النهج الأمثل بشكل تفصيلي الذي يجب أن يتبعه برشلونة للعبور لربع نهائي دوري الأبطال
يخوض فريق برشلونة مساء اليوم اختباراً صعباً جداً عندما يستضيف نظيره ميلان الإيطالي على ملعب كامب نو لحساب إياب الدور ثمن النهائي من دوري الأبطال.
ويحتاج الفريق الكتلوني إلى الفوز بهدفين دون رد، نفس نتيجة الذهاب، من أجل تمديد وقت المباراة إلى وقتين إضافيين، أو الفوز بفارق ثلاثة أهداف لانتزاع ورقة العبور للدور الموالي من العملاق الطلياني.
كيف يتمكن من ذلك؟ .. هذا هو موضوع "بيتُ القصيد" الجديد. سوف نشرح في هذا التحليل النهج الأمثل الذي يجب أن يتبعه برشلونة في لقاء الغد الحاسم والأهم على الإطلاق بالنسبة للبرسا هذا الموسم.
المفتاح
دخول هدف للروسونيري في لقاء الكامب نو سيعني مرور ميلان إلى الدور المقبل بنسبة 99% لأن البرسا حينها سيتعين عليه تسجيل أربعة أهداف، وهو شئ أقرب إلى المستحيل أمام فريق إيطالي !، لذا فإنه يتعين على برشلونة الحفاظ على نظافة شباكه في تلك المباراة.
ولكي ينجح البرسا في فعل ذلك، فعليه أن يحترم القدرات الهجومية لفريق ميلان. ينبغى على البلاوجرانا ألا يفكر فقط في تسجيل الأهداف، ولكن أيضاً في كيفية الحد من خطورة عناصر الديافولو، وخنق ميلان بالسيطرة على المتنفسات الهجومية والتي تتمثل بشكل رئيسي في بواتينج والشعراوي.
كون ميلان يدافع بعشرة لاعبين لا يعني أنه بلا أنياب هجومية، ولكنه يعني أن الفريق كله يتعاون في الحالة الدفاعية، وهو يفعل ذلك أيضاً في الحالة الهجومية. الروسونيري عندما يحصل على الكرة يذهب إلى مناطق الخصم، يهاجم ويبحث عن تسجيل الأهداف، لذا فإن برشلونة عليه أن يكون متوازناً بين الدفاع والهجوم، ومفتاح الفوز في تلك المباراة هو ظهور برشلونة دفاعياً بشكل جيد جداً. ميلان سوف يدافع أمام برشلونة بعشرة لاعبين عندما تكون الكرة بحوزة الفريق الكتلوني فقط، ولكن عندما يحصل على الكرة، فسيحاول مبادلة الهجمات والبحث عن هدف مهم جداً بالنسبة له، يضمن له المرور إلى الدور المقبل بنسبة كبيرة جداً. ما أعنيه أن أهمية الهدف في كامب نو سوف تجعل فريق ملعب سان سيرو حريصاً كل الحرص على إدراكه.
التشكيلة والرسم التكتيكي
فالديس
أدريانو - ماسكيرانو - بويول - ألفيش
بوسكتس
إنييستا - تياجو
فيا - سانشيز - ميسي
ظهر برشلونة بشكل ممتاز - تكتيكياً - في لقاء ديبورتيفو لاكورونيا الأخير في الليجا، خصوصاً على المستوى الدفاعي، على مستويات التركيز، الجدية والانضباط، بغض النظر عن هوية الخصم، لذا فإني أرى ضرورة الحفاظ على رباعي الدفاع الذي شارك في تلك المباراة، حيث عاد بويول إلى مركز قلب الدفاع "الأيمن"، في غياب بيكي، واستطاع تأدية مهامه بامتياز، أما ماسكيرانو فظهر بشكل جيد جداً، لعب بهدوء ورزانة وقام ببناء اللعب من خلال الكرات الطويلة بشكل ممتاز، فمن الأفضل مشاركته على حساب بيكي، الذي تراجع مستواه بشكل مخيف نتيجة لإهماله وتركيزه على أمور أخرى غير كرة القدم، فضلاً عن أهمية تواجد بويول يمين قلب الدفاع، للتغطية على تقدم الظهير الأيمن ألفيش. أما وجود أدريانو فلخلق التوازن بين الجبهتين الدفاعيتين، فهو لاعب غير مندفع هجومياً مثل ألبا، ويتميز عن الأخير على مستوى التسديد البعيد، وهو ما يحتاجه برشلونة بشدة في تلك المباراة.
