نافذتنا الثانية المفتوحة على تراثنا الأصيل لازالت مطلة على ألعابنا الشعبية المصاحبة للطبول "المعشى-العرضة-السيف"ومن خلال هذه النافذة المفتوحة سوف أتعرض للعبة المعشى وكلكم تعرفون لعبة المعشى وهي لعبة جماعية شيقة تمتزج فيها الأصوات مع الحركات المثيرة التي تتحكم فيها دقات الطبول الخاصة بلعبة المعشى و يشترك في لعبة المعشى الذكورفقط أغلبهم من كبار السن أوممن يتقن حركاتها بمهارة ويكون وقت أداء اللعبة من بعد صلاة العشاء إلى منتصف الليل ويُفضل أن تُمارس اللعبة في الليالي المقمرة خارج الحي.
أماطريقة لعبها فقبل كل شيء أن لعبة المعشى تحتاج إلى مهارة وتفنن في الأداء تتقن الحركات المصاحبة للعبة المعشى فأي خلل يحصل من اللاعبين أثناء اللعب قد يفسد ذوقها ويؤدي إلى إحباطها وهذا لايرضى عنه عشاق لعبة المعشى فأي شخص لايجيد طريقة لعبة المعشى فإنه يفضل الاستمتاع بالمشاهدة وليس لزاماً عليه أن يشترك في أداء اللعبة حتى يتقن حركاتها ويتفاعل مع نغمات دقات الطبول وصوت الأهازيج الشجية التي تتعاقب مع صوت المزمار.
وعندما تبدأ أصوات الطبول يكون اللاعبين قد اصطفوا على شكل شبه دائرة قد تكون مغلقة أحيانا وكل واحد من اللاعبين يضع يده تحت يد اللاعب الذي بجواره ثم يثنيها على ظهره من الخلف حتى يتماسك الصف ثم يدور اللاعبون على محيط الدائرة حول أصحاب الطبول يطبقون حركات لعبة المعشى المثيرة وقد خصصوا واحداً للنشيد الخاص بلعبة المعشى "ألا لا له"فيتفنن في أداء النشيد ثم يتلاعب بصوته وألفاظه بلحن مختلف يطرب السامعين وخاصة اللاعبين.
أيضاً هناك شخص آخر قد خُصص لضبط حركة اللعبة في وقتها المناسب بكلمة "هيييه"ثم يسكت واللاعبون يقومون بتطبيق الحركات وذلك برفع الأجل ونقلها ثم الهبوط إلى الأرض ثم النهوض حتى تنتهي الحركةثم يعود اللاعبون لوضعهم السابق حتى يأحذوا الوقت المناسب الذي يحدده المتخصص لضبط الحركة بإعادة الحركة مرة ثانية وهكذا حتى النهاية وجميع الحاضرين يستمعون و يشاهدون تلك الحركات المثيرة وهم جالسون على الأرض أو واقفون .
أحياناً قد يصاحب في لعبة المعشى المزمار فيعطي اللعبة نكهة خاصة وحماس مميز بشرط أن يتفق لحن المزمار مع لحن النشيد ونهجه وألاّيتعارض معه أي يكون المزمار عقب النشيد ولايمكن أن يأتي المزمار مع النشيد في آن واحد فهناك تفاهم بين صاحب النشيد وصاحب المزماركل واحد منهما يعرف دوره وغالباًمايكون المزمار أثناء تطبيق حركة المعشى لأن النشيد له علاقة ببداية الحركة فالمنشد عندما يتوقف عن النشيد تبدأ حركة لعبة المعشى عند ذلك يبدأ المزمارحتى تنتهي الحركة.
وقد كانت الطبول المصاحبة للعبة المعشى هي:
1-الزير:وهو عبارة عن إناء مصنوع من الفخار يشبه إناء الحيسية إن لم يكن هي مغطى فوهته بجلد البقر المشدود ويكون على الأرض ويضرب بعودين صغار وكلما أحس صاحبه بخفض صوته قام بوضعه على لهب النار بطريقة غير مباشرة "يحميه"لكي يسترجع صوته الذي يسمع عن بعد .
2-الصحفة:وهي عبارة عن آلة مصنوعة من الخشب لها فتحتان الأولى كبيرة ومغطاه بجلد البقر المشدود والمثبت في أعواد صغيرة على حافة الصحفةوالفتحةالثانية صغيرة ومفتوحة تثبت الصحفة في المنتصف ثم تضرب عن طريق الأيدي وكلما بدأصوتها في الإنخفاض قام صاحبها بعملية التسخين .
3-المكزة :مثل الصحفة إن لم تكن أقل منها وتضرب بيد واحدة وهي مكملة للنغمات وقد يستغنى عنها في حالة عدم وجودها .

والآن:
دعونا نستمتع بهذا المقطع الذي يمثل لعبة المعشى على أصولها :






وبعد أستمتعنا بهذه اللعبة التي تمثل لعبة المعشى وهي من ألعابنا الشعبية المصاحبة للطبول وفي نفس الوقت تمثل تراثنا الأصيل وهذا التراث أمانة في أعناقنالابد من المحافظة عليه وتسليمة الى أجيال قادمة من بعدنا فهل يحق لنا أن نستلمة من الاجداد صافي نقي ونسلمة الى الجيل القادم مخلوط بنغمات ملك البوب مايكل جاكسون والله أنها لسمة عار علينا ..فهل نسكت عن ذلك؟
تابعوا هذاالمقطع ولكم الحكم هل للعبة المعشى أسرار: