أحبتي في الله إخواني وأخواتي آل صامطة الكرام الطيبين
أيها الزائر المتابع الكريم
أحييكم أجمل تحية وأرحب بكم أجمل ترحيب
فـ سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته
تحية من القلب إلى قلوبكم النقية التقية , لكم عانقت الحرف في هذا المنبر
ولكم توقفت وتأملت تلك المواضيع والرسائل المهمة .
ولكم نهلت من معين بحر العلم والمعرفة الزاخر بما آتاكم الله من فضله
محبكم يستأذنكم للتذكير بأمر مهم إلتزمنا به جميعاً عند إنتسابنا لهذا المنبر
وهو واجب علينا كمسلمين

الوفاء بالعهود والمواثيق من أجلى الأمور التي دعا إليها الإسلام ، وأكد ضرورة الوفاء بها ؛ ورتب على نقضها والإخلال بها صنوف الذم والعقاب.
والوفاء يختصّ بالإنسان ، فمن فُقد فيه الوفاء فقد انسلخ من الإنسانيّة ، وقد جعل اللّه تعالى العهد من الإيمان ، وصيّره قواما لأمور النّاس ، فالنّاس مضطرّون إلى التّعاون ، ولا يتمّ تعاونهم إلّا بمراعاة العهد والوفاء به، ولولا ذلك لتنافرت القلوب وارتفع التّعايش.
وناقض العهد والميثاق إنسان منحط القيم والأخلاق، بهيمي الطبع، لا يوثق بقوله، ولا يؤمن جانبه.
فالوفاء قيمة أخلاقية عالية ، لا يتمثلها إلا أولو الألباب ، الذين ارتفعوا بأنفسهم عن الحيوانية؛ وتسنموا معالي الأمور؛ محافظين على أعراضهم من الخدش والقالة.
وقد وردت نصوص شرعية آمرة بالوفاء بالعهود ، محذرة من نقضها : فمن ذلك قوله تعالى:
﴿ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾
[الأنعام: 152].
تأملوا معي هذا العقد الذي وقعنا عليه جميعاً


تأمل آخر فقرة جيداً
قرأت شروط التسجيل في منتديات صامطة الثقافية , وأوافق بالإلتزام بما جاء فيها
الإلتزام بمثابة العمود الفقري من الجسم
بيَّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ نقْضَ العهد من خِصال المنافق الأساسيَّة :
أربعٌ مَن كُنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومَن كان فيه خَصلةٌ منهنَّ كان فيه خَصلةٌ من النِّفاق حتى يَدَعَهَا ، وذكَر منها : (إذا عاهَد غدَر) ؛ رواه الشيخان عن عبدالله بن عمرو.
أمَّا مَن كان على الشاكلة التي ذكرتَ من عدم الالتِزام بالعقود، ولا يَدَعُ الناسَ يؤدُّون ما عليهم ، فما تَراه من عدم التعامُلِ معهم هو الحد الأدنى مع هؤلاء ؛ أنْ نترُك التعامل معهم ، ونُعطيَهم حق الإسلام ؛ من رَدِّ السلام ، وعِيادة المريض ، واتِّباع جَنائزهم ، وغيرها من الحقوق العامَّة للمسلمين ، وليس من تلك الحقوق أنْ تتعاقَد معه وأنت تعلمُ أنَّه لا يُوفِي بالعقود، فتجنُّب مُعامَلةِ هؤلاء واجبٌ ، أو مستحبٌّ ؛ كما قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : ( لا يُلْدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ واحدٍ مرَّتين ) ؛ متفق عليه من حديث أبي هُرَيرة.
قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (9/381) : "( لا يُلـدغُ ) برفع الغين ، وقال القاضي : يُروَى على وجهين :
أحدهما : بضمِّ الغين على الخبَر، ومعناه : المؤمن الممدوح ، وهو الكيِّسُ الحازمُ الذي لا يُستَغفَل ، فيُخْدَع مرَّةً بعد أخرى، ولا يَفطِن لذلك ، وقيل : إنَّ المراد الخِداعُ في أمور الآخِرة دُون الدنيا.
والوجه الثاني : بكسْر الغين ؛ على النَّهي أنْ يُؤتَى من جهة الغفلة "؛ قال : "وسببُ الحديث معروفٌ ، وهو أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أَسَرَ أبا عزَّة الشاعر يومَ بدرٍ ، فَمَنَّ عليه ، وعاهَدَه ألاَّ يُحَرِّضَ عليه ، ولا يهجوَه ، وأطلَقَه ، فلَحِقَ بقومه ، ثم رجع إلى التحريض والهجاء، ثم أسَرَه يوم أُحُدٍ ، فسأله المنَّ ، فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم : ( المؤمنُ لا يُلدَغ من جحرٍ مرَّتين ) ، وهذا السبب يُضَعِّفُ الوجهَ الثانيَ , وفيه أنَّه ينبغي لمن نالَه الضررُ من جهةٍ أنْ يتجنَّبها ؛ لئلاَّ يَقَعَ فيها ثانيةً ".
لذا فمنتديات صامطة كانت واضحة معنا ولم تجبرنا على الإنتساب
أو الموافقة كرهاً على شروطها وقوانينها
ويجب أن نراعي أمر مهم للغاية فكما نحن ملتزمين
تجاه منتديات صامطة فهي قد أبرمت عقداً لتحفظ جهودنا وحقوقنا
وهي تلتزم بعقدها فلا نخذلها ويجب علينا الحرص كل الحرص
عند إختيار وطرح المواضيع الحساسة
بعد ما ذُكر بالتأكيد لا يخفى على أحدٍ أنَّ الله أمَر عبادَه المؤمنين بالوفاء بالعُقود ؛ بإكمالها وإتمامها ، وحذَّرَهُم نقضَها ونقصَها ، وهذا ما يقتَضِيه الإيمانُ الصحيح ؛ لهذا قال سبحانه وتعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾
[المائدة: 1]
والآية الكريمة تشملُ العُقودَ بين العبد وربِّه ؛ من التِزام عبوديَّته ، وعدم الانتِقاص منها ، والتي بينه وبين الرسول الكريم بطاعته ، واتِّباع أمره ، والتي بينه وبين أصحابه من القِيام بحقوق الصُّحبة ، والتي بينه وبين الخلق من عُقود المعاملات ؛ كالنكاح، والبيع ، والإجارة ، وغيرها من عُقود التبرُّعات؛ كالهبة ، بل والقيام بحقوق المسلمين التي عقَدَها الله بينهم في قوله :
﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]
وذلك بالتَّناصُر على الحقِّ ، والتعاون عليه ، والتآلُف بين المسلمين ، وعدم التَّقاطُع ؛ فالآية شاملةٌ لأصول الدِّين وفُروعه ، فكلُّها داخِلةٌ في العُقود التي أمَر الله بالقيام بها
والعقود الصحيحة التي تكونُ بين طرفين بُنودُها مُلزِمةٌ لهما ، ما دامت لا تُخالِفُ الشَّريعة الإسلاميَّة ، فيجب الوفاءُ بها ؛ ولذلك قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : (المسلمون عند شُروطهم، إلا شرطًا أَحَلَّ حَرامًا، أو حَرَّمَ حَلالاً ) ؛ رواه أبو داود، وابن حبَّان، والحاكم بإسنادٍ صحيح عن عائشة.
فكلُّ واحدٍ من المتعاقدَيْنِ يطلبُ من الآخَر ما أوجبه العقدُ من فعلٍ ، أو ترك ، أو مال ، أو نفع ، أو نحو ذلك ؛ ومن ثَمَّ قال سبحانه :
﴿ وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ﴾ [النساء: 1]
قال المفسِّرون : " ﴿ تَسَاءَلُونَ بِهِ ﴾ : تتعاهَدُون وتتعاقدون".
والوفاء بالالتِزامات التي التزَمَ بها الإنسان من الواجبات التي اتَّفقتْ عليها المِلَلُ، بل العُقلاء جميعًا ، كما قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (29/516)، و"القواعد النورانية" (ص53).
خصوصية وفاء المسلم ( سياسة خالدة )
الوفاء بالعهد شرفٌ يحمله المسلم على عاتقه وهو قيمة إنسانية وأخلاقية عظمى، بها تُدعم الثقة بين الأفراد ، وتؤكد أواصر التعاون في المجتمع، وهو أصل الصدق وعنوان الاستقامة.
الوفاء بالعهد خصلة من خصال الأوفياء الصالحين ، ومنقبة من مناقب الدعاة المخلصين ، وهو أدب رباني حميد ، وخلق نبوي كريم ، وسلوك إسلامي نبيل ، الوفاء بالعهد من شعب الإيمان وخصاله الحميدة ، ومن أهم واجبات الدين وخصال المتقين وخلال الراغبين في فضل رب العالمين ،
فمن أبرم عقدًا وجب أن يحترمه ، ومن أعطى عهدًا وجب أن يلتزمه ؛ لأنه أساس كرامة الإنسان في دنياه ، وسعادته في أخراه .
أعتذر للإطالة وأتمنى أن نحترم جهود الآخرين ونتعاون على الخير
وأن نكون أوفياء بما علينا ... تذكروا ما أجمل الكلمة الطيبة .
أستودعكم الله .. 