بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...............أما بعد
ديكَيْن
كَانَ لي صُوصاً في ذاتِه الطُفُولَة الدَجَاجِيّة المُمَيّزة ،، وفي مَلامِحَه البَرائَة البَّراقَة المُتَلَأْلِئَة,,
ما مَكَثَ طَوِيلاً حتّى كَبُرَ و أْصبَحَ ديكاَ "نمبر ون"..
ديكاَ تَرَبّى تَرْبِيَة صَالِحَة .. فهو يُحب ولِي أَمْره كَثِيراً ..!! ولا يَتَحَدّثُ في أًمْرٍ يُخَالِفُ السُلطَان علَى الإطْلَاق ..
ديكٌ أَنِيقٌ مُهَذّبٌ .. في عَيْنَيْهِ سِحْرٌ من البَشَاشَةِ .. وفي وقْـفَتَه الأَنِيقَةِ شُمُوخٌ في تُواضُعٍ ..
أمّا ريشَهُ وما يَكْسُوه فَهُو حَريرٌ من نوعٍ آخرٍ و حِكَايَةٌ أُخْرَى ..
عِنْدَمَا تَرَاهُ عن كَثَبٍ تشْعُرُ بِأَنّ الحَيَاةَ في وجْهِكَ تبْتَسَمُ .. وتَذْهَبُ عَنْ بَالِكَ ألوانُ التشَاؤمِ والسّوادِ الذي كادَ كالظِّل مُلازِماَ لنا !
تَرَاهُ وهُوَ يَمْشِي بيْنَ الأَغْنَامِ مَشْيَةَ فَخْرٍ وإعْتِزَازٍ لَيْسَ لَهُما مَثِيل.. يَمْشِي بكُلِ إنسِيَابيّة وسَلاسَه - كتلك المواكب اللتي تستدعي حالة استنفار عند رؤساء البلديات ،، اللهم أكثر من مواكبنا فهي خيرٌ لنا ولشوارعنا المسكينة -دُونَ أنْ يَمَسَ لهُ طرَفٌ..
وهَذَا يَدُلُ على مَحَبّةِ الأَغْنَامِ له .. وَكَأَنّهُمْ بَايَعُوهُ فَأَصْبحَ سَيِّدَهُم وأَمِيرَهُم شيءٌ جمِيلٌ حقاً..
وإذَا رَأيْتَهُ يَتَرَاقَصُ على " خَشَبَتِهِ " كَأنّك تَرَى بِنْتاً عَذْرَاء تَتَرَاقَصُ في لَيْلَةِ زفَافهَا ...
حتّى في يَوْمٍ مِن الأَيّامِ الطِوَال.. وقَد كَانَ لَيْلُهَا هَوْجلٌ لِي ولَهُ وإلَيكُمُ السّبَب:
ذَهَبَ ديكي المُوقَر إلى حَوْش جَارِ لَنا ،، ذَهَبَ لَيْسَ من بَابِ التّطَفُل و الفُضَول بَلْ من بَابِ إلْقَاء التّحيّة والتّرْحيب على دجاج قدْ اشتَرَاهُ هذا الجار ..
ولَكّنَ المُفَاجَأة أنّهُ رجَعَ على حَالٍ ليْسَت كـتِلْكَ الحَال اللتي ذَهبَ فيها ،، رجَع منكسِراً يتصَببُ الدّمُ من ناصِيَتِه و وجنتَيهِ حتّى اخمَصَيهِ..
والدّمْعُ في عَيْنَيه لَيْسَ بُكاءاً و إنّمَا دمْعُ كـريمٍ قـد انتُهِكَ عرْضَهُ وستْرهُ .
ينظر إليّ نظْرَة عِتَابٍ قاتل ، وكأنّهُ يقُولُ لي أنْتَ السّبَبَ ، أنْتَ من أَوصَلَني إلى هَذَا ، أنْت من رَبّانِي ترْبِيَة الصالحين العقلاء في زمَنِ الطّالِحينَ و الوجَهَاءِ ..!
فقُلْتُ لَه قل لي ماذا حَصَل و ماذا جَرى؟؟ :
قال لي : سَمِعْتُ صَوتَ دجاج في حوش جَارِنَا فذهبت لألقي علَيْهم التّحية كشيمِ النُبَلاءِ أبْنَاء القبائلِ .. وكان بَينَهم مجمُوعَة من الدّيَكَةِ الأشرار- وفي قول آخر الديوك - قابَلو بَرْدِي وسَلامِي بنَارٍ و حَرْبٍ ضَرُوس .
بدأَت بمشادّة كَلامِيّة حَيْثُ أنهم يُريدُونَ أنْ يَسْتَولُو على خَشَبَتِي اللتي أُمَارس عَلَيْها هِوايتِي المُفَضّلة ، فَلَما رَفَضْتُ أنْ أُعْطِيَهُم نَكّلو بي أيّما تَنْكِيل بل أَنّهُمْ أرادُو القَضَاءَ عليّ .
لو لا أنّ امرأةَ جارنا الموقرة لَحِـقَت علَيّ وأَفْلَتَتْني من قَبْضَتِهم جزاه الله خيرا ..
وانتَهت هذهِ الحَرْبُ على ما تَرَاه...
قلتُ له: سوف اقْتصُ منْهُم وانتَقم لك.
قالَ لي صارخاً :لا لا لا لا لا لا .
قلت : لماذا؟؟.
قال: إنّهُم يعْرِفُونَ أشْخَاص من (VIP) قومنا ، وإذَا انتقَمْتَ لي أو حَاوَلْت أنْ تَنتَقم .. فَسَتَحِلُ عليّ لَعنةَ الـ (VIP) وحينَها لَنْ أهْنَأ في حياتِي أبداً أبدا ..
فإنّنَا يا صَدِيقِي مِثْلكم أيُها البَشَر ، لا نَقْوى علَى مُواجَهَةِ الـ (VIP) ولا نَسْتطِيعُ أن نَرْفع أعيُننا فيهم ...
يـــــــــــــــتبع ... و للـ ( ديكَيْن )بقيــة!!
أخوكم/ 