ظهور سيسك فابريجاس بشكل سئ في مباراة الديبور يُدعم تواجد أندريس إنييستا على حسابه في وسط الملعب، فضلاً عن القدرات الفنية والمهارية الخرافية للرسام وامتلاكه للكثير من الحلول في مواقف واحد ضد واحد، بالإضافة إلى أنه قادر على اللعب في الطرف الأيسر، وهو ما سوف يمكنه من مساعدة أدريانو وفيا، خصوصاً مع الكثافة العددية المتوقعة من جانب ميلان في قلب الملعب.
أما غياب تشافي عن التشكيلة الأساسية، فهو نتيجة لكونه لاعب يحتفظ بالكرة كثيراً، وهو ما سيضر جداً ببرشلونة في تلك المقابلة، التي تحتاج للعب كرة سريعة لمباغتة دفاع الخصم.
ميسي سيلعب في الجناح الأيمن للهروب من العمق، ومن أجل الاستفادة من أليكسيس سانشيز كرأس حربة صريح في عمق دفاع ميلان لاستقبال الكرات العرضية، ودافيد فيا كمهاجم ثانٍ لكن متحرك على الجناح الأيسر بعد أن ظهر بشكل غير جيد في قلب الهجوم في المباراة الماضية، بالإضافة إلى تمتع ميسي وألفيش بانسجام وتناغم شديدين، لذا فإن الربط بينهما على الجبهة اليمنى من المتوقع أن يكون مثمراً جداً في هجمات برشلونة.
الاستراتيجية
- التحفيز النفسي والتحضير الذهني، البدني والفني كلها أمور هامة جداً في مثل هذه المباريات الكبيرة والحاسمة. يجب أن يكون برشلونة مستعداً من كافة الوجوه لتقديم ردة الفعل المطلوبة أمام رجال أليجري.
- أعتقد أنه لن يكون من الحكمة أن "يدخل" لاعبو برشلونة المباراة وهم مُطالبون منذ أول دقيقة بالفوز (3-0) على فريق بحجم ميلان، فتلك ستكون مأمورية ثقيلة جداً على عناصر برشلونة وسوف تؤثر على تركيزهم وهدوئهم، وأيضاً على عقليتهم التي ستكون هجومية بحتة من أجل تسجيل الأهداف الثلاثة. أرى أنه من الأفضل أن يتم تقسيم تلك المهمة على مدار تسعين دقيقة، بمعنى أن يدخل لاعبو برشلونة المباراة ومهمتهم الأولى الحفاظ على نتيجة 0-0 في أول ربع ساعة مثلاً، ثم يحاولون إدراك هدف التقدم في الربع ساعة الثاني، ثم إنهاء الشوط الأول على تلك النتيجة. وفي الشوط الثاني تكون مهمة عناصر البرسا هي إدراك الهدف الثاني ثم الحفاظ عليه مع محاولة إدراك الهدف الحاسم، هدف التأهل، في آخر الدقائق. ليس شرطاً أن تكون هنالك مهمة كل ربع ساعة، ولكن على هذا النحو، ومن المهم جداً أن يكون حرص لاعبي البرسا على الحفاظ على النتيجة الآنية بنفس درجة حرصهم على البحث عن هدف جديد، فعندما يُدرك برشلونة مثلاً هدفه الأول، يجب أن يحرص على الحفاظ على نتيجة 1-0 بنفس درجة حرصه على تسجيل الهدف الثاني، وليس أن يفكر فقط في إضافة هدف جديد، فمن الممكن أن يسجل بالفعل هدفه الثاني ولكن في المقابل يتلقى هدفاً، فسيكون حينها هذا الهدف الثاني دون قيمة !.
- ننتقل إلى الجانب الفني لنؤكد على أنه في كرة القدم: "الكيف" أكثر أهمية من "الكم"، بمعنى أنه ليس الأكثر أهمية "بكم" لاعب سيهاجم برشلونة، ولكن "بكيف" سيهاجم؟! .. هذا هو بيتُ القصيد !. تغيير طريقة اللعب ومراكز اللاعبين والاعتماد على دفاع ثلاثي منذ البداية من أجل تكثيف منطقتي وسط الملعب أو الهجوم، كلها أمور لن تُفيد برشلونة في رأيي. ما سوف يؤهل البرسا إلى الدور المقبل هو أن يلعب بطريقة صحيحة، يدافع بشكل صحيح، على بُعد 40 متراً (لا أكثر) عن مرمى فالديس حتى لا يترك البرسا الكثير من المساحات لشعراوي وبواتينج، الذين يتميزان بسرعة هائلة، خصوصاً مع مشاركة، أحد لاعبين سريعين آخرين: روبينيو أو نيانج، المنتظرة في غياب باتزيني، الذي سيكون مؤثراً على الديافولو من دون أدنى شك، مع ضرورة التمركز المثالي والدفاع جيداً ضد الكرات العرضية سواء من الحركة أو من خلال الكرات الثابتة، ويهاجم بشكل صحيح، ومناسب لتلك المباراة من خلال الاعتماد على الكرات الطويلة، التمريرات البينية في ظهر الدفاع والتوزيعات عبر الطرفين على رؤوس المهاجمين، تماماً مثلما لعب برشلونة أمام الديبور في الشوط الأول، وبهذه الكيفية فقط، يمكن لبرشلونة خلق الفاعلية الهجومية المطلوبة على مرمى أبياتي، والتي كانت مفقودة تماماً في لقاء سان سيرو، مع تواجد تأمين دفاعي ضروري في مواجهة الهجمات المعاكسة للفرقة الإيطالية.
- برشلونة بحاجة أيضاً للتخلي عن أسلوب لعبه المعتاد ولعب كرة سريعة، من أجل مباغتة دفاعات الخصم، وبالذات عند التحول من الدفاع إلى الهجوم، لأن هذه هي الحالة الوحيدة التي من الممكن أن يجد فيها لاعبو برشلونة مساحات في دفاع الروسونيري، وحينها لابد أن يستغل ميسي ورفاقه الفرصة .. التي لن تتكرر كثيراً !. التحضير الكثير والتيكي تاكا، أو بلغة أخرى، "تقليدية" برشلونة لن تعبر به أبداً إلى الدور المقبل. كلما طالت مدة استحواذ البرسا على الكرة، كلما كان ذلك نجاحاً تكتيكياً لميلان، فلا يجب أن يحرص لاعبو برشلونة على الكرة بقدر حرصهم على ترجمة الاستحواذ إلى محاولات "على المرمى"، ومن ثم إلى تسديدات "على المرمى" (الدقة) وأهداف.
كيفية التعامل مع متغيرات المباراة
دكة البدلاء: بينتو (بديل لفالديس)، بيكي (بديل لقلبي الدفاع)، سونج، ألبا، تشافي، سيسك وتيو.
1- الحاجة إلى تسجيل أهداف (0-0 أو 1-0): أولاً دخول تيو على حساب إنييستا، ليلعب كجناح مهاجم أيسر، مع دخول فيا للعمق كقلب هجوم ثانٍ بجانب سانشيز، بعد ذلك يتقدم داني ألفيش ليلعب كجناح مهاجم أيمن، على أن يلعب ميسي تحت هذا الرباعي، ويتحول الدفاع إلى ثلاثي بتواجد بويول على اليمين، ماسكي في العمق وأدريانو يساراً. التبديل الثاني يمكن أن يكون بنزول سيسك على حساب تياجو، وأخيراً دخول ألبا بديلاً لأدريانو ليلعب برشلونة الكل في الكل في الهجوم.
2- الحاجة لضمان نتيجة (2-0): دخول سونج على حساب تياجو مع تركيزه على تأدية الأدوار الدفاعية مع بوسكتس، مع تغيير بين مركزي ميسي وأليكسيس، وينتقل الأخير إلى الجبهة اليمنى ليعود، هو وفيا على الرواقين، للخلف لمعاونة زملائهما في الحالة الدفاعية.
3- الحاجة للحفاظ على فارق ثلاثة أهداف (3-0 أو 4-1 .. ): بعد دخول سونج على حساب تياجو وانتقال أليكسيس للجبهة اليمنى عند نتيجة (2-0)، ينزل تشافي بديلاً لفيا، للسيطرة على الكرة والتحكم في نسق المباراة، مع انتقال إنييستا للجبهة اليسرى. التبديل الأخير ينبغي أن يكون دخول تيو على حساب سانشيز للاستفادة من نشاط تيو وليمنح مزيداً من العون الدفاعي لألفيش في الجهة اليمنى.
الحلول البديلة
- التسديد البعيد: وهو حل أظهر كفاءة كبيرة من خلال مباراتي الإسبان السابقتين في جولة إياب ثمن النهائي، حيث سجل جوناس لفالنسيا ومودريتش لريال مدريد من تسديدتين من خارج منطقة الجزاء. ألفيش، أدريانو، تياجو، إنييستا، فيا وميسي، وتشافي، سيسك وتيو، في حالة دخول أيٍ منهم في الشوط الثاني، عليهم جميعاً أن يُسددوا متي رأوا الوضعية سانحة لذلك.
- الكرات الثابتة: سواء من خلال التسديدات المباشرة من الركلات الحرة عن طريق ميسي وفيا، ويتعين على لاعبي البرسا محاولة الحصول على مخالفات قرب منطقة الجزاء من أماكن محببة للأرجنتيني والإسباني.
كذلك ينبغي أن يحاول برشلونة الاستفادة من الركلات الركنية من خلال صعود بويول وبوسكتس مع أليكسيس وفيا، مع تواجد تياجو وإنييستا على حدود منطقة الجزاء في استقبال الكرات المرتدة من رؤوس المدافعين بالتسديد.