الدليل الثالث عشر :
أيضا من الأدلة العجيبة التي يغفل عنها الكثيرون ما أشار إليه الإمام
ابن تيمية رحمه الله تعالى بأن ” النبوة لا ينالها إلا أصدق الصادقين
ولا يدعيها إلا أكذب الكاذبين ولا يخفى ذلك إلا على أجهل الجاهلين ! “
وهذا من أقوى ادلة النبوة !
الان إذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يبعث نبياً للناس فمن سيختار ؟
طبعا سيختار أفضل إنسان على سطح الأرض في الصدق والأمانة والإخلاص والأخلاق
وفي المقابل من الذي يدعي النبوة ؟
الذي يدعي النبوة هو أكذب أهل الأرض على الإطلاق لأنه تجاوز الكذب
على الناس إلى مرحلة الكذب على الله تعالى وهذا أعظم الكذب على الإطلاق ….
” وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ ”
الأنعام93
إذن نحن الان لدينا نبيٌ حقيقي وهو أصدق أهل الأرض
ولدينا شخص دجال مُدعٍ للنبوة وهو أكذب أهل الأرض
بالله عليكم الا يستطيع الإنسان العاقل ان يُفرِّق بين أكذب الكاذبين وبين أصدق الصادقين ؟
الإنسان الصادق يُعرف من كلامه وتعامله وأخلاقه وتعابير وجهه
ونوعية أصحابه وصدق ما يُحدث به ….
وكذلك الكذاب يعرف الناس كذبه من كلامه وتعامله وأخلاقه وتعابير وجهه
ونوعية أصحابه والأكاذيب التي عُرِفَ بها …
هذا في الإنسان الصادق والكاذب …..
فما بالكم إذاً بأصدق الصادقين على الأرض وهو النبي وأكذب الكاذبين وهو مُدعي النبوة ؟
الا يستطيع العقلاء التفريق بينهما بسهولة ؟
نُعيد كلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
” النبوة لا ينالها إلا أصدق الصادقين ولا يدعيها إلا
أكذب الكاذبين ولا يخفى ذلك إلا على أجهل الجاهلين “
فعلا لا يخفى الفرق بين أصدق الصادقين
وأكذب الكاذبين إلا على أجهل الجاهلين !
الدليل الرابع عشر :
وهو دليل الإلزام …. وهذا الدليل يُسبب الحرج الشديد لدى
اليهود والنصارى عندما نواجههم به ….
دليل الإلزام يعني أن نُلزم اليهود والنصارى بما ألزموا أنفسهم به ….
فمثلا اليهود والنصارى ألزموا أنفسهم بالإيمان
بموسى عليه الصلاة والسلام على أنه نبيٌ من عند الله تعالى ….
فإذا قلنا لهم لماذا آمنتم بنبوته ؟
سيقولون بسبب المعجزات التي تحققت على يديه وبما رآه الناس من كمال أخلاقه
وتأييد الله تعالى له ونصرته له والتشريع الذي أتى به
وبسبب عدم رغبته في المصلحة الذاتية وغير ذلك من الأدلة ….
نقول لهم عند ذلك كل ما ذكرتموه مُتحقق في نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم وبأضعاف مُضاعفة من الأدلة …..
فلماذا لم تؤمنوا به ؟!
لن تجدوا منهم جوابا ……
ودليل الإلزام لا يختص به موسى عليه الصلاة والسلام فقط بل كل الأنبياء
الذين آمن بهم اليهود والنصارى أدلة نبوتهم موجودة
ومتحققة في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ….
الدليل الخامس عشر :
23 عاما من الدعوة بدون تناقض واحد !!
كيف لرجل أميُّ أن يأتي بهذا الكم الهائل من المعلومات
ولا تجد بينها تناقضا ولا تعارضا ولا إختلافا ؟!
كبار العلماء والمتعلمين لا يستطيعون فِعل ذلك ….
فكيف برجل لا يقرأ ولا يكتب ولم يُعرف بالعلم طوال حياته ؟
كيف لرجل أميّ أن يُسأل في أي مسألة ثم يُجيب ….
ويُناظر فينتصر ….
ويُجادل فيُقيم الحجة ….
لو كان الكلام الذي أتى به صلى الله عليه وسلم من صنع البشر
لكان فيه كثير من التناقض و الإختلاف كما قال تعالى :
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82
فلو كان ما جاء به صلى الله عليه وسلم من صنعه لرأينا تأثير الحصار والحروب
والجوع والتهديد على ما جاء به ….
ولرأينا ضَعْفا في البيان هنا وقوة هناك وعمقا في الوصف هنا و سطحية في
الوصف هناك حسب الظرف الذي يمر به محمد صلى الله عليه وسلم ….
ولكن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم كان عميقا بليغا متناسقا
لم يستطع أعظم أدباء العرب على أن يأتي بشيء يشبهه ولو بشيء بسيط …..
هذا التناسق والتوافق والعمق والبلاغة والجزالة في اللفظ والمعنى
لا تتفق مع تلك الظروف الخطيرة التي كان يمر بها نبينا صلى الله عليه وسلم ….
من يقرأ القرآن لن يجد فرقا في القوة والبلاغة والبيان في أول سورة
نزلت عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم في الأربعين من عمره
وآخر سورة نزلت وهو في الــ 63 من عمره ….
نعلم جميعا أن العطاء البشري يتأثر بالظروف المُحيطة …
فإن أي مؤلف مشهور لن يكون عطاءه خلال الأحداث العصيبة
التي بمر بها مثل عطاءه وهو في راحة وطمأنينة …
وأيضا لن يكون إنتاجه الفكري متناسقا خلال 23 سنة بدون ضعف هنا و تراجع هناك …
لم يحدث هذا أبدا في تاريخ البشر ….
الإستثناء الوحيد هو محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان ما جاء
في في أول يوم مطابقا لما جاء به في آخر يوم …
وهذا دليل على أن ما جاء به صلى الله عليه وسلم هو من عند الله تعالى ….
الدليل السادس عشر :
لماذا يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من أتباعه أشياء صعبة على النفس
البشرية مثل الصيام والإستيقاظ يوميا لصلاة الفجر والحج إلى مكان حار في وسط الصحراء ؟؟
…..لو كان صلى الله عليه وسلم مُدعياً للنبوة لطلب أشياء سهلة حتى لا يخسر أتباعه ….
فبدلاً من أن يطلب منهم الحج إلى مكان حار بعيد مثل مكة كان بإمكانه
أن يجعلهم يحجون إلى مكان بارد مثل جنوب الجزيرة العربية
أو لقال لهم حُجوا إلى بلاد الشام بعد أن تفتحوها ….
وكذلك الصلاة …. كان بإمكانه أن يجعلها صلاة واحدة في الإسبوع مثلا
حتى يكسِب رضا الناس ….
فطلبه صلى الله عليه وسلم هذه الأمور من أمته رغم أن فيها مشقة
على النفس البشرية دليل واضح على أنها من عند الله سبحانه وتعالى وليست من عند بشر ……
واستمرار الناس على أداء هذه الشعائر رغم مشقتها طوال 1400 سنة
بعد وفاته صلى الله عليه وسلم هو دليل آخر على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
بأن حفظ الله تعالى دينه من التحريف وبقي الناس يسيرون على
سنة محمد صلى الله عليه وسلم طوال هذه القرون الطويلة بدون أي تغيير أو تبديل ….
هذه ستة عشر دليلاً فقط من أربعة وعشرون دليلاً
انتظر تفاعلكم معها لكي انقل لكم البقيه