنظيم أنفسهم للخروج من الحالات العاطفية السلبية التي تدفعهم للتصرف بشكل سلبي وتعكر صفو مزاجهم، وذلك لدى مقارنتهم مع غيرهم من البالغين والذين هم أصغر سناً منهم.
لكن ما الذي يفسر سبب هذا المزاج الإيجابي الذي يحدث مع المتقدمين بالسن؟
قام الباحث ديريك إيساكوتيز بالتعاون مع فريق من الباحثين بالكشف عن السبب المحتمل الذي يفسر تلك النظر الإيجابية المتكونة لدى الأشخاص المتقدمين في السن، فيعتقد الباحث بأن أولئك الأشخاص قادرون وبشكل كبير على تنظيم عواطفهم التي تميل لأن توجه أعينهم بعيداً عن المشاعر السلبية والبحث عن المشاعر الإيجابية عوضاً عنها.
حيث يقدم الباحث ايساكوتيز من خلال نتائج الدراسة التي نشرت أدلة تشير إلى أنّ البالغين المتقدمين بالسن هم أكثر ميلاً للنظر إلى المواضيع والتعامل معها بشكل إيجابي، إذ يبدون نوعاً من التفاؤل عند التعرض لمواقف تعد سيئة تعكر مزاجهم وتنزع صفوه، على عكس من هم أصغر سناً منهم الذين هم على استعداد للتعامل مع مواقف مماثلة بشكل سلبي وسيئ نتيجة لمزاجهم السيئ.
وعلى حسب رأي هؤلاء الباحثين فإنّه يوجد هناك علاقة سببية فعلية تربط ما بين النظرة الإيجابية – أو بالأحرى التفاؤل - وبين المزاج، فالتمتع بقدرات انتباه جيدة وإيجابية تمكن أصحابها من البالغين وببساطة شديدة من مساعدة أنفسهم وتنظيم مزاجهم، لكن تجدر الإشارة هنا إلى أن التفاؤل الموجود لدى أولئك الأشخاص لا يعني أنهم يغفلون معلومات هامة وأساسية، فكل ما في الأمر أنهم يستطيعون التعامل مع شتى المواقف برحابة صدر دون توتر أو عصبية